ليس بأمانيكم ولا أمانىّ شيوخكم 13/1/2013 خالد البرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يقول الخطيب العريفى إن لمصر فضلا على العالم. شكرا يا حاج. إلهى ينور بصيرتك
ويرزقك على قد نيتك، قادر يا كريم. لكنك لم تقل لنا ما هذا الفضل؟! هذا سؤال مهم فى هذا السياق،
لو أجابت عنه المصرية بموضوعية وأمانة ستحل مغاليق أمور كثيرة فى التاريخ
وفى طبيعة تطور المجتمعات. الفضل الوحيد لمصر على العالم يعود إلى ما أنتجه الفراعنة،
«الفراعنة»، من هندسة ومعمار، وفلك ورياضيات. لكن حضراتكم بتشتموا فى الفراعنة وتكرهونا
فى تاريخنا وبعدين تيجوا تقولوا لنا إن لمصر فضلا على العالم. زى ما بتشتموا فى المأمون والمعتصم
(العالمانيين الكفرة حسب فتاواكم)، وبعدين تيجوا تتباهوا بـ«وا معتصماه»
وتعملوا منها نسخ شعبية. كل واحد منكم بقى فاكر لو حط «وا» قبل اسمه، و«اهـ» بعده،
هيبقى شخص تاريخى وماحصلش. خيال يا برنس خيال! لو عايزة تعرفى فضل مصر بجد،
مش كده وكده، من فضلك اقرى كتاب «فجر الضمير» لجيمس برستيد، ترجمة سليم حسن.
أما بعد ذلك، فلم يعد لها على العالم فضل ولا أياد بيضاء. مصر المسيحية ما عملتش أى حاجة حقيقية.
ثم منذ جاء عمرو بن العاص، وقد اخترت أن تصلى فى المسجد الذى يحمل اسمه،
ولمدة ١٢٠٠ سنة بعدها، لم يكن لها ذكر فى الإنتاج الحضارى - العلمى والثقافى.
وفى غير ذلك بطولات لا علاقة لها بالشعب المصرى. عين جالوت وحطين، زى ما كنتو بتدرسوا لنا،
دى جيوش الشام. حضراتكم ماكنتوش بتثقوا فينا ولو بإلحاقنا بالجندية علشان ندافع عن بلدنا.
يعنى كنتو بتعاملونا زى أى سلطة احتلال ما بتعامل أهل البلد الأصليين وأسوأ. وعلى ذكر الشام،
سمعت لك خطبة خطبتها فى سوريا وبتقول لأهل الشام إنكم تختلفون عن المسلمين
فى مصر والصومال.. إلخ، فى كون بلادكم ورد فيها نصوص شرعية ربانية وأحاديث نبوية.
وطبعا لما جيت على مصر
شغلت الشوية بتوع مصر. دا لينك الخطبة للى تحب تسمعها، بالتحديد عند الدقيقة ١,١٣
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]طيب، يلَّا، قل لى أسماء ١٢ كتابا خطَّه مصريون طوال ١٢٠٠ سنة من الحكم الإسلامى،
وأثَّر فى العالم. أوكازيون يا شيخ. عايز كتاب كل ١٠٠ سنة. مش فاكر؟!
وحياتك سألت نفس السؤال لحوالى ١٠٠ من خريجى الجامعة المصريين
ولا واحد منهم عرف يجيب أسماء أربعة. طيب، يبقى نرجع لسؤالنا،
لما سعادتك بتقول إن لمصر فضلا على العالم، ماذا تعنى؟ اللى فيها خزائن الأرض؟
واللى ستاتها أحسن زوجات زى ما قلت فى الخطبة؟! دا نحوِّله إزاى لقيمة اقتصادية؟ خيال!
إن لمصر -كمان- فضلا على العالم العربى فى الفترة العالمانية، ثم العالمانية الليبرالية،
اللتين جاءتا بعد محمد على. ليها فضل برفاعة الطهطاوى، وطه حسين، والعقاد،
وسلامة موسى، وعبد الوهاب، وأم كلثوم، وسيد درويش، وداود حسنى، ونجيب محفوظ ويوسف إدريس،
وصلاح عبد الصبور، ويوسف شاهين، وباحتضان سليم
وبشارة تقلا وجورج أبيض. وغيرهم. ودول بالنسبة لكم كما تعلم.
لكن إن أصحابك يجيبوك تشحت علينا، فدا مش بس بلا معنى،
دا كمان بيزعل «ذوى الأنَفة» اللى فينا. المعونات لا تقيم دولة. اللى بيقيم دولة
هو الاستثمار والتفكير المنطقى والتعليم وتنمية (وليس فقط استغلال) الموارد.
والدول العربية الغنية، وموقعها من العالم المتقدم، مثال حى. وإنت عارف إن رؤية وجوهكم السمحة
لا تطمئن الاستثمار العالمى، ولا تطمئن السياحة - مصدرنا الثانى للدخل المباشر. حتى السياحة الدينية
بتطفشوها، لأن اللى عندنا مزارات شيعية، ويهودية، ومسيحية. كله -بالنسبة لكم-
شرك وكفر وبدع، الله وكيلك! فمنين هييجى الخير؟! إحنا بقينا رهينة!
الناس كانت فرحانة بكلامك. المصريين كده، قول لهم إنتو شعب عظيم يحبوك.
شوف أغانينا الوطنية عاملة إزاى، زى خطب سعادتك كده،
كلام أجوف لا سند له من الواقع السياسى ولا يقود إلى أى هدف.
اللهم إلا هدف اطمئنان الحكام فى كراسيهم. ودا الهدف الحقيقى اللى إنت جيت من أجله
فى عز الغضب الشعبى على حكامنا الحاليين. جاى تقنع الغلابة إن الفلوس جاية،
واللى هيجيبها الإسلامجية. مع إنى -على قد فهمى- كنت أتوقع إن دول الخليج
لو ناوية تدى فلوس كانت إدت اليمن، دا الباب فى الباب، والتهديد من هناك أكبر بكتير.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]