منتديات صحبة دراسيه
بسمات على الأسفلت 616698752
منتديات صحبة دراسيه
بسمات على الأسفلت 616698752
منتديات صحبة دراسيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


style=position:
 
الرئيسيةمجلة صحبة دراسيأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بسمات على الأسفلت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهرزاد
صاحبة المنتدى

صاحبة المنتدى
شهرزاد


الساعة الآن :
بسمات على الأسفلت Ouooo_10
بسمات على الأسفلت Jb12915568671

بسمات على الأسفلت King
عدد المساهمات : 4759
تاريخ التسجيل : 15/09/2012
الموقع : منتديات صحبة دراسيه

الأوسمة
 :
أوسمة( شهر زاد )



بسمات على الأسفلت Empty
مُساهمةموضوع: بسمات على الأسفلت   بسمات على الأسفلت Emptyالأربعاء نوفمبر 07, 2012 11:55 pm


ضحكة في الطريق









[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


كان يقود سيارته فى زحام القاهرة، وحزن كثيف غامر يزحف على روحه بالتدريج. لأول مرة يلاحظ أن الحياة استغرقته،
ولم يعد يصنع شيئاً إلا ليجلب نفعاً من ورائه، حتى البسمات صارت بحساب. يرسمها على وجهه حين يشاهد رئيسه فى العمل،
أو مسؤولاً مهماً، أو رجلاً يريد منه شيئاً. معارف كثيرون ولكن بلا صديق واحد.
لم تعد فى حديقته زهرة واحدة حقيقية. جميعها زهور صناعية مفتعلة فاقدة للحياة.
السيارات تزحف من حوله، لكنه لا يراها. عيناه مفتوحتان لكن إلى الداخل، وأذناه تصغيان للحنه الداخلى،
ولا تسمعان ضجيج الطريق. وبرغم سترته الأنيقة ورباط العنق على أحدث موضة، والعطر الفاغم الذى يفوح منه، إلا أنه يشعر بالاتساخ.
يذكر مرة، ظل فى سفر متصل لعدة أيام. كان وقتها شاباً فى مقتبل العمر يكافح من أجل البقاء.
ويذكر أن العرق وطول المسافة والملابس الواحدة جعلته يشعر فى نهاية الأمر بالاختناق. وحين وصل إلى بيته أخيراً،
فإن أول ما فعله أن انطلق إلى الحمام وخلع ثيابه فى اشمئزاز. أطال الوقوف تحت الماء شاعراً بأنه يتطهر.
أليس من العجيب أن يعاوده الإحساس بالاتساخ؟
انفرج الطريق طويلاً وانكشفت ثغرة احتلها تلقائياً، فى الوقت الذى ناورت فيه سيارة أخرى من أجل الوصول إليها.
وتمتم سائق السيارة المجاورة سباباً لم يسمعه، فنظر نحوه فى تعجب. الطريق مكدس والجميع سيصلون فى نهاية الأمر فعلام الصراع؟
لكن لحنه الداخلى الحزين أخبره بأنه فعل نفس الشىء فى رحلة الحياة. تقدم بسرعة ليحتل مكاناً خالياً قبل أن يسبقه الآخرون.
فعل ذلك برغم أن طريق الحياة مكدس هو الآخر، والموت محتوم فى نهاية المطاف.
وفجأة، وبينما هو فى مونولوجه الداخلى، شاهد وجه صبى يجلس فى المقعد الخلفى لميكروباص. الصبى كان مستديراً نحوه،
بعد أن مل رتابة الطريق. التقت نظراتهما على غير قصد، الصبى أسمر اللون، ناعم الملامح، خالىً البال من كل هموم الحياة.
شرع يتأمله بعناية وفضول. الصبى يبدو مستغرقاً فى التفكير. فلعله يفكر فى مباراة كرة، أو فى أصدقائه، أو وجبة العشاء.
بالتأكيد هو يحب من قلبه، يضحك إذا كان سعيداً، وإذا ضايقه شىء لا يتردد فى البكاء. زهوره كلها حقيقية.
أما هو فلا يضحك إلا لو كان وراء الضحك مصلحة، ولا يتودد إلا إذا كان يرجو نفعاً من هذا الوداد.
الذى حدث بعدها أنهما تبادلا النظر أكثر من المعتاد. الذى حدث أيضاً أن النظرات امتدت حتى اتصلت،
واتصلت حتى تعانقت، ورغم التفاوت فى العمر صار بينهما نهر من النظرات.
وفجأة وجد الصبى يضحك له ضحكة حلوة، ضحكة مفعمة بالمودة الإنسانية دون أن يكون وراءها أى أهداف.
فوجد نفسه هو الآخر يضحك للصبى من كل قلبه، شاعراً بأنه يستحم دون أن يخلع الثياب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بسمات على الأسفلت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صحبة دراسيه :: غذاء الروح :: قصص قصيره ومشكلات حياتيه-
انتقل الى: