أكاذيب إخوانية

أكاذيب إخوانية
14/12/2012
د . عماد جاد




يقوم عدد من أعضاء جماعة الإخوان وأنصارهم فى الإعلام وبعض خلاياهم النائمة بمحاولة
تسويق رواية تقول بأن التيار المدنى، وتحديدًا جبهة الإنقاذ، يقومون بإجراء اتصالات مع عواصم أوروربية،
ومع واشنطن، من أجل الاتفاق على إسقاط الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، ولأنهم يفتقدون الكفاءة
فقد عملوا على اصطياد كلمة من هنا وأخرى من هناك، وتركيبهما معًا للإيحاء بأن رمزًا ما
من رموز التيار المدنى يطلب المدد أو الدعم من الإدارة الأمريكية، أو أن آخر يتلقّى الأوامر
من ذات الإدارة لعرقلة الدكتور مرسى، تمهيدًا لإسقاطه. وبموجب حملاتهم هذه باتت أيقونات الثورة المصرية
متهمة بالتخابر مع الغرب والاستقواء بالغرب من أجل إسقاط حكم الإخوان وإفشال الدكتور محمد مرسى،
وجَّهوا أصابع الاتهام إلى حمدين صباحى ومحمد البرادعى وعمرو موسى، ووضعوا معهم
كل مَن يقول لا لحكم المرشد وجماعة الإخوان، فكان منطقيًّا أن تطول الاتهامات
المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة، والمستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا.
نعلم تمامًا وتعلم جماعة الإخوان أن إدارة أوباما تقف خلف الجماعة ولعبت دورًا مهمًّا فى وصول الجماعة إلى السلطة،
نعلم تمامًا وتعلم جماعة الإخوان أن الجماعة حصلت على شكر أمريكى خاص قبل وصول مرسى
إلى كرسى الرئاسة، لقاء الدور الذى لعبته فى تسهيل عملية تهريب المتهمين الأجانب
فى قضية التمويل الأجنبى، وقد صدر الشكر من السناتور جون ماكين. نعلم تمامًا وتعلم الجماعة
أن مرسى بات رصيدًا ثمينًا للسياسة الأمريكية فى المنطقة، فقد أقر وجماعته باتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية،
وتعهد باحترامها بعد أن كانت جماعته تتحدث عن إسرائيل باعتبارها العدو الصهيونى
الذى لا يمكن الاعتراف به، والذى مصيره إلى زوال، نعلم وتعلم الجماعة أن مرسى تبادل الرسائل الحميمية
مع الرئيس الإسرائيل شيمون بيريز، نعلم وتعلم الجماعة أن مرسى لعب دور مبارك فى الوساطة
بين إسرائيل وحركة حماس، وأنه استقبل فى مكتبه وفد المخابرات الإسرائيلية، للانتهاء من صياغة
بنود التهدئة بين تل أبيب وغزة، بين إسرائيل وحركة حماس. نعلم وتعلم الجماعة أن نائب
رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان، قال قبل نحو أسبوع فى نيويورك إن القوى المعارضة للإخوان
فى مصر تمثل خطرًا على أمن إسرائيل، وبمفهوم المخالفة فإن الإخوان هم المهمومون بالحفاظ على أمن إسرائيل.
قال العريان ذلك بينما كان الدكتور الآخر عصام الحداد مستشار مرسى لشؤون العلاقات الخارجية،
يلتقى سرًّا الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ويحاول إقناع الإدارة الأمريكية بمواصلة الرهان على الإخوان
ومرسى فى حماية المصالح الأمريكية فى المنطقة، لقاء لم ينشر عنه البيت الأبيض كلمة واحدة،
وهو أمر معتاد فقط فى حالة اللقاءات التى تخص قضايا سرية تتعلق بالأمن القومى الأمريكى.
يحدث كل ذلك بينما تقذف الجماعة معارضيها بتهم الاتصال بالسفارات الغربية والاستقواء بالغرب،
ومن قبيل ذلك استخدام عبارات مقطوعة من سياقها لحوار معى فى قناة «دريم» تحدثت
فيه عن أن السفيرة الأمريكية مهندسة صفقة الإخوان مع إدارة أوباما، كانت تقديراتها للتيار المدنى أنه لا يمكنه
حشد أعداد كبيرة على غرار ما يقوم به تيار الإسلام السياسى، وعندما نجح التيار المدنى
فى حشد أعداد هائلة، اضطربت السفيرة الأمريكية وطلبت لقاء قادة جبهة الإنقاذ، وعندما رفض قادة الجبهة اللقاء،
ذهبت إلى حزب الوفد وسألت رئيس الوفد السيد البدوى، عن طلبات جبهة الإنقاذ، فى محاولة منها
للتوسط لصالح نظام الإخوان. استخدموا هذا التحليل للقول بأننى التقيت السفيرة الأمريكية وأنها طلبت منى
زيادة الحشد، خرجت أبواق عديدة تكرر الكلام المحفوظ دون تفكير أو تأمل، لم يتوقف أحد أمام حقائق
أن الإخوان هم حلفاء الأمريكان، وأننا رفضنا لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون،
فى السفارة الأمريكية، عندما وجّهوا إلينا الدعوة للنقاش حول أوضاع المسيحيين فى مصر
وكان الرد هو لا حديث فى الشأن المصرى الداخلى مع غير مصريين، التيار المدنى ليس فى حاجة إلى الدفاع
عن نفسه فى قضية العلاقة بالأمريكان، فقد أردنا كشف بعض من أكاذيبهم التى لم ولن تتوقف
عند حدود اتهام الآخرين بما يقومون هم به، فمن أراد سرقة دم المصريين وشهدائهم لا يتورّع عن ترويج الأكاذيب.