تهمس الدكتورة نبيلة السعدى، أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية
فى أذن كل فتاة وتقول لها "ماما تحبك" وذلك لوجود شكوى معتادة من الفتيات المراهقات من كثرة الأسئلة
والاستفسارات التى تحاصرهن بها الأمهات فى الغالب مثل تتوالى أسئلة الأم عند عودة ابنتها من المدرسة
كيف كان يومك ؟ ماذا حدث بالمدرسة ؟ لماذا تأخرت ؟ هل ستذهبين إلى النادى اليوم لأداء تدريبات ؟
لماذا لم تعد صديقتك المقربة تزورنا هذه الأيام ؟ وغيرها الكثير من الأسئلة المماثلة
التى تعتبرها المراهقة تدخلا فى أمورها الشخصية وإقرارا بعدم ثقة الأم فيها ورغبتها فى مراقبة كل تحركاتها،
لذلك فهى تكره الإجابة عليها، وقد تجيب عليها بالضجر والضيق الواضح فى كل مرة
أو تتجاهل الإجابة فى بعض الأحيان مما يؤدى لخلافات وجدل لا ينتهى مع الأم.
وعلى الفتاة أن تعرف كيف تتعامل مع هذه المواقف بطريقة حكيمة، وتبدأ الطريقة بتعرف الفتاة
على أسباب هذه الحالة التى تصل إليها الأم، حيث إنه ينتابها قلقاً كبيراً عليها ورغبة فى حماية صغيرتها
من أى خطر قد يحيط بها فى هذه الفترة الحرجة، ويزيد الأمر سوءا عندما ترى الأم ابنتها منغلقة على نفسها
وتعيش فى عالم منفصل عن الأسرة بالإضافة إلى قضاء هذه الفتاة وقتا طويلا خارج المنزل بين المدرسة
والنادى والدروس، وعدم سرد الفتاة لها ما يحدث خلال يومها وفى حالة بقاءها فى المنزل، فهى لا تغادر غرفتها
أمام شاشة الكمبيوتر، إلا لتتحدث مع أصدقائها فى الهاتف المحمول، كل هذا يزيد من قلق وتوتر الأم فتبدأ
فى إلقاء سيل منهمر من الأسئلة عليها كلما رأتها فهى حتى يطمئن قلبها، وليس بغر المراقبة أو تضييق الخناق عليها.
وتضيف نبيلة إلى أن هذه الأسباب لابد أن تعرفها الفتاة المراهقة حتى تستطيع التعامل مع والدتها
خلال هذه الفترة وإصرار الفتيات على استبعاد الأم من حياتها كأنما لم تعد لها أهمية.
وبما تقوم به الأم من أسئلة واستفسارات هى تريد فقط أن تصل لك اهتمامها الكبير
ورغبتها فى علاقة قوية متينة معها بالسؤال المستمر عن أحوالها ومستجدات حياتها.
ويجب على الفتاة أن تغير أسلوب تعاملها مع والدتها منذ البداية فتعتبرها صديقة مقربة إليها
ومصارحتها بكل ما يستجد فى حياتها من أحداث أولا بأول، فهى أصدق من سيقدم النصيحة الصحيحة للفتاة.
وتشير نبيلة إلى أنه على فرض استمرار الأم فى الاستفسارات بدافع عدم الثقة، فلابد أن تتذكر الفتاة
الأحداث الماضية فمن الممكن أن تكون قد ارتكبت خطأ كبيراً فى دفعها لعدم الثقة بابنتها مرة ثانية،
ويكون استفسار الأم هنا بشكل دائم حتى تتدخل فى الوقت المناسب فى حالة حدوث أى مشكلة
لتجنب وقوعك فى خطأ جديد قد يضرك أو يسىء إلى مستقبلك، وهنا الحل أيضا ليس التهرب منها
أو الدخول معها فى مناقشات عاصفة بالعكس لابد أن تتلقى الفتاة أسئلتها بصدر رحب
مع الاعتراف بخطئها السابق وتعهدها بعدم تكراره أو ارتكاب خطأ آخر جديد.
مع إخبار الفتاة للأم أنها حريصة للغاية على عدم خذلاها مرة أخرى، وأنها بحاجة الآن لثقة والدتها مرة أخرى
دون أن تقلق لأنها سوف تثبت لها أنها أهل للثقة، ومع الأيام لو أثبت الفتاة للام بالفعل صدق ما تقول،
سوف تكف تدريجيا عن ملاحقتها بالأسئلة المزعجة ويتحقق للفتاة ما تريدين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]