◄ ولدت الجماعة فى بيئة الوجه البحرى ولكنها تحصل الآن على الأغلبية فى الصعيد.. فما دلالة ذلك؟تنظيم الإخوان فى الصعيد ضعيف، هو فى محافظات بنى سويف والمنيا والفيوم أقوياء،
لكن فى الباقى ضعيف وخاصة فى قنا، وفى الأقصر وأسوان ضعيف،
ولكن الجماعات الإسلامية فى هذه المناطق قوية، فالإخوان كانوا يستعينون بالتحالفات
التى بينهم وبين هذه الجماعات، كما ورث الإخوان المسلمون تركة الحزب الوطنى، من حيث
نفس العقلية فى إدارة المعارك الانتخابية، فيذهبون للعائلات الكبيرة ويتفقون معهم،
والاتفاق مع العائلات لا يعنى أن هناك تنظيما قويا للإخوان المسلمين فى الصعيد،
كما كان لا يعنى أن هناك تنظيما قويا للحزب الوطنى فى الصعيد،
إنما كان يعنى وجود ولاءات مرتبطة بمصالح هى التى جعلت وجود للأصوات الانتخابية.
◄ وهل تعتقد أن الجماعة قادرة على التعمق فى قلب الصعيد؟لا، لأن طبيعة الصعيد والعائلات، تعوق انتشار الفكرة عند الشباب،
فطبيعة الصعيد الخشونة وحمل السلاح، والمشكلات القاسية التى تمر بها محافظات الصعيد
لا تجعل هناك فرصة لخطاب الإخوان أن ينتشر فيها،
ولكنها تعطى الفرصة للجماعة الإسلامية، وحتى التيارات السلفية ضعيفة هناك.
◄ وهل تعتقد أن ذلك يمثل فرصة للتيارات السياسية والليبرالية بأن تتعمق فى قلب الصعيد؟لا، لأن الجماعة الإسلامية هى التى لها فرص أعلى.
◄ ما سر التمويل وميزانية التنظيم الداخلى للجماعة؟هناك اشتراكات يتم تحصيلها من أفراد الجماعة، وعدد يحصل لخمسمائة ألف
منتظمين فى السداد، ولو افترضنا أن المتوسط فى حدود مائة أو مائتين جنيه شهريًا
يدفع من كل أخ، لتصل فى النهاية أنه يدخل فى العام للجماعة ما يقرب من سبعمائة وخمسين
مليون جنيه، ومعظم هذه الأموال متراكمة منذ سنوات
ويتم استثمارها، والاستثمار فى الخارج أكبر من الداخل بكثير.
◄ وما ملامح صراع الأجيال داخل الجماعة الآن؟لا يوجد صراع أجيال بالمعنى المعروف، لأن الأجيال التى دخلت تربت على يد الأجيال القديمة،
هم "فردة الشراب" التى تم قلبها على الناحية الأخرى، هو ذاته نفس الجورب،
ومن يتصور أن هناك جيلا من الشباب معترض أو له رؤية فهو قليل جدًا،
ولا يمكن أن تعتبر أنه يمثل صراعات، ولكن لا تستطيع أن تتصور وجود تيار إصلاحى
داخل الجماعة، الإصلاحيون فقط أفراد، وعدد من الشباب ممن ينشق ويعترض.
◄ ما ملامح التنظيم الدولى للإخوان؟ وما خريطة معاونى الرئيس فى هذا التنظيم؟التنظيم الدولى قائم، وهو داعم لجماعة الإخوان من الناحية المادية، بالإضافة إلى أنه
كان له دور فى إقامة تفاهمات ما بين الإخوان وأمريكا، وما زال يقوم بهذا الدور،
خاصة وأن إخوان أمريكا يقومون بدور "كويس"، أما عن الرئيس ومعاونيه
فلا علاقة لهم بالتنظيم الدولى، فالعلاقة مع خيرت الشاطر، لأنه المسئول عن هذا الملف.
◄ برأيك من هو المسئول عن ملف العلاقة بين أمريكا والإخوان؟خيرت الشاطر من ناحية، ومحمد مرسى من ناحية أخرى،
والرئيس له دور كبير، وعصام حداد من ناحية ثالثة.
