تَواصَل اضطراب المسيرة وبلغ ذروته بالإعلان الدستورى وبجريمة أخرى يجب التوقف عنها على الفور
هى التشكيك فى معارضين ورموز وطنية كانوا من الشركاء الأساسيين فى التأسيس للثورة قبل كثير من المدّعين!
والنتيجة وطن يتمزق وشباب مصرى يتقاتل ويسقط قتيلا لا فى معركة من أجل حماية سيناء من الصهاينة
ولا إنقاذ الاقتصاد المصرى ولا تنفيذ مجموعة من المشروعات القومية للاكتفاء فى الزراعة ولإدارة الصناعة
والقوة الصناعية المعطلة... القتال بسبب إعلن دستورى جوهره توفير حصانة واستقواء لن يكون إلا كخيال
مآتة لمن ليس له حصانة من رضاء واستقرار وسيادة الشعب.. مَن خطّط لتحويل الرئيس المنتخَب إلى مستبدّ جديد؟!
أو لماذا يريدون له حصانات المستبدين؟! من يقف وراء جميع الإجراءات والقرارات التى تحاول تمكين الجماعة
لا تمكين الوطن؟! مَن ينسيهم أو يتعالى عن اتخاذ القرارات المتاحة لإطفاء نيران الغضب
فى صدور الشباب الثائر وفى استثمار طاقاتهم البناءة فى إدارة وحماية بلدهم؟!
من يعجز عن توفير الأسباب لاستشفاء مؤسسة القضاء بكل من تضمهم من شرفاء وطنيين؟ نجح الإعلان الدستورى
فى تحويل بعض الفسدة إلى أبطال! أين تطبيق مبدأ المشاركة الوطنية، وكان واحد من البنود الستة
التى تقررت فى ما أطلق عليه «اتفاق فيرمونت»، ولا يعنى مجرد الحوار مع جميع القوى والأطياف السياسية
ولكن المشاركة الفعلية فى اتخاذ القرار وفى الاستعانة فى هذه المرحلة الحرجة بفيض وعظيم ما لدى مصر من خبرات
لدى جميع أطيافها السياسية؟ لماذا لم يُوفِ الرئيس بعهده بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور،
الذى أعاد تأكيده فى 28/10، مع الحفاظ على المنتج الذى أُعِدّ خلال الشهور الماضية وأيضا المسودة
التى أعدتها المجموعة الاستشارية المحترمة التى انضمّت مؤخرا إلى اللجنة التأسيسية والدفع بالمسودتين لفقهاء
دستوريين مستقلين للانتهاء إلى نسخة واحدة متكاملة تعبر عن جميع مكونات النسيج الوطنى للمصريين،
جمع الشمل لا تفريقه، مد الجسور بين جميع أبناء مصر، لا نسفها، كان الأمل الذى يجب أن يسعى إليه كل قرار يُتخذ
فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلدنا بدلا من المشهد المأساوى لوطن ممزق
يتقاتل أبناؤه وتغيب القضايا المصيرية ولقمة العيش والعدالة الاجتماعية.
■ كنت وما زلت أومن أن الكاتب لا يستطيع أن يكون إلا كاتبا وأعلنت دائما أنى من قبل ومن بعد مستشارة للشعب
، وافقت على الاقتراب من مركز صناعة القرار لأحقق ما سعيت لتحقيقه وفشلتُ قبل الثورة، وأغلبه مشروعات قومية
تحتاج إلى دعم الدولة. أعلنت منذ اليوم الأول لقبولى المهمة أننى سأعتذر عنها فور إرحساسى بالعجز عن أداء ما تطلعت
وتطلع معى كثير من المصريين، أن أكون نائبة عنهم فى تحقيقه باقترابى من صناع القرار. عملت متطوعة أسعى
لتقديم المشورة بما جمعت من خبرات سنوات العمنر واعتراك آلام وهموم المصريين وبما بين يدى من وثائق علمية
ومَن أعرف من خبراء وعلماء وفلاحين وصناع يستطيعون أن يحققوا معجزات لبلدهم. أعترف أننى لم أستطع،
فالمسار والقرارات تهرول بعيدا تماما! أشكر للرئيس ثقته ودعوتى لأُستشار فى أمورى بلدى، ولكنى لا أقبل العجز
ولا الغش ولا أن أخون ثقة طوقنى بها آلاف من المصريين أو أكون شاهدة على ما لم تشاهد، وقبل كل الأسباب
لا أقبل هذا المشهد المأساوى والممزق لبلادى بعد المشهد العبقرى لالتحام الكل المصرى فى واحد والذى صنعه
شبابها بأرواحهم ودمائهم وحبات عيونهم.. لذلك أؤكد اعتذارى وانسحابى وأدعو جميع الأطراف
المتصارعة والمتشبثة بمواقفها أن تسعى لنقطة التقاء وسطية يحكمها فريضة إنقاذ وطنى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]