شهرزاد
صاحبة المنتدى
الساعة الآن :
عدد المساهمات : 4759 تاريخ التسجيل : 15/09/2012 الموقع : منتديات صحبة دراسيه
الأوسمة :
| موضوع: ترحيب بالطريقة الماليزية: "رخصة زواج".. حفاظاً علي الأسرة الخميس يناير 17, 2013 9:07 pm | |
| أثارت الدعوة التي أطلقها أحد الخبراء الدوليين واستشاري الصحة النفسية الدكتور فتحي سعيد ردود أفعال متباينة وكانت هذه الدعوة تطالب بتطبيق التجربة الماليزية في الزواج تحت مسمي "رخصة الزواج" والتي تقضي بضرورة حصول كل انسان مقبل علي الزواج علي دورات تدريبية عن الحياة الزوجية والأسرية والتعرف علي أهداف الأسرة والتخطيط للمستقبل وفهم نفسية كل طرف للآخر وكيفية ادارة المشكلات والتغلب علي الصعوبات وطرق زيادة الحب بين الطرفين وذلك كله كما يؤكد د/ سعيد للحد من حالات الطلاق التي تقع كل يوم خاصة أن هذه التجربة حققت نجاحا منقطع النظير في ماليزيا حيث كان لها الفضل في تخفيض الطلاق من 32% الي 2% وهي نسبة كبيرة جدا.
"عقيدتي" ناقشت آلية تطبيق هذه التجربة في مصر من عدمه.
تجربة جديدة
في البداية أكدت الدكتورة زينب النجار أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر أنها لا تمانع اطلاقا تطبيق هذه التجربة في مجتمعنا طالما أثبتت نجاحها وستحد بالفعل من حالات الطلاق.
وأضافت: للأسف الشديد لقد تغيرت مفاهيم الأسرة المصرية عن الزواج وأصبحت المادة هي المحرك الاول لها في هذا الشأن وكانت نتيجة ذلك وقوع حالة طلاق كل ست دقائق كما تشير احصاءات المركز القومي للتعبئة العامة والاحصاء وتسجيل 88 ألف حالة طلاق سنويا كما يشير الجهاز ايضا وهذا بالطبع له تأثير سلبي كبير علي المجتمع كله لأنه يفرز أسراً مفككة وأفرادا ليس لهم أية انتماءات حقيقية سواء للأسرة أو للمجتمع وأنهت حديثها بقولها: أتمني تطبيق هذه التجربة أيا كانت جنسية البلد التي ابتكرتها طالما أنها تحد من الطلاق وتحافظ علي استقرار الاسرة.
أفكار بالية
أما الدكتورة عزيزة السيد أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس فأشارت الي أن هذه التجربة التي يطالب بها هذا الخبير الدولي ليست بجديدة علي المجتمع المصري وليست شيئا مستحدثا فهي موجودة بالفعل منذ عدة سنوات ومطبقة في عدة جامعات وتقوم علي اعطاء دورات ارشاد زواجي للمقبلين علي الزواج أو المتزوجين حديثا لكنها مع كل اسف غير ملزمة كما أنها غير معلنة لذا لا تحوذ اقبال الشباب والفتيات عليها لأننا بجانب ذلك نفتقد ثقافة التوعية داخل الاسرة كما أننا نفتقد قيمة القراءة والبحث عن كتب ذات قيمة في هذا الشأن.
وأضافت: من أهم الاسباب من وجهة نظري في هذا الارتفاع الرهيب لنسب الطلاق داخل مجتمعنا في السنوات الاخيرة هو تلك المفاهيم العفنة التي مازالت ترسخها الاسرة المصرية داخل عقول وقلوب أبنائها من الذكور بأنه صاحب الامر والنهي داخل الاسرة وأن ما علي زوجته الا الانصياع لأوامره دون اعتراض أو جدال أو حتي مناقشته وهذا لم يعد يتناسب وطبيعة الفتاة المصرية الجامعية والحاصلة علي أعلي الدرجات العلمية والمستقلة بحياتها وعملها فلا تليق معها هذه الطريقة في التعامل.. فالعلاقة داخل الاسرة الصغيرة المكونة حديثا أصبحت ندية بين الزوجين وهذا مالا يقبله الرجل الشرقي والمصري خاصة فيفضل الانفصال عن الحياة بهذا الشكل رافضا أي شكل من أشكال الحوار أو النقاش.
واستطردت: نحن لسنا في حاجة لهذه التجربة أو تلك البدع طالما أنها موