في يوم ما ضجر العصفور من صوته ، فأعلن في صحيفة الغابة أنه مستعد لاستبدال زقزقته بأي شيء جميل يعرض عليه ، سخرت كل الحيوانات والأشجار من إعلان العصفور ، وظن البوم الحكيم أن العصفور لابد وأن يكون قد أصيب بالجنون ، لكن الوردة الحمراء أعلنت أنها مستعدة لمبادلة العصفور بما يريد ، ولما علم العصفور برغبة الوردة ، طار نحوها مزقزقا زقزقته الأخيرة بفرح وسرور ، حتى أن جميع من كان في الغابة سحره الصوت الجميل ، وتمنوا لو أن العصفور يعدل عن رأيه في الوقت المناسب ، لكن العصفور كان قد اقترب من الوردة ، وراح ينظر إلى جمالها الساحر مبهورا ، قالت له الوردة : أطلب ما تشاء مقابل صوتك الجميل ،
أجاب العصفور : أريد لونك الأحمر الساحر
شعرت الوردة بالارتباك ، لم يكن يدور بخلدها أن العصفور سيطلب منها طلبا كهذا ، لكن إعجابها الشديد بصوت العصفور جعلها توافق على طلبه ، فنزعت عنها لونها وأسلمته للعصفور الذي ارتداه في الحال واستلمت الوردة صوت العصفور وراحت تجرب الزقزقة ، أحست بالفرح الشديد لأنها أخيرا امتلكت صوتا ساحرا ، وأما العصفور ، فقد شعر بالحزن سريعا لأنه لم يعد يمتلك أي صوت يخاطب به الآخرين ، لكن عيناه اللتان رأتا لون جناحاه الساحر منحتاه شعورا بالمواساة وبقدر قليل من الفرح ، فلقد تمكن أخيرا من اكتساب لون الوردة الحمراء ، فطار عاليا ثم راح يتنقل من شجرة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر محاولا أن يري الجميع جمال لونه الجديد لكن الحيوانات والطيور كانت منشغلة عنه ، كل في عمله من بحث عن الطعام أو بناء الأعشاش أو أي عمل آخر ، أحس العصفور بالخيبة من إهمال الآخرين لـه فاقترب من الوردة المزقزقة مخذولا ، لا يعرف بأي طريقة سيقنعها لكي تعيد له صوته ، لكن ولسوء حظ العصفور مر في تلك اللحظة صياد اجتذبه الصوت الجميل واللون الأحمر للعصفور وهو يظن أن الصوت يصدر عن العصفور الأحمر ، فما كان منه إلا أن رما بشباكه فوق العصفور فاصطاده ، لكنه حين ابتعد قليلا سمع وراءه صوت العصفور ينطلق من مكان ما ، فأصابه عجب شديد من الأمر وراح يفتش بعينيه عن مصدر الصوت ليكتشف وهو مذهول من المفاجأة أن الصوت كان يصدر عن الوردة فاقترب منها واقتطعها فإذا بها تصدر صرختها الأخيرة قبل أن تفارق الحياة