قال تعالي: "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم
وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون" الحجرات: .15
الإنفاق في سبيل الله من شروط التيسير في هذه الحياة. تيسير الرزق. تيسير الشفاء.
تيسير الفرج. عن ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ
: "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟" قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه.
قال: "فإن ماله ما قدم. ومال وارثه ما آخر" البخاري. وعن عدي بن حاتم ــ رضي الله عنه ــ قال: سمعت رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ـ
ـ يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" البخاري. وعن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ:
"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً.
ويقول الآخر: اللهم اعط ممسكاً تلفاً" البخاري. وقفة قرآنية يقول سيد قطب عن قوله تعالي: "الذين ينفقون في السراء والضراء" آل عمران: 134:
"فهم ثابتون علي البذل. ماضون علي المنهج. لا تغيرهم السراء. ولا تغيرهم الضراء.
السراء لا تبطرهم فتلهيهم. والضراء لا تضجرهم فتنسيهم. إنما هو الشعور بالواجب في كل حال.
والتحرر من الشح والحرص. ومراقبة الله وتقواه. وما يدفع النفس الشحيحة بطبعها.
المحبة للمال بفطرتها. ما يدفع النفس إلي الانفاق في كل حال. إلا دافع أقوي من شهوة المال.
وربقة الحرص. وثقلة الشح.. دافع التقوي. ذلك الشعور اللطيف العميق.
الذي تشف به الروح وتخلص. وتنطلق من القيود والأغلال" "في ظلال القرآن 1/475".الكرم والإنفاق كرم الرسول "صلي الله عليه وسلم" عن أنس ــ رضي الله عنه ــ قال: ما سئل رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ
علي الإسلام شيئاً إلا أعطاه. ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين. فرجع إلي قومه فقال:
يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشي الفقر. وإن كان الرجل ليسلم
ما يريد إلا الدنيا فما يلبث يسيراً حتي يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. الكريم الكريم من أسماء الله الحسني. قال تعالي: "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم" الانفطار:6
فالكريم هو كثير العطاء والإحسان من غير طلب ولا سؤال. بخلاف السخي فإنه المعطي عند السؤال.
وهو ــ عز وجل ــ إذا قدر عفا. وإذا وعد وفي. وإذا أعطي زاد علي منتهي الرجاء. قال الجنيد: الكريم الذي لا يحوجك إلي وسيلة. وقال الحارث المحاسبي: الكريم الذي لايبالي من أعطي. وقيل: الكريم الذي يعطي من غير منة. والكرم قسمان: مادي وخلقي فالمادي هو إطعام الطعام وكسوة الأيتام وصلة الأرحام.
والخلقي هو العفو عن الجاني وإن تكررت الإساءة. وستر عورة الإخوان. وللكرم فضل كبير. وفائدة عظمي لفرد والمجتمع. فالكريم يحبه الله ــ تعالي ــ
ويحبه الناس وكل نعمة ينفق صاحبها منها ابتغاء وجه الله ــ تعالي ــ يبارك له فيها.
يقول تعالي: "ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم
كمثل جنة بربوة أصابها فأتت أكلها ضعفين" البقرة: .265 أنواع الكرم: 1ــ الكرم مع النفس بدون إسراف قال تعالي: "قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق
قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة" الأعراف: .32 2ــ إكرام الضيف قال رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" البخاري. 3ــ إكرام الصديق وشهر رمضان فرصة لنتعلم فيها الكرم والإنفاق في سبيل الله ونزيد منه إطعام الطعام
وإفطار الصائمين والصدقات علي الفقراء والمحتاجين ونتأسي فيه برسولنا ــ صلي الله عليه وسلم ــ
الذي كان في رمضان أجود من الريح المرسلة. اللهم وفقنا لما تحب وترضي. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.