عصام كرم الطوخى يكتب: فيروس التعاسة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هناك فئة من الناس تتعرض لصدمات متتالية فى الحياة مما يجعلها تشعر إنها سيئة الحظ،
فسوء الحظ يلازمهم أينما ذهبوا، مما يفقدهم القدرة على التوازن فى الحياة،
فهناك من تعرضوا لظروف قاسية ليس لهم ذنب فيها وقد يكون ابتلاء لهم
لذلك يستحقون منا أن نكون عوناً لهم.
وهناك تعساء الحظ نتيجة أفعالهم المدمرة لأنفسهم قبل الآخرين،
فهم السبب فيما وصلوا إليه من تدمير خلايا الأمل بداخلهم وقفل أبواب السعادة والخير فى وجوههم
وكثير منهم من يعتبر نفسه ضحية من ضحايا الحياة..
وقبل أن تكتشف ذلك فيه تجد نفسك وقد أصبت بفيروس التعاسة وسوء الحظ منهم وأصبح يلازمك مثلهم.
فالإنسان التعيس عنده قدرة هائلة وقد تكون غير طبيعية فى عدوى من حوله
لأنه دائما متوتر قلق مشتت لأنه يعانى من سخط مزمن ويجعلك تتعاطف معه وترأف بحاله
وتتأثر بما يمر به، وبمرور الوقت قد تجد نفسك مريض مثله والكارثة أنك قد تحاول تخليص نفسك
مما أصابك فلا تستطيع لأنه قد يكون فات الوقت لأنه يحمل فيروسا خبيثا خفيا له
قدرة عجيبة على الانتشار والتوغل فى النفس بدون سابق إنذار،
وعندما تدرك وتعى ذلك تجده قد تمكن منك أنت الآخر.
وإذا أردت التعرف على ناقل العدوى بفيروس التعاسة وسوء الحظ أنظر إليه وتفحص الكوارث
التى يجلبها إلى نفسه وإلى من حوله وتسكنه ويسكنها وكأنه يتلذذ لذلك، ماضيه مضطرب حياته
غير مستقرة ساخط عليها، عندما تجلس معه يفقدك القدرة على التفكير المنطقى والعملى.
ولو تم اكتشاف ذلك مبكراً حاول عزل نفسك عنه لأنه
قد يكون من السهل أن تتدارك أمور كثيرة أنت فى غنى عنها.
يقول بلثازار غراسيان: "تعرف على المحظوظين كى تختار صحبتهم، وعلى التعساء كى تتجنبهم، فالكارثة عادة هى جريمة الحمق، وبين الذين يعانون منها ليس هناك مرض أكثر نقلاً للعدوى. فلا تفتح بابك لأصغر الكوارث، وإلا فسوف تتبع الكوارث الأخرى على أثرها.. فلا تمت من تعاسة شخص آخر".ابتعد عن كثيرى الشكوى والساخطين على الحياة وخالط من يسعون للنور ويتناغمون مع الكون
مهما كانت ظروفهم وما يمرون به فبداخلهم يقين ثابت بأن الآتى أفضل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]