ديمقراطية شعبنا الجميل: هدية للإخوان22/12/2012 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د . يحى الرخاوى
مع أننى لم أتردد يوما فى إعلان موقفى من الديمقراطية إلا أننى لم أتردد أيضا فى العمل
بنصيحة شيخى نجيب محفوظ أن أقبل أحسن الأسوأ باعتباره الأحسن، منتظرا إبداع البشر
فى كل مكان لاكتشاف (أو تخليق) أداة تقيس «الوعى العام» بدلا من ظاهر الرأى العام
، فتقيس بعض نتائج صحوة الناس، بدلا من قياس نتائج غسيل المخ، وتزييف الوعى
(قبل تزييف الإجراءات) ونتائج: الكذب السياسى ورشاوى القادر للجائع،
ومع ذلك فأنا سعيد بهذه النتائج المزوَّر بعضها.
نحن ما زلنا فى سنة ثانية روضة الديمقراطية المستوردة بتوصيات «عمُّو» أوباما وأبلة كلينتون
ومؤامرات إسرائيل، لا مانع، وسوف أخترق مقاومتى مثلما أفعل أمام أية تجربة ناجحة مهما كانت ضد رأيى،
تحيا الديمقراطية حتى هكذا، وسوف أصفّق لما أكره، نعم، أنا أصفق لتجربتنا
الديمقراطية المتواضعة الرائعة رغم أنفى، وأدعو لها بمواصلة تنمية إيجابياتها رغم أنف مصدَرها.
ذهبت إلى احتفالية الاستفتاء، وكأنى ذاهب إلى مَعزى هذه المرة بعد أن تعلمت من الاستفتاء السابق
أنها «فرحة ما تمت»، وقد قوبِلت من المسؤولين والمنظمين بسبب سنى، وعصا فى يدى،
وغضروف ظهرى، باحترام وتسهيل بالغين، رحت أتطلع فى وجوه الناس فى الطابور
وتيقنت أن هذا الشعب يحترم نفسه ويتجاوز شكوكه ويتحدى المناورات التى تحاك له،
كما وصلنى الفريق الذى لا يريد أن يفكر أصلا، وينظر إلينا -نحن الناس- على أننا من «المغضوب» عليهم
و«الضالين»، ما علينا، أدليت بصوتى أنْ «لا»، وفى نفس الوقت دعوت الله أن تكون النتيجة «نعم»
أى والله، وفى المساء حكت لى ابنتى (أستاذ بكلية الطب) العائدة من المطار فى الرابعة صباحا
كيف وقفت فى الطابور أربع ساعات ونصف، وفرحت بها، تأكدت مسبقا من نتيجة القاهرة على الأقل أنها لا،
حتى بعد ما بلغنى من ألعاب التباطؤ لصرف كل هؤلاء الذين يحبون الله قبل الشريعة ومعها،
ويحبون مصر قبل أنفسهم ومعها، ويحبون الناس فى كل مكان ومن كل ملة،
دون أحضان وحدة وطنية وما فى القلب فى القلب، يحبون كل من خلق الله حبا يعلمه الله ويباركه.
ثم ظهرت النتيجة المبدئية، ولم أهتم ببلاغات التزوير والتجاوزات رغم أننى على يقين
من أن كثيرًا منها على حق، كان، وما زال ما يهمنى أكثر هو تزوير وعى البسطاء خصوصا
بواسطة أئمة يؤمُّونهم فى صلاة الجمعة، أئمة أشفقت عليهم أن ينطبق عليهم الحديث الشريف
فيذهبوا إلى جهنم «سبعين خريفا فسبعين خريفا فسبعين خريفا» لأنهم خانوا أمانة المنبر،
ودعوا الناس إلى ما يتصورون أنه الشريعة على حساب الإسلام الرائع، والإيمان الكدح الإبداع، وحب الله.
فرحت بنتائج المرحلة الأولى وصالحتنى جزئيا ومرحليا مع الديمقراطية، ودعوت الله للإخوان
أن ينظروا فيها بمنظور إسلامى إيمانى موضوعى يسمح لهم أن يحبوا الناس
ويحبوا وطنهم ويحبوا أنفسهم ويخافوا الله بطريقة أفضل وأعمق، قل لى كيف؟
مع تقديم حسن النية دعوت الله أن يحسن هؤلاء القوم قراءة هذه النتائج (مع التجاوز عن تزوير بعضهم إياها)
بما يساعدهم ويهديهم إلى الحق، وإلى الله، «أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ»، وأيضا أن ينظروا فيها
استعدادًا للجولات القادمة، فلقاء ربهم: «بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ»، «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا»،
وإليهم بعض ما خطر ببالى.
