خمسين قميص.. وجِزَم وكراريس..
و أشلاء أطفال متلغمطة بالدم…
خمسين شاهد جديد.. على الزمن البليد..
على أزهى عصور الهم…
ضربت إسرائيل غزة فقتلت على مدار ثلاثة أيام 31 فلسطينيا بينهم سيدات وأطفال.. وضرب فشل وضعف حكومة قنديل
أتوبيس أطفال منفلوط فقتل فى ثانية واحدة 50 مصريا جميعهم من الأطفال..
إذن.. أيهما أكثر ضررا.. جبروت الجيش الإسرائيلى أم ضعف الحكومة المصرية؟!
و إذا كان قنديل قد عاد من غزة بقميص اصغر شهيد فلسطينى.. تُرى هل يذهب سيادته إلى منفلوط؟!..
ففى إنتظاره 50 قميصا لـ 50 شهيدا مصريا.. ليس فيهم أصغر وأكبر.. حيث أن جميعهم أطفال وجميعهم صغار
وجميعهم مالهمش أى ذنب فى ترك ارواحهم معلقة بين يدى مثل تلك الحكومة الضعيفة غير القادرة على حماية شعبها!
و إذا كان لابد أن يلفظ 50 طفلا أنفاسهم الأخيرة ( حتى ظهر يوم السبت والعدد لا يزال مرشح للزيادة )
وتصعد أرواحهم الطاهرة إلى بارئها لكى يستقيل كلا من وزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية من منصبيهما..
فماذا عن وزارة مثل وزارة التربية والتعليم مثلا؟!.. فكوارثها ليست حوادث وقتلى.. وإنما أمخاخ خربانة ونفسيات متخربئة
لن تبدو واضحة للعيان سوى بعد سنين وسنين من الآن عندما تخرج للحياة أجيال جديدة تم تعطيل خلايا مخها
المسؤولة عن الإبداع والإبتكار وتم زرع العديد والعديد من الأمراض النفسية بداخلها على أيدى مجموعة من المرضى النفسيين
على شاكلة مُدَرِسة قص الشعر.. كيف ستتم ملاحظة مثل تلك الكوارث التعليمية لكى يتأكد الوزير من فشله ويقدم إستقالته؟!..
وماذا عن وزارة مثل وزارة الصحة؟!.. فكوارثها أمراض متوطنة وإهمال لمرضى ودكاترة ومستشفيات غير آدمية
تؤدى إلى الوفاة على المدى الطويل.. بدون حوادث واضحة ومفزعة مثل حادث أتوبيس أطفال منفلوط..
وهل تتم إعادة النظر فى بقية الوزراء والتعامل مع ضعف وزير النقل كمؤشر على حالة عامة من ضعف الأداء الحكومى
فى وزارات أخرى كثيرة كوزارات التعليم والصحة والإقتصاد والتنمية المحلية
أم أنه سيتم التعامل مع وزارة النقل كحالة خاصة من منطلق أن باقى الوزارات آدائها زى الفل؟!
و هل يمكننا أن نطلق على تصريحات «العريان» ومناداته بعودة مجلس الشعب المنحل عقب بدء الحرب على غزة
أنها ليست أكثر من مجرد صيد فى المياه العكرة؟!.. هل وصلت عملية البحث المستميت عن أى مصلحة وخلاص
إلى استغلال مأساة إخواننا فى غزة ليدعو العريان الرئيس إلى أن يستفتى الشعب على عودة مجلس الشعب المنحل
وغير الشرعى من منطلق أن حدودنا فى خطر والبلد بحاجة إلى مجلس شعب؟!.. هل يرى العريان بجد أن مصر الآن
بحاجة إلى البلكيمى ومناخيره أو ونيس وطريقه الدائرى أو ممدوح إسماعيل وآذانه أو أقرانهم من راغبى الزواج بالأطفال
وذوى النفسيات المتخربأة وجميع هؤلاء الذين لا يساوون أكثر من كميات الزيت والسكر
التى تم توزيعها على الفقراء والغلابة لينتخبوهم؟!.. هل هؤلاء هم فعلا من تحتاجهم مصر الآن؟!
بصرف النظر عن كل تلك اللخبطه بداخل العقول وكل تلك الدربكه بداخل القلوب.. بصرف النظر عن كل تلك الهرطشه
التى باتت تحدث بمعدل هرطشاية فى الثانية.. بصرف النظر عن كل تلك الأخلاق اللى طلعت بتتجزأ بعد أن كنا نظن
أنها كما أخبرونا زمان.. لا تتجزأ.. وبصرف النظر عن مشاهدتنا لها يوميا وهى بتتفتفت.. مش بتتجزأ بس..
بصرف النظر عن كل ذلك الكلام الفارغ وكل ذلك التمثيل الرخيص.. بصرف النظر عن كل ذلك..
وعلى الرغم من أنه بعد كل ذلك الصرف من النظر.. قد لا يتبقى شيئا لنقوله.. إلا أنه سوف يظل هناك دوما ما يقال..
وسوف يظل هناك دوما من لا يزالون يعتقدون أن المبادىء بالفعل لا تتجزأ..
وهؤلاء قد لا يكسبون فى البداية.. إلا أنهم فى النهاية حتما هم المنتصرون..
يقول العبقرى «وودى آلان» فى نهاية أحد أفلامه على
البطل الذى يستعد لبدء حياه جديدة
بينما يتذكر مقولة صديقه العجوز له..
«ينبغى على المرء دائما أن يتذكر أنه حتى الساعة المتوقفة عن الدوران تماما سوف تكون صحيحة مرتان فى اليوم.. وهذا شىء مؤكد»! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]