الإثنين 24-12-2012
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ندى رضا
لا أدرى ماذا حدث للهوية المصرية.. أين ذهبت؟! كنا نفتح التلفاز فنشاهد الشيخ الشعراوى يتكلم عن الدين،
والدكتور مصطفى محمود عن العلم والإيمان،
والدكتور جوهر عن عالم البحار «رحمهم الله جميعاً».
وكنا نرى كابتن الخطيب يلعب كرة القدم ولا يتحدث
وأم كلثوم تغنى ولا تتحدث،
والمقرئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد يأسرنا بصوت لقراءة القرآن.. ولا يتحدث،
وعبدالحليم حافظ
وعبدالوهاب وفريد الأطرش يحركون مشاعرنا بمداعبة بريئة للأحاسيس ولا نخجل من أى لفظ خارج
وكنا نستمع لأدب الحوار مع الجميلة ليلى رستم، وعلى أمين ومصطفى أمين والعقاد وطه حسين..
وما يكتبونه وما يقرأونه، وطارق حبيب ومنوعاته وبساطته،
وسمير صبرى ونادى المنوعات، ونجوى إبراهيم وبقلظ.. دون أى ألفاظ خارجة.
كنا نمشى فى الشارع حيث البيه والهانم والست الحاجة والراجل الطيب وبنت حتتنا وابن الجيران.
حيث كان الهم.. هم أكل العيش والحياة وتعليم الأولاد.. والأمل هو عودة الأرض وحق الشهيد ومحاربة العدو..
حيث فرح بنت الجيران هو فرح كل الشارع والأهل.. أحلى فساتين وأشيك بدل وأحلى سهرة
وأبسط المظاهر وعزاء والد الأحباب قمة التلاحم، فأهل المتوفى لا يطبخون لأسبوع والعزاء واجب..
فالجدة لا تذهب للأفراح ولكن تذهب للعزاء،
والحزن يتطلب ألا يفتح أحد الراديو لأسبوع على الأقل.
والأهم.. كنا نصلى ونصوم ونقرأ القرآن..
بطاعة وأدب وخشوع ولا نفصح عن ذلك.. لأنها علاقة العبد بربه.
هش.. ماما بتصلى.. هش اسكت لما تخلص قرآن.
بابا فى الجامع بيصلى العصر.. فصلاة الجمعة والخطبة
حيث يلتقى الأحباب ويذهبون ليسمعوا ما يعينهم على الأسبوع المقبل.
فالتلفاز عندنا أكثر من آلاف القنوات.. حيث تجد شيوخ الجوامع توقفوا عند إقامة الأذان والصلاة..
وجلسوا على الكراسى للسباب واللعن.. حتى إن أطفالنا يقولون لنا: دى مش شتيمة، الشيخ بيقولها..
حيث نشر الفضائح والوعيد والتهديد.. والقبح والتضليل فى المعلومة. الآن..
العالم ينتظر «جيناً» مهماً لعلاج مرض السكر..
ونحن نعالج ببول الإبل، ووصفات تسرد على الشاشات دون ذكر أى مرجع علمى لعلاج السرطان،
وفيروس سى، والبهاق، والضعف الجنسى، والسحر والشعوذة.. دون مذيع.. وليس دون طبيب.
الآن.. الشارع به يا فاجرة.. يا متبرجة.. يا سافرة.. يا عدو الله.. يا خائن.. يا عميل.. يا فلول.. يا ابن..
الآن.. لاعب الكرة يتحدث فى السياسة، والسياسى يذهب ليسب شيخ الدين الذى سبه،
واليوتيوب والسى دى والمحمول وكل وسائل التنصت والتسجيل.
ذهب أدب الحوار وأتى إلينا التفاحش والشتائم على الهواء.. ذهب فؤاد المهندس ومسرحياته وجمهور راقٍ..
وأتى آخرون بمسرحياتهم أيضاً ولكن بإفلاس أدبى وإبداعى وإخراجى وجمهور غير واعٍ.
ليست الثورة هى السبب.. وليس الإخوان هم السبب.. وليس الشعب هو السبب.. وليس الفلول هم السبب.. إنه الجهل أيها السادة.. الجهل.. الذى أطاح بعقولنا وراء.. وراء الأمم..
فأصبح لا شكل لنا.. ولا طابع لنا.. ولا أخلاق.. فأنت تجد الأب متديناً والأم منتقبة والابن ضالاً
والبنت متزوجة عرفياً والأخ يتعاطى المخدرات فى عائلة واحدة.. لكنهم عائلة متدينة!
لا يفتحون التلفاز.. ولكن يشاهدون اليوتيوب على الفيس بوك! لا يسمعون الأغانى ولكن يفتحون اللنك على التويتر!
لا يذهب إلى استوديو تصوير ليتصور.. ولكن يذهب للقاء فى ميدان أو قناة فضائية ليشتهر.
لا نملك قوت يومنا.. ولكن نصوّت لـthe voice وarab got talent.
لا يفوتنا فرض أو سنة.. ونذهب لأفلام العيد الرخيصة..
نلوم الغير على فساد المجتمع، ولا نلوم جهل عقولنا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]