عصام كرم الطوخى يكتب: كن كالشمس فى غيابها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هناك أناس فى حياتنا تزداد قيمتهم بغيابهم، ويصبح من الأمنيات تمنى تواجدهم ورؤيتهم،
لأننا ندرك قيمة تفاعلهم معنا وهذا يجعلهم فى الحياة من الندرة وذات قيمة ساحرة فى تفاعلنا معهم،
فهم لهم هالة معينة عند قدومهم، هم كالشمس، فكلما اشتد البرد وزاد هطول الأمطار فى تلك اللحظة
نتمنى باشتياق ظهور الشمس فهى فاكهة الشتاء، لذلك كن كالشمس تشرق بروعتها ودفئها وتزيدك جمالاً
بين أحبابك ولا تكن فى حضورها طاغياً كلما أشتد وقت الحر فنتمنى الابتعاد عنها،
فلا تجعل أحد يشعر معك بالملل والفتور بل أجعل غيابك يزيدك قوة واحترام ووقار
وتتمنى الناس التواصل معك والسؤال عنك..
ولكن لا تتسرع وتندفع وتطبق ذلك على من تحب فى البداية، وتجعلها لعبة فقد يُفقدك ذلك أعز الناس
ولكن يحدث هذا عندما تترك أثراً طيباً بترسيخ حضورك فى كل مكان وفى نفوس من حولك
فيزيد ذلك من مكانتك، وتزداد ذاكرة الاشتياق إليك فى كل الأماكن تتبع أثر خطاك لكل من حولك
بكلماتك وأفعالك ومواقفك وهمساتك وتزيدك إعزاز بين أحبابك وبين من تقابلهم فى الحياة.
وعلى العكس هناك من الناس كثير التواجد والظهور بطريقة سيئة ومبتذلة تجعل من حوله ينفرون منه
ويبتعدون عنه بل قد تصل إلى درجة الاحتقار له، لأنه لم يدرك حقيقة التواجد والغياب فى معاملة الناس.
يقول لارو شفوكو: "إن الغياب ينقص العواطف الصغيرة
ويلهب العواطف الكبرى، كما تطفئ الريح الشمعة وتلهب النار".
اجعل مكانتك راسخة بين الناس ولا تجعل من نفسك عادة اعتادوا عليها عند رؤيتك وسماعك
مما يفقدك شىء من الهيبة ومن قيمتك مما يقلل احترام الناس لك بل شيئاً فشيئاً سوف يطردونك من حياتهم
فتعلم فن التواجد أو الظهور والغياب بينهم بحكمة، ولا تجعل من ذاتك وجبة سهل هضمها
فاجعل الناس دائماً تشتاق إلى رؤيتك وتذكر أن الغياب يلهب الخيال واختر التوقيت المناسب فى تعاملاتك
وفى اختيار كلماتك فى الحياة متى تتواجد ومتى تغادر المكان فتترك أثراً رائعاً فيمن حولك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]