كلمة ورد غطاها كل يوم يطلعلنا مسئول فى التليفزيون يقولك المشاريع الصغيرة هى الأمل ويقولك الصين اقتصادها قام على المشاريع الصغيرة
وأنا أقدر أجزم أن المسئول ده مقراش كتاب واحد عن تجربة الصين فى المشاريع الصغيرة
لأ وأراهن أنه عمره ما عمل ولا حتى أشرف على مشروع صغير
لأنه يمكننا التفريق بسهولة بين العوم وبين تطبيش واحد بيغرق.
دليلى ببساطة هو الصندوق الاجتماعى عديم التخطيط ولا الفكر اللى مفروض أنه أكبر داعم للمشاريع الصغيرة.
ليه عديم التخطيط؟ لأنه ببساطة المشاريع الصغيرة عشان فعلاً تفيد بلدها زى ما بيحصل فى الصين
لازم يزيدلها كلمة كمان.. . يعنى لازم يبقى اسمها «المشاريع الصغيرة المتكاملة»
ومن غير كلمة متكاملة يبقى بنرمى فلوسنا فى الأرض وش.. .إيه أهمية كلمة متكاملة؟
المشاريع الصغيرة المتكاملة هى مجموعة مشاريع تصنع منتجات مختلفة بلاستيكية أو معدنية أو غيرها تتكامل
تلك المنتجات لعمل منتج واحد يسد حاجة فى السوق المحلى
ليتم إيقاف استيراده بل ويمكن تصدير هذا المنتج ليقوى فعلاً الاقتصاد.
مثال: الكرسى المكتبى يتم استيراده من الصين بما يعادل ٥٠٠ مليون جنيه سنوياً لأنه لا يصنع فى مصر
مع أننا ممكن فى فيمتو ثانية نصنعه معتمدين على المشاريع الصغيرة المتكاملة المخطط لها بتمويل الشباب
بفلوس الصندوق لعمل مصنع بلاستيك يصنع عجل الكرسى ومساند اليد والظهر والقاعدة البلاستيك
ومصنع تانى صغير يصنع الهايدروليك اللى بيعلى الكرسى وبيوطيه ومصنع ثالث يصنع الفوم لزوم الجلوس
ليتم تجميع البلاستيكات والهايدروليك والفوم وفى النهاية نحصل على الكرسى المكتبى.
الصندوق الاجتماعى فى مصر بعد الثورة بيصرف حوالى ٣٠٠ مليون جنيه سنوياً على المشاريع الصغيرة
غير المتكاملة غير المخطط لها وهو ما يعتبر إهدار «رسمى، فهمى، نظمى» للمال العام
لأنه ببساطة يمول مشاريع منفصلة لا يحتاجها السوق تفلس ٩٠٪ منها ليتعثر أصحاب المشاريع فى رد التمويل
ليس لسوء إدارة المشاريع ولكن لسوء التخطيط من الصندوق الاجتماعى والمحصلة أن هذا التمويل الضخم
لم ينجح فى صناعة منتج واحد يوحد ربنا نستغنى به عن آخر كنا نستورده وأتحدى أمينة الصندوق الاجتماعى
الحالية غادة والى نفسها أن تقول غير كلامى أو أن تكشف لنا عن خطة الصندوق
هذه السنة لتصنيع منتجات بعينها لم نكن نصنعها من قبل.
لو كل الفلوس إلى مصر هى ٦جنيه يتم تداولها بين محمد وليلى ومرقص بنصيب ٢ جنيه للفرد،
فإن القوة الشرائية لهذه الدولة هى ٦ جنيه. أما لو ليلى باعت كوسة لفرنسا وجابت ٢ جنيه زيادة
فتصبح القوة الاقتصادية لمصر ٨ جنيه مش ٦ جنيه. أما لو ليلى استوردت بقيمة ٢ جنيه
بدل ما صدرت فتصبح كل الفلوس اللى فى مصر ٤ جنيه بدلاً من ٦ وبكده يبقى اقتصاد مصر هبط.
قُصر الكلام، التصدير هو ما يقوى الاقتصاد والاستيراد هو ما يهلكه والتصدير
لن يحدث إلا بتكامل المشاريع البسيطة لعمل منتجات أكبر ممكن نصدرها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]