لإثنين 24-12-2012
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شيماء البردينى
بعد الجولتين، لم يعُد باقياً سوى رفع القبعة، لقد انتصرنا، يا أخى، نحن المصريون على إخواننا «أحفاد البنا»،
ولأننا واثقون من الفوز، خُضنا معركة الوجود، لم تكُن كما اعتقدها البعض معركة
بين «موافق» و«غير موافق» فى استفتاء على دستور إخوانى الهوى، كانت معركة
بين موجود فى الشارع وغير موجود، وقد فُزنا فيها نحن المصريون بمقعد الأغلبية،
حتى وإن دلَّت الأرقام بصحيحها وتزويرها على غير هذا.
لا تعتقد صديقى الإخوانى أنك انتصرت، لقد خرجتَ مهزوماً مدحوراً، خرجتَ من شارع كان يؤمن بك حقاً،
ويوليك قدراً ربما كنت تستحقه قبل أن تفقده بإرادتك منذ انطلاق الثورة التى «اعتليتها» -عذراً عبدالله بدر-
لغرض فى نفس يعقوب، فقدتَ مكانك فى شارع كان يغنى لك رائعة كوكب الشرق:
«أنا مانسيتش الحب وعهده ولا أيامه ولا لياليه.. أما إن كان عالحب لوحده من غير ظلمك أهلاً بيه».
يسألنى الإخوانى بزهو مصطنع: نصر لكم أنتم.. أتقلبون الحقائق؟.. فأرد عليه بزهو حقيقى:
«بل أنتم الذين أصبحتم لا ترون الحقائق، وإن رأيتموها فلا تصدقون، وإن صدقتموها فلا تعلنون،
وإن أعلنتموها فأنتم لها مكذبون».. انظر إلى الهتاف الذى يطاردكم إينما حللتم «يسقط يسقط حكم المرشد»،
انظر إلى رمزكم الانتخابى الجديد «خرفان»، بل انظر إلى مصر فى عهدكم
وتحسَّر من قلبك على «مصر التى كانت فى خاطرى».
صديقى الإخوانى، قبل أن تهاجمنى وتتهمنى بالكذب والتلفيق، اسمع منى: «اسأل روحك..
اسأل قلبك ليه بيقولوا عليك خروف»، ستجد الإجابة أقرب إليك من حبل الوريد، اسأل نفسك:
كم مرة خرجت مؤيداً لقرار لا تعرف أسبابه ولا نتائجه؟ كم مرة خرجت بناء على تعليمات من شعبتك؟
هل ترى نفسك على صفحات «الفيس بوك» ومواقع التواصل الاجتماعى؟ كم مرة خرجت فيها
عن السياق قولاً وفعلاً واتهمت شرفاء بالعمالة فقط لأنهم يخالفونك؟ كم مرة هددت
وتوعدت مخالفيك بالويل والثبور وعظائم الأمور؟ هل عددت أكاذيبك؟ بل عددت أكاذيب
من تدين لهم بالولاء والطاعة؟ هل قبَّلت يد المرشد، أو رأس الشاطر؟ حملت يوماً سلاحاً غير مرخص؟
تلقيت تدريبات تؤهلك لخوض الحروب؟ تفاخرت بأنك إخوانى من أحفاد البنا؟
ألبست الحق باطلاً والباطل حقاً؟ رفعت سلاحاً أبيض فى وجه أخيك فى إحدى معارك الدفاع عن «اللجلج»
الذى أصبح فى عهدكم «أبلج»؟.. إن فعلت كل هذا أو بعضه،
فتبوَّأ مقعدك فى جنة «الإرشاد» دنيا، و«مزبلة التاريخ» آخرة.
يسألنى الإخوانى بزهو ساخر: كيف إذن رصدتِ هذا التغير فى الشارع يا أُم العريف؟..
فأرد عليه بزهو أكثر سخرية: «غدرك بىّ أثَّر فىّ، واتغيرت شوية شوية.. اتغيرت ومش بإيديّا..
واخترت أبعد وعرفت أعند.. حتى الهجر قدرت عليه.. شوف شوف.. شوف القسوة بتعمل إيه..
وأنا علشان أنساك.. بابعد عن كل مكان رحته ولو مرة معاك.. وأهرب من أقرب ناس يعرفوا قصتى وياك..
وبغيَّر أى كلام بيجيب سيرة لذكراك.. وصَّلْتنى للحال ده بإيدك..
بعد ما كانت روحى فى إيدك»، مع الاعتذار لكوكب الشرق أم كلثوم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]