أولا: عليهم أن يتذكروا أنهم مسؤولون عن كل البشر إن كانوا حقيقة يريدون بالإسلام
ومن الإسلام خيرا، وأن يتذكروا أن من أحيا نفسا واحدة -ولو نفسه-
(بمحاربة قوى الشر عبر العالم) فكأنما أحيا الناس جميعا.
ثانيا: أن يتذكروا أن مسؤوليتهم هذه تبدأ بالأدنى فالأدنى، فهم مسؤولون عن
التسعين مليون مصرى أولا وليس أخيرا انطلاقا إلى السبعة مليارات إنسان
فى العالم (هل يا ترى لا يعلمون ماذا يفعل الشياطين بالعالم؟).
ثالثا: أن يفهموا دلالة أن عدد الذين لهم حق التصويت فى المرحلة الأولى هو 26 مليونا و6 آلاف،
وأن عدد الذين ذهبوا إلى الصناديق هو 31% من هذا العدد، أى نحو 9 ملايين
وهم يعلمون بالتقريب كم عدد الذين حالوا دون وصولهم إلى الصناديق.
رابعا: أن يتأكدوا أن الذين امتنعوا (69 % نحو 18 مليونا) هم مع «لا».
خامسا: أن يتأملوا أنه رغم كل ذلك فإن مؤشرات نتائج المرحلة الأولى أشارت إلى أن نعم 56.5 % فقط.
إذن:
ورغم كل ما أصيبت به من ضربات: «تحيا الديمقراطية» إن وصلتهم فوصلتنا بحقها،
مع استمرار إصرارى أنها ليست «هى الحل»! اختزالا، حتى نظل نبحث عن الحل الحقيقى الأفضل،
نصيحتى لهؤلاء المجتهدين -مع ترجيح حسن النية- أن يجيب أى منهم فى ضوء ما ذكرت حالا،
وفى نور قلبه الذى خلقه الله بلا غشاوة، عن الأسئلة التالية:
هل أنت -وجماعتك الفاضلة- بعد قراءة هذه الأرقام تمثل التسعين مليون مصرى فعلا،
رجلا وامرأة، يافعا وشيخا وطفلا وطفلة؟
هل تشغلك هموم هؤلاء جميعا -خصوصا بعد صلاة العشاء-
وقبل أن تغيب فى الموتة الصغرى، وأيضا حين تستيقظ وقد أحياك الله بعد أن أماتك وإليه النشور؟
هل هذه الأغلبية (راجع الأرقام من فضلك) تعطيك تفويضا لاختزال الإسلام إلى الشريعة،
واختزال الإيمان إلى الإسلام واختزال الكدح إلى الله إلى ظاهر الإيمان للإخوان؟
هل ضميرك مطمئن بالنسبة إلى من حيل بينهم وبين الإدلاء بأصواتهم لصالح ما تتصور أنه الحق الأوحد؟
هل تعلمت شيئا من موقف القضاء الشامخ، ووكلاء النيابة الشرفاء، وتمثيلية عجز الدولة عن فض الاعتصام
حول هرم الحق فى مصر: المحكمة الدستورية الشامخة باسم العدل سبحانه وتعالى؟
هل أنت راضٍ عن إجاباتك عن هذه الأسئلة، من عبد فقير مثلى،
لا يحترف السياسة ويحاول أن يصالح هذه البدعة المسماة الديمقراطية؟
وبعد...
ما زلت أواصل دعاء ربى أن تكون النتيجة النهائية هى «نعم» حتى لا تتحقق أمنية الأشرار منهم
فى إشعال حرب أهلية «وَتَضْـرَى إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرمِ»، خصوصا وأنا أتذكر تهديدات الرئيس نفسه،
لا الشاطر، بمثل هذه الحرب إذا فاز شفيق قبل انتخابات الرئاسة، (لم يقل إذا ثبت تزوير الانتخابات
بحكم القضاء لصالح شفيق) فما بالك إذا سقط هو بعد أن اعتلى العرش.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]