قليل من الحكمة.. هذا هو كل ما تحتاجه مصرنا الجميلة الآن.. فقط قليل من الحكمة للإستعانة بها
على ذلك القدر الهائل من الحماقة التى باتت تحاصرنا أينما ذهبنا والأكاذيب التى باتت تطالعنا
كلما تحدث أحدهم والخداع الذى يكمن كل إعتراضنا عليه فى مدى سذاجته.. فلو كان خداعاً ذكياً..
كنا قلنا ماشى.. لو كان خداعاً يستند إلى حنكة وتدبير وخطة.. كنا قلنا حقهم..
ولكنه خداع أكثر ما سوف يضايقكم فيه انه خداع عبيط ومهروش وساذج وأقرب إلى خداع
عيال إبتدائى لبعض فى المدرسة.. لهذا.. بعيداً عن كل ذلك العبث تعالوا نشد الرحال
خمسة آلاف عام إلى الوراء.. إلى نفس الأرض التى نعيش عليها الآن فى ذلك الزمن الأحمق الذى نحياه..
ولكن عندما كانت لا تزال هى أرض الحكمة وهى «أول نور فى الدنيا شق ضلام الكون»
على حد تعبير الأستاذ محمد ثروت.. الأرض المحبوبة مصر.. حيث جدنا الأكبر الحكيم «تحوت»
جالساً فى ساحة أحد المعابد يكتب نبوءاته لمصر.. وهو الكتاب المعروف بإسم «نبوءات هيرميس»..
والذى عندما تقرؤن بعض أجزائه سوف تشعرون وكأن عم «تحوت»
يتحدث عن أيامنا الحالية التى نحياها.. يقول تحوت فى كتابه..
سيأتى زمن لا يطلب فيه أحد بذل جهد فى الوصول إلى الحكمة بطهارة قلب
ووعى (طهارة قلب ووعى مين يا محترم.. المهم نتيجة الإستفتاء تطلع نعم)..
إن أولئك الذين يحملون الضغينة فى نفوسهم (وطبعاً انتوا عارفينهم) سوف يحاولون منع الناس
من اكتشاف هبة الخلود التى لا تقدر بثمن.. فالحكمة ستصير غامضة مغلفة بصعوبة الفهم
وستفسدها النظريات الوهمية (راجع أحاديث النخبة).. وسوف يأتى فى قادم الزمان متكلمة غايتهم خداع
عقول الناس لإبعادهم عن الحكمة النقية (راجع إشتغالة مشروع النهضة).. وعلى الرغم من ان مصر
صورة للسموات حيث يسكن الكون كله هنا فى قدس معبدها.. إلا ان الإله سوف يهجرها ويعود إلى السماء
ويرتحل من هذا البلد الذى كان مقراً للروحانية.. ستصبح مصر مهجورة.. موحشة.. محرومة
من وجود الإله.. وسوف يحتلها الدخلاء الذين سيتنكرون لتقاليدنا المقدسة.. إن هذا البلد الزاخر بالمعابد
والأضرحة سيضحى مليئاً بالجثث والمآتم.. والنيل المقدس سوف تخضبه الدماء.. وستفيض مياهه محملة بالقيح..
هل يحملكم ذلك على البكاء ؟!.. بل سيتبع ذلك ما هو أنكى.. فهذه البلاد التى علمت الروحانية لكل الإنسانية
ستتفوق على الجميع فى العنف (راجعوا تهديدات الميليشيات الجديدة للقضاة وللداخلية وللبلد كلها
والتى باتت تعرف باسماء قادتها اللى بقوا بيطلعوا فى التليفزيون عادى على الرغم من أنهم إرهابيين أساساً)..
حيث سيتجاوز عدد الموتى عدد الأحياء وعدد الذين اختفوا من على وجه الأرض..
وسيعرف المصريون بلغتهم فقط أما اعمالهم فلن تختلف عن أعمال الأجناس الأخرى..
آه يا مصر.. لن يبقى من دينك شىء سوى لغو فارغ.. ولن يبقى شىء يُروى عن حكمتك إلا على شواهد
القبور القديمة.. سيتعب الناس من الحياة ويكفون عن رؤية الكون كشىء جدير بالعجب المقدس
(حيث سيصبح مجلس الشعب هو الشيء الجدير بالعجب المقدس من قِبل بعضهم.. وليس الكون)..
وسوف تصبح الروحانية مهددة بالفناء (روحانية مين يا برنس).. ولن يكون العالم جديراً بالحب كمعجزة
(وهل هناك معجزة مثل وصول مرسى إلى كرسى حكم مصر) ؟!
ستضحى مصر أرملة.. فكل صوت مقدس سيجبر على الصمت.. وسوف تُفضَل الظلمة على النور
(راجعوا مواد الدستور الباطل اللى حيخلى عجلة الإخوان تدور لتفرم باقى الشعب).. ولن ترتفع عين إلى السماء..
وسيُدمغ الصالح بالبلاهة (راجعوا تفاصيل خطة تشويه كل المحترمين وعلى رأسهم أيقونة الثورة
وقائدها الأول ومحترمها الأكثر إحتراماً وصادقها الأصدق.. البوب.. أو الدكتور محمد البرادعى)..
وسيُكرَّم الفاسق كأنه حكيم (راجعوا عدد الميداليات والقلادات التى تم توزيعها على من كان الذى أعطاهم
الميداليات بذات نفسه بيقول عليهم قبل كده مجرمين).. وسيُنظَر إلى الأحمق كأنه شجاع (واضحة طبعاً)..
وسيُعتبر الفاسد من أهل الخير (والزيت والسكر والبطاطس يشهدوا)!
لهذا كله.. قولوا «لا» للدستور الفاشى والهمجى.. قولوا لا لحكم الميليشيات..
وامنعوا – ولو بشكل مؤقت – تحول تلك النبوءات سالفة الذكر إلى.. حقيقة!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]