صدفة
الصدفة وحدها هى التى جمعتنى به دون أدنى ترتيب.عرفته فى أجواء ملبدة بالغيوم.
ظروفى جعلتنى ابحث عن شخص يتحسس وجدانى ويصدق مشاعرى ويملئنى الدفء
فيبعدنى عن البرودة القاسية وجفاف الحوار الذى أعانيه منذ سبع سنوات
مروا وكأنهم سبع سنين عجاف بقحطهم الرومانسى.
صوته اقتحمنى من أول مكالمة جعلنى طائر يحلق بجناحين. نبراته أدخلتنى دنيا من لا حياة له
وكأنى زهرة ذابلة فى صحراء جرداء تواجه الموت عشية كل ليلة وضحاها حتى غمرتها الأمطار من الجهات الأربعة.
تبادلت الحديث معه أعجبت بشخصيته أكثر
تمنيت امتلاك هذا القلب الذى قلما وجدته فى عالم الذئاب أو خداع الرجال فكلاهما واحد.
يوم بعد الآخر أحببته صارحته بحبى
لم تراه عينى من قبل فكل ما يربطنى به صوته عبر الهاتف أو مقالته اليومية التى تصدر كل صباح
فهو صحفى ماهر شغلتنى كلمات يكتبها وعشقت عنوان جريدته.
تمنيت الجلوس معه أنظر فى عينيه
بحبك كلمة يسمعها مرات ومرات ولا يبالى فوقته مشغول دائماً
لاأجد نفسى فى جدول أعمالة سوا سويعات أو دقائق معدودات.
كل صباح اشترى الجريدة أقرأ كلماته امسك هاتفى فصوتى صباح كل يوم رفيق فنجان قهوته ودخان سيجارته
حلمت أن اسمع منه كلمة أحبك أو حتى مرادف واحد من مرادفاتها فأكثر ما قاله لى "عزيزتى" كلمة اسمعها يزداد التحدى بداخلي
كيف أجعله يحبني؟
يالها من كلمة طال انتظارها من قلب عنيد افقدنى الأنوثة حتى عادت لى مرة أخرى.
عشقته كطفل صغير لايفارق صدر أمه .
مهما كانت مشاغله ولقاءاته إلا اننى من حقى أن اسمع صوته كما عودنى لكل شيء فى حياتى وقت
ولكل وقت حق وهذا وقتك وحقق أنت فاغتنمى الفرصة، كنت انقض على المكالمة الهاتفية
وكأنى صائم متلهف لشربة ماء يتلذذ بها دقائق مقدسة ملكى ولى أنا.
ادخلنى دنيا جديدة لم اعرف أبوابها من قبل فهو رجل مختلف عن غيره من معشر الرجال طموح جداً ممزوج بذكاء
أيقنت وقتها ان هناك أنواع مختلفة من الرجال فليس كلهم واحد كما توهمت فى بداية حياتي.
فزوجى رجل يعرف واجباته الزوجة جيداً إلا انه يفقد الإحساس بكونى أنثى، متعدد العلاقات النسائية
وإن وصفته بالمراهقة فى تصرفاته فإنى أهين تلك المرحلة المهمة فى حياة كل إنسان
بدئت وأن احكى له كل تفاصيل حياتى الزوجية كل علاقاتى السابقة أدق التفاصيل كان من حقه أن يعرفها
وأن أخفيت عليه بعضها إلا أن أسلوبه وجاذبيته كانت تتدعينى لكى أبوح بما تبقى لدى من أسرار.
فالإسرار لها صلاحيات وصلاحية اسرارى كلها انتهت بعد أن عرفته.
ادخلنى دهاليز حياته كان ينتصر عليا دائما بذكائه هو كتاب مفتوح كلماته واضحة لا أستطيع تفسير ما وراء تلك الكلمات
ومابين السطور لا استطيع تفسيره أيضا أو ترجمة بعض لغاته هو عبارة عن لغز لم أفهمه وان عرفت الكثير عنه
اللقاء
طلبت منه المقابلة وجدت صعوبة فى تحديد ميعاد فهوا مشغول دائما
حين رأيته رفرف قلبى فرحا وجدت الحب فى عينية امسك بأناملى الباردة وتحسست يدى اصابعة
تلهبنى دفء ولا أقاوم تفسير ما فعلة بى حتى وإن كانت لمسات رقيقة لجسدي.
وجدت فى عينيه الجميلتين معنى جديد لطعم الحياة ظل شاغل تفكرى طول ساعات اليوم
مروراً بالصباح وقت أن اقرأ كلماته حتى انتظار رنة تليفونه قبل النوم.
تعلقت به لدرجه الجنون امشى فى الشوارع أفتش فى وجوه الناس اقترب من كل شبيه
لا أجد صورته إلا على أغلفة الصحف وصفحات الإنترنت.
حبى المتزايد دائما نحوه جعله يتعلق بى ويبادلنى نفس احساسى وإن زاد بعض الشيء عنى.
سألنى ذات مرة
متى أخرج من حياتك؟
أجبته ببكاء شديد يوم أن أموت أو أطلق ولم أجدك بجوارى زوجاً لى
وقتها اتضحت لى الرؤية أن مفهوم الحب اختلف بينى وبينه فانشغالى به زادنى طمعاً
فى أن امتلك قلبه وعقله بل وجسده أيضا، لم يبادلنى نفس الشعور فهو حقاً يحبنى
ولكن دون الرغبة فى امتلاك كيانى هذه نقطة الاختلاف التى واجهتنا.
تمسك بى جيداً
لكونه يحبنى أو يعشقنى كما أحسست.
قلق
لم استطع مواجهة حياتى بانشغالى الدائم به وتفكيرى المستمر فيه أهملت أولادى ونفسى فهو كل تفكيرى حتى أنى أهملت زوجي
الانسحاب
طلبته منه بعد تفكير وخوف فى ان واحد
كلماتى كانت بالنسبة له صدمة قسمته إلى نصفين كما تقسم الأنف الوجه صوته انكسر فجأة
وتحدانى بعدم الانفصال عنى مهما كانت المصاعب يرن جرس الهاتف دائما مرة أرد اشتياقا لسماع صوته
ومرات عديدة اسمع صوت الهاتف دون اهتمام ظاهر وبداخلى قلب مشتعل وبركان ملتهب،
كل يوم على هذا الحال حتى انقطعت كل أخباره
جرس الهاتف لم يعد يزورنى كل ليله عاودت شراء الجريدة فى الصباح لا أجد كلماته التى عشقتها من قبل.
اختفى تماما زادنى الشوق لهفة للاتصال على هاتفه، ترددت كثيرا
وعاودت الاتصال يرن جرس الهاتف لم أتوقع انه يسمع رنات هاتفه دون إجابة
حاولت الاتصال مرة أخرى إذا بصوت غريب طلبت منه الحديث مع دينا فهى ابنته ذكرها أمامى أكثر من مرة
أهلا دينا ممكن اسأل عن والدك؟
سألتنى ما أسمك؟
ترددت قليلا حتى نطقت باسمى "رحمة" انهالت بالبكاء حين سمعت حروفه لم تتمالك مسك الهاتف،
انتابتنى حالة من القلق عاودت الاتصال مرة أخرى اكرر نفس الكلمات نبرات صوتها الحزين جعلتنى أبكى حين قالت
ان اسمك هو الكلمة الوحيدة التى رددها والدى طيلة 57 يوماً فى الإنعاش اثر أزمة قلبية حادة
لاينطق سوا رحمة حتى توفى صباح اليوم داعين الله أن يرزقه الرحمة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]