عن عبد الله بن عمر -رضى الله عنه- قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة،
ويقول ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذى نفس محمد بيده لحرمة المؤمن
أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه، وإن نظن به إلا خيرا». (رواه بن ماجة).
هكذا يعلمنا ديننا الحنيف، ونبينا الرحيم بنا، ولكننا -والحق يُقال- لم نقدر حرمة المسلم حق قدرها،
وتركناه يعانى بشدة، حتى وهو يسعى إلى أداء الفريضة المكتوبة على من استطاع إليها سبيلا،
وهذه هى حجة الإسلام، فماذا فعلنا بالحجاج الفقراء؟!
ثمة مشاهد مؤلمة جدا، مثل: جموع الحجاج الذين يفترشون الشوارع والطرقات والمساجد ودورات المياه!
وأكثرهم -طبعا- من الذين ضحوا بالكثير حتى وصلوا إلى مكة المكرمة، وهم لا يحملون تصاريح رسمية،
ولا يتبعون أيا من حملات الحج الخارجية ولا الداخلية، وهؤلاء عددهم كبير جدا، وقيل إنهم أكثر من مليون حاج!
إذ تجدهم منتشرين فى شوارع مكة المزدحمة بشدة، وغير المعدة لاستقبال كل هؤلاء،
كما تشاهدهم يتنقلون بصعوبة شديدة إلى أماكن الشعائر فوق أسطح الحافلات الكبيرة، أى معرضون لخطر السقوط المميت،
أو يتنقلون فى سيارات نقل، غير معدة لركوب البشر أصلا، فتجدهم محشورين فوقها بطريقة مهينة جدا!
إذ إن قطار المشاعر مخصص فقط لمن يحملون تصاريح الحج!
وثمة مشاهد أخرى كثيرة، كمشهد الحجاج فى عرفة، وفى المزدلفة، وفى مِنى، وغيرها وهم يقفون لساعات -
وأحيانا تحت لهيب شمس محرقة- فى طوابير طويلة جدا من أجل دخول دورات المياه! وثمة ملاحظة صغيرة،
تخص دورات المياه المخصصة للرجال، ففى المزدلفة -فقط- سمحوا بوجود (المبولة)!
فلماذا لم يسمحوا بوجودها فى الأماكن الأخرى، وهى تساعد كثيرا على تقليل أعداد المنتظرين على أحر من الجمر فى هذا الزحام الشديد؟!
وفى عرفة -مثلا- ثمة من يوزعون الوجبات والمشروبات المجانية على الحجاج بطريقة طيبة،
ولكن هناك -أيضا- مشاهد مؤسفة لحجاج يتزاحمون بشدة أو يتصارعون حول حافلات كبيرة
تلقى لهم بالأطعمة أو المشروبات بطريقة لا إنسانية!
وهذه الطرق العشوائية فى توزيع الهدايا أو الصدقات، تؤدى إلى نتائج مؤسفة، فثمة من يقضون معظم أوقاتهم فى عرفة،
فى تجميع هذه الأشياء التى توزع هنا وهناك!وفى النهاية ترى على الأرض كميات هائلة من الأطعمة
والمشروبات المتروكة للتراب!وحتى فى صناديق القمامة ترى كميات كبيرة جدا من الطعام!
سوء تخطيط، وسوء توزيع، وسوء تنظيم، فلماذا لا نتعلم من العالم المتقدم؟! ولننظر -مثلا- إلى الأولمبياد الأخيرة
التى أقيمت فى لندن 2012، لقد استقبلوا أكثر من سبعة ملايين، أى ضعف عدد الحجاج،
وهذه الملايين حضرت من أجل مشاهدة ألعاب رياضية، وليس للصلاة ولا للعبادة،
ومع ذلك تصرفوا بطريقة حضارية وأخلاقية وإنسانية، تحترم حقوق الإنسان وكرامته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]