توقعات فورن بوليسى لـ2013: مصر الأكثر استقراراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نشرت مجلة "فورن بوليسى" الأمريكية، فى عددها الصادر اليوم الخميس، تقريراً يتضمن توقعاتها
لأهم الأحداث التى ستتصدر المشهد العالمى، ونحن على مشارف عام ميلادى جديد.
وذكرت المجلة، فى التقرير الذى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت، أن المخاض السياسى الذى تشهده مصر حالياً
سيظل على قائمة الأحداث الساخنة، مشيرة إلى أنه نظرياً يبدو أن الأوضاع فى مصر "مطمئنة"، إلى حد كبير،
بدءاً من تسليم سلطة البلاد إلى رئيس منتخب وإبداء العسكر عزوفا عن الحكم وإظهار جماعة الإخوان المسلمين ا
عتدالاً فى الرؤى بتأكيد الجانب المصرى التزامه بمعاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل،
مؤكدة أن العنف فى مصر يظل هو "الاستثناء" وليس القاعدة العامة.
كما توقعت المجلة أن يشهد العام المقبل نهاية للصراع الدائر فى سوريا
والتمهيد لمرحلة انتقالية سياسية طويلة ربما يتخللها بعض المصاعب.
واستدلت فى هذا الطرح بالتقارير المتواترة حول التوصل لإجماع دولى بشأن عقد مصالحة بين عناصر من النظام الحاكم،
باستثناء الرئيس السورى بشار الأسد، وبين قوى المعارضة فى الداخل والخارج ذلك، إلى جانب الخطوة
التى أقدمت عليها المعارضة بتوحيد صفوفها تحت مظلة كيان موحد باسم
الائتلاف الوطنى السورى، والتى وصفتها المجلة بـ"الخطوة المهمة".
كما رأت أن الأشهر الأولى من العام المقبل ستحدد ما إذا سيتمكن العراق من الحفاظ على وحدته وتماسكه أم لا،
لافتة إلى أن الأحداث فى سوريا ستلقى بظلالها على قرارات الجماعة السنية فى العراق
بشأن المدى الذى يمكن أن تذهب إليه فى بلورة استيائها حيال الأوضاع الجارية فى بلادها.
وقالت المجلة، إن حظوظ العراق فى التمتع بالاستقرار والوحدة بعد مرور عشرة أعوام على الغزو الأمريكى
له عام 2003، تبدو غير مطمئنة، وفى ليبيا، كما لفتت المجلة، ستواصل الحكومة الليبية خلال العام المقبل نضاله
ا لنزع السلاح من الجماعات المسلحة فى البلاد، وإنها ربما تواجه صعوبة فى جهودها بخصوص هذا الشأن
نتيجة افتقارها لمؤسسات الدولة الحيوية بعد مرور أربعين عاماً من استبداد نظام العقيد السابق معمر القذافى.
من ناحية أخرى، اعتبرت مجلة "فورن بوليسى" الأمريكية أن الأزمة التى يواجهها النموذج السياسى الغربى
وتنامى النزاع الطائفى فى منطقة الشرق الأوسط والمخاوف بشأن انكماش النفوذ الأمريكى
مختلف أنحاء العالم، ستكون ثلاثة عوامل رئيسية ستقود دفة الأحداث العالمية خلال العام الجديد.
وأوضحت "أن الخطر الذى يحدق بالنموذج الغربى بشكل عام يتمثل فى عجز الولايات المتحدة وأوروبا
عن معالجة قضاياهم المالية والاقتصادية حتى إن كانت أزمات تتعلق بالشق الاقتصادى،
غير أن الضعف الذى سيحل بهذين الكيانين سياسيا بالأساس.
وحذرت المجلة من أن "فشل" الغرب المتواصل فى التصرف حيال هذه الأزمات سيسفر عن إضعاف مكانة الغرب
عالميا فى شتى النواحى المتعلقة بالنفوذ القومى، سواء القدرة على إحراز تقدم
أو قدرة على حشد وتزعم فعل دولى أو القدرة على تحقيق مصالح قومية.
وأردفت المجلة "بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فستواصل هذه المنطقة جذب اهتمام المجتمع الدولى،
حيث لا تزال تعج بالانتفاضات السياسية لثورات الربيع العربى، وعلى ما يبدو أنه خلال العام المقبل
وما تلاه سيظل النزاع الطائفى هو السمة الغالبة للأحداث فى مختلف أنحاء المنطقة.
أما عن العامل الثالث، المتمثل فى المخاوف بشأن انكماش حجم النفوذ الأمريكى حول العالم، فأوضحت المجلة
أن منبع هذه المخاوف يكمن بشكل جزئى فى انسحاب معظم القوات الأمريكية العاملة فى أفغانستان بحلول نهاية عام 2014،
مشيرة إلى أنه يتم بالفعل إعادة تشكيل سياسات الدول المجاورة لأفغانستان على رأسهم، باكستان
والهند وإيران، لضمان الحفاظ على تأثيرهم فى أفغانستان ما بعد الانسحاب الأمريكى.
وأضافت هذا إلى جانب تنامى التوقعات بشأن تقليص واشنطن حجم اعتمادها، ومن ثم اهتمامها، بالدول المصدرة
للنفط داخل منطقة الشرق الأوسط، فى ضوء ارتفاع معدلات النمو المذهلة التى تحققها الولايات المتحدة فى قطاع الغاز
والنفط، ذلك إلى جانب أن العجز فى الموازنة الأمريكية والحاجة إلى خفض النفقات يشير إلى أن
الولايات المتحدة ستلعب دورا "أقل" خارج حدود أراضيها خلال الأعوام المقبلة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]