◄ وهل الأدوار مقسمة بالتساوى بينهم؟الثلاثة يحبونها.
◄ وما السر فى إسناد ملف العلاقات الخارجية لعصام حداد؟علاقته بالأمريكان، وعلاقته بكثير من الحكومات الأوروبية، وهى علاقة قديمة،
وابنه نفسه له دور فى هذا الملف من خلال علاقاته القوية، وقد عمل فى مؤسسة "كارتر"
لما يقرب من أربع سنوات، هم برأيى شخصيات أمريكية،
وعصام الحداد كأنه المندوب السامى الأمريكانى.
◄ نعود لمعاونى الرئيس هل هم رجال خيرت الشاطر أم رجال مرسى؟لا، هم مندوبو الجماعة فى مؤسسة الرئاسة، وليس شرطًا أن يكونوا رجال خيرت الشاطر،
ولكنه "ماسك الخيوط"، وحاول "مرسى" أن يخرج عن هذه الخيوط ويستعين بشخصيات
من خارج الجماعة، وكان هناك خلاف بينه وبين "الشاطر"
لكن تم تدارك الأمر فى جلسة الصلح التى حضرها أمير قطر.
◄ برأيك كيف نفهم علاقة الإخوان بالأقباط والمرأة ماضيًا.. وحاضرًا؟الأقباط والمرأة فى الماضى والحاضر هم مواطنون درجة ثانية،
وليسوا مواطنين كاملى الحقوق، والخيارات الفقيهة للإخوان فى هذا الصدد تميل للتشدد،
وقال هذا مهدى عاكف، لما سأل عن منع المرأة من الولاية وتضيق الأمور على الأقباط
بالرغم من وجود خيارات فقهية تسمح، فقال هناك خيارات أخرى تمنع، ولما سأل ولماذا
لا تأخذون بما يسمح، قال نحن أحرار فى خيارتنا، ولا نجبر أحدا أن يتبنى وجهة نظرنا،
رؤيتهم فى النهاية غير منصفة، والنظرة للأقباط فيها استعلاء وروح الكراهية والإقصاء
والعداء وتعبيرات كثيرة نازية تمحى تمامًا قيمة المواطنة تحت
زعم أن هؤلاء هم أعداء الدين، فبالتى نظرتهم سيئة جدًا جدًا.
◄ ما تقييمك لخطابات الرئيس؟خطابه الأخير لم أسمعه، وقررت أن أريح أذنى منه، فخطاباته لا يقول فيها أى جديد،
وسبق وأن قلت تحدث الرئيس ولم يقل شيئًا، وكنت مع أحد القيادات فى أحد البنوك الحكومية،
وقال لى "هذا الرجل يبدو أنه مغيب ولا يتحدث عن مصر،
وإما أنه لا يعرف ما الذى يدور أو يكذب على الناس متعمدًا".
◄ وفى اعتقادك.. من الذى يكتب خطاباته؟خطابات الرئيس لا يكتبها شخص واحد، ولا أعرف على وجه التحديد من هم،
ولكن هناك خطابا أثار علامات استفهام كثيرة جدًا، وهو خطابه يوم أن تلقى الدستور
من اللجنة التأسيسية، وكان هذا الخطاب مكتوبًا، وأنا أطالب الجميع بقراءته مرارًا وتكرارًا،
وأطالب أساتذة تحليل الخطابات والشفرات بالتدقيق فى العبارات التى قالها الرئيس
وهى "الرموز الوطنية" و"الشعوب الحرة" و"البنائين العظام"
ولفت نظرى أنه استخدم رقم خمسة "5" مرات،
واستخدم كلمة "بناء" و"يبنى" و"بنى" "5" مرات أيضا!!.
◄ وماذا يعنى ذلك؟ الحركة الماسونية العالمية، هى حركة تعتمد على الرموز والشفرة، وترفع جدًا
من قيمة الرمز، ودائمًا ستجد أن رسائلها مبطنة، لا يفهمها إلا أعضاؤها، وهى جماعة
ترفع من قيمة وقدر رقم خمسة، وترجمة اسم "الماسون" هى البنائون الأحرار،
ودائمًا ما يستخدمون كلمة "البنائين العظام" للحديث عن الأجيال القديمة والسابقة من الماسون،
وحينما وجدت كلمة "الشعوب الحرة" و"البنائين العظام" فى خطاب "مرسى" قلت
ربما تكون هذه التعبيرات مصادفة، ولكننى قمت بالبحث فى الخطاب فوجدت أن كلمة "بناء" و"ينبى"
خمس مرات، وهناك أشياء كثيرة فى الخطاب تستطيع أن تجد كلمات وعبارات مفهومة
مختلفة عن العبارات التى تقال فى الخطاب
، ولهذا أحض المتخصصين على فك الشفرات أن يقوموا بتحليل هذه الخطابات لمعرفة ما ترمى إليه.
◄ وبرأيك ما الذى تهدف إليه؟الله أعلم، هذا ما لفت نظرى، وما أقوله ليس معلومة،
هو مجرد رؤية وتحليل شخصى، ربما تصدق أو لا.
◄ ولو صدقت.. فماذا تعنى برأيك؟يعنى أن هناك رسائل مبطنة كعادة الماسونية مرسلة فى الخطاب، ما هى؟
نحتاج متخصصين فى على الخطاب لفك هذه الشفرات، وهذا ليس قصرًا
على هذا الخطاب وحده، بل على عموم خطابات "مرسى"
وبالأخص الخطابات المكتوبة، لا بالتى يلقيها ارتجالاً.
◄ كيف ترى طبيعة العلاقة بين الجيش والجماعة؟حاليًا بغض النظر عن الصفقة التى عقدت من قبل، ولكن حاليًا العلاقة محايدة، فقيادات الكبيرة
فى الجيش ليست منحازة أو ضد الجماعة، مما يعنى أنها ليست مؤيدة أو معارضة للجماعة.
◄ ولكن كان هناك غضب من تصريحات المرشد حول وجود فساد فى الجيش؟هذه التصريحات تجعل دائرة الحياد التى يقف فيها الجيش تبتعد قليلاً.
◄هل تعتقد أن تصريحات المرشد كانت متعمدة ليظهر للرأى العام أن هناك خلافا بين الجماعة والجيش؟لا، المرشد بالذات، رجل طيب وغلبان، ومستواه الذكائى ضعيف، وللعلم،
المرشد يزعم ويدعى فى المواقع الإخوانية أنه حاصل على جائزة أحسن عالم مصرى
فى علم الباثولوجى فى القرن العشرين، أو أنه ضمن أعظم مائة عالم فى الباثولوجى،
وفقًا كما يقول لموسوعة الهيئة العامة للاستعلامات، وهذا الكلام كذب وغير صحيح،
فالمرشد لم يحصل على هذا اللقب، وليس واحدًَا من أعظم مائة عالم عربى فى الباثولوجى،
وكل ما هنالك أنه يوجد بالموسوعة ما يسمى موسوعة الشخصيات المصرية وضع فيها أسماء
أعضاء هيئات التدريس ورؤساء أقسام وعمداء كليات ووكلاء، وهو كان وكيل كلية الطب البيطرى،
فوضع اسمه ضمنهم، وهذه الموسوعة تضم أكثر من عشرين ألف شخصية مصرية
ما بين شعراء وكتاب وأساتذة، ولكنه يزعم كذبًا أنه حاصل على هذه الشهادة،
وسوف تجد مواقع الإخوان هى التى تروج لهذا.
◄ ما رأيك فى دعوة "العريان" لليهود بالعودة إلى مصر؟جريمة، عصام العصيان يرتكب جريمة فى حق مصر،
وينبغى أن يحاكم على هذه الجريمة، وأعتقد أنها مؤامرة.
◄ هل تعتقد أن هذه التصريحات "ذلة "؟لا، عصام العريان قال هذه التصريحات بعد أن عاد من أمريكا،
وهذا يأتى فى سياق السياسية الأمريكية، والتصريحات عبارة
عن "فرش" لتهيئة الرأى العام باستقبال هذا الأمر.
◄ كيف تنظر للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ومؤيديه؟الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل إخوان، وهو ظهير إخواني، وسيكون فى البرلمان،
وعدد من تابعيه سيكونون فى البرلمان ليظهر أنهم أتباع حازمون لكنهم فى نفس الوقت إخوان مسلمين.
◄ الجهاز المتصل بالميليشيات العسكرية.. متى توقف ومتى استأنف نشاطه وأن يتم الاحتفاظ بالسلاح والتدريبات؟لا توجد فى الجماعة كلمة "ميلشيات"، وهو تعبير إعلامى، إنما الاسم الحقيقى
هو "النظام الخاص" وهو الذى عاد بعد وفاة عمر التلمسانى، فى فترة المرشد حامد أبو النصر
الذى كان نائبه مصطفى مشهور، و"مشهور" وبعض القيادات هم الذين أعادوا هذا التنظيم
إلى الحياة مرة أخرى، وأعادوه من ناحية الفكرة أولاً، من خلال نشر بعض الرسائل التى
كانت موجهة من حسن البنا إلى النظام الخاص كرسالة التعليم، وجعلوها فى المقررات الثقافية،
وأدخلوها فى جسم الجماعة لتكون مهيأة لانتقاء أفراد لإدخالهم فى النظام الخاص
من كتائب وغيرها، كما أعادوها من حيث السمع والطاعة والثقة فى القيادة،
وهى أركان البيعة، وتلك الأشياء عادت ولم يكن لها وجود فى فترة عمر التلمسانى،
وشيئًا فشيئًا بالتدريج عاد النظام الخاص من حيث التكوين والتدريبات،
وهو ما زال نظامًا سريًا، حتى أن هذا النظام خافيًا على كثيرين من أفراد الجماعة أنفسهم،
فكثيرون يرون أن فكرة النظام الخاص خرافة، ولا وجود لها فى الجيل الحالى،
وعبد المنعم أبو الفتوح لما سأل من قبل عنها قال هناك تدريبات عادية ولا يوجد نظام خاص،
وأغلب الظن أن "أبو الفتوح" إما يتحدث عن الأمنيات التى فى داخله من أنه يتمنى ألا يكون
هناك نظامًا خاصًا، أو أنه لا يعرف تفاصيل ما يدور فى قلب جماعة الإخوان المسلمين،
ومحمود عزت هو الذى يدير هذا النظام، ولا أحد يعرف أى شىء عنه، وأظن أن ملامح
هذا النظام قد ظهرت فى التدريبات عرف أن البعض يؤديها فى فلسطين، والحرس الخاص
بخيرت الشاطر ومنهم من قبض عليه ومعه سلاح، والأمر تظهر فكثير
ممن كانوا ينكرون من أفراد الجماعة وجود هذا التنظيم الخاص يراجعون أنفسهم الآن.
◄ هل كل القيادات الحالية فى الآن الإخوان قطبية؟ وهل تشمل مبادئها على تكفير المجتمع؟كل القيادات التى تدير عقل الجماعة قطبية، ويؤمنون بما قاله سيد قطب،
وما قاله مصطفى شكرى بعده، حرفيًا من تكفير المجتمع، وهم يربون الأجيال الجديدة
على هذه الأفكار، ولهذا فهم يستحلون الكذب، ويوعدون ثم يخلفون
، إيمانًا منهم بأنهم يكذبون على كفار فى حرب، وقد يصل الأمر إلى القتل بحجة الإسلام.
◄ كيف تنظر للمعارضة السياسية وما الإخفاقات التى وقعت فيها؟البعض فيهم فى فترات سابقة اغتر بالخطاب الإخواني، واعتبر أن جماعة الإخوان المسلمين
، جماعة مدنية يجب دمجها فى الحياة السياسية، وتعامل بحسن نية مفرطة مع الإخوان،
وما كان ينبغى أحد أن ينظر لجماعة فاشية شبه عسكرية نظرة فيها حسن نية، فهذا يدل على
أن خبرات كثيرة من رموز المعارضة السياسية من ليبراليين ومدنيين تفكيرهم إما قائم
على اغتنام مصالح للأسف، أو قائم على فهم ساذج لجماعة الإخوان، وهو ما ترتب عليه آثار
وخيمة على مصر كلها، حينما انحاز البعض لخيار "مرسى" على حساب "شفيق" ومن قبله
حينما انحاز البعض لخيار "مرسى" على حساب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح
وحمدين صباحى، والسبب فى ذلك حسن نية البعض الذى لا يعرف ما الذى يدور فى عقل الإخوان.
◄ وهل ستقدم سلسلة حول تجربتك داخل الجماعة؟لدى مشروع فكرى، وهو يخرج من سياق الجماعة، وهو أكثر اتساعاً وامتدادًا منها، ويتبلور حاليًا
على أشياء ينبغى أن نخرج فيها من ضيق التنظيمات والأخطاء التى وقعت فيها
هذه التنظيمات، والإساءة التى سببتها للإسلام، من بداية حسن البنا إلى الآن، وهناك إساءات متعددة
وآثار سلبية سيئة جدًا ترتبت على طريقة تفكير الحركة الإسلامية أو الحركة المنسوبة للإسلام
كما أسميها، فمنها الكثير من المصطلحات الدخيلة التى أدخلتها هذه الحركة على الفقه
وعلى الحركة نفسها فى الشارع ونسبتها للإسلام ولم تنسبها لنفسها، فمشروعى الفكرى يجعل
من تجربتى داخل جماعة الإخوان المسلمين هى المرتكز والأساس، لكن بعد ذلك، سيكون الكتا
ب القادم والذى يتحدث عن محاور لمشروعى الفكرى، سأقدمه من خلال رواية ستكون
فى تقديرى وفقًا لبعض الأصدقاء المقربين جدًا الذين قرءوا بعض فصولها التى كتبت
أنها ستكون مفاجأة عام 2013، وهى رواية فكرية تحمل أفكار هى فى الغالب تصحيح
لمسار الحركة التى نسبت نفسها إلى الإسلام، فالرواية ترد على السلفيين وتصوراتهم للإسلام،
ولله سبحانه وتعالى وطريقة تفسيرهم للنصوص، وأنا على وشك الانتهاء منها
خلال ثلاثة أشهر، وأعرف أنها سوف تثير جدلاً كبيرًا على مستوى الحركة السلفية.
◄ بما أن لديك رؤية فكرية تصحيحة.. فهل ستوافق لو وجهت لك الدعوة للعودة إلى الإخوان؟لا طبعاً، فهل لو وجهت إليك الدعوة لتعود إلى مدرستك الثانوية ستعود؟، جماعة الإخوان
هى رأى بعض القيادات القديمة مدرسة، وكان الأستاذ عمر التلمسانى يقول لنا "أوعى
حد فيكوا يستمر فى الإخوان" وكان يقول "الواحد فيكوا لو حس أنه له بناء فكرى لازم يخرج
ويؤثر فى المجتمع" قد يكون هذا الفكر موازى أو معارض ولكن الأهم أنه تخرج منها،
ولهذا فلن أعود للمدرسة حتى ولو طلب منى أن أكون مدرسًا، فلا يمكن بأى حال
من الأحوال أو الظروف أن أعود، والآن لدى مشروعى الفكرى الخاص.
◄ وما ردود الأفعال التى تلقيتها من الجماعة بسبب "سر المعبد"؟عندما صدر الكتاب فى نوفمبر 2012 كانت ردود الفعل الأولى هى فترة صمت، ثم عرفت
من بعض القيادات القليلة جدًا داخل الجماعة أن هناك تعليمات بعدم قراءة الإخوان للكتاب،
ثم بعد ذلك صدرت نسخ مزورة من الكتاب على الأرصفة بأسعار رخيصة، ولاحظت
أن هذه النسخ المزورة تم فيها تغيير بعض فصول وحذفت فصول أخرى، ومن الفصول
التى حذفت ما يتعلق بتأثر الإخوان بالبناء التنظيمى للماسونية، وبعلاقة بعض
قيادات الإخوان الحالية بمصطفى شكرى منشئ جماعة التكفير والهجرة، ثم أمر آخر لاحظناه
هو أن الطبعات تسحب من الأسواق سريعًا، حتى أنه عدد كبير من الراغبين فى القراءة
يسألون عن الكتاب بالرغم من صدور أحد عشر طبعة، وأنا أرى أن هناك رغبة من الإخوان فعد
م إيصال الكتاب للقارئ، ثم بعد ذلك تعرضت لحرب إلكترونية من خلال اللجان الإلكترونية للإخوان
واتهامى بالزندقة ومعاداة الإخوان والبحث عن مناصب داخل الإخوان
، وعندما لم أتمكن من ذلك انقلبت عليهم، كل هذا دون أن يقرأ أحد ممن يشنون هجومًا على الكتاب.
◄ ما المصادر التى ساعدتك فى "سر المعبد" لتقدم أدق التفاصيل عبر مسار الأحداث؟ الحمد لله، أن الله وهبنى ذاكرة قوية، فأنا لا أقرأ شيئًا إلا وحفظته، بمجرد القراءة العادية،
وكل الأحداث التى تمر بى تظل عالقة بذهنى، وهو أمر يزعج عقلى، فيكفى أن أتذكر
موقفًا حدث معى، واستحضر كل تفاصيله بكل شىء، وفى أحيان أخرى كنت أسجل فى أجندة خاصة ت
عقيب على أشياء حدثت خلال وجودى داخل الجماعة، وكانت هذه التدوينات بمثابة خواطر،
وقد استعنت بهذه الخواطر لتأكيد ما ذكرته، والذين عاشرتهم فى الإخوان يعرفون ذلك،
حتى أنه حينما كان يعقد اجتماعا بين القوى المعارضة أو السياسية والإخوان كانت القيادات
تحرص على وجودى مع الشخص الذى سيتحدث مع المعارضة، وعندما كنت أعود من اللقاء
، كنت أرويه بكل تفاصيله من حيث ما قيل والأسلوب الذى ألقى به وما كان يقصده المتحدث،
وهو ما يفسر أيضًا مدى خوفهم من الكتاب لأنهم يعلمون جيدًا
أننى صادق، وأنه ليس لديهم الحجة التى يردون على بها، ولهذا يلجئون للمنع.
◄ ولكن هل استعنت بأصدقائك داخل الجماعة الآن فى سرد الأحداث؟أحيانًا، كانت هناك بعض المواقف التى ألجأ فيها لأشخاص معينة، وأذكرهم بواقعة معينة،
فيسترجع معى المعلومة، وقد يذكر لى أمر كنت قد نسيته، وهو ما حدث
مع شخصيات عديدة ممن كان لهم دور فى تجربتى مثل عاطف عواد أو أحمد ربيع.
◄ على مدار تسلسل الأحداث فى "سر المبعد" استعنت بالأساطير.. هل تتوقع أن يقول الناس كانت هناك أسطورة تسمى الإخوان المسلمين؟لا، الإخوان المسلمون ليسوا أسطورة، هم مأساة، فلو عاش شكسبير إلى أيامنا لكتب مأساة
الإخوان المسلمين، وتقول الأسطورة لقد عاش البعض على أن الإخوان أسطورة،
وهم لا يعرفون أن الإخوان ما هم إلا جسم مظلم ملىء بالحفر والجبال والمنزلقات.
◄ هل تعتقد أنه سيتم تداول السلطة بسهولة؟لا، لأنه الإسلام وصل إلى الحكم، فمن ذا الذى يستطيع أن يبعد الإسلام عن الحكم،
وهكذا يفكرون، ولهذا يجب استخدام كل الوسائل لإبقاء الإسلام على الكرسى.
◄ ومتى سنتخلص منه؟هناك قواعد كونية، وفى السنة الكونية مثل هذه الجماعات لا تستمر فى الحكم أبدًا،
لقد نجحت الإخوان فيما فشلت فيه أنظمة الحكم من أيام الملك فاروق وحتى الآن،
حيث حاولت أن تجعل الناس تكره الإخوان، إلا أنه
فى ستة أشهر استطاع الإخوان أن يدفعوا الشعب لكراهيتهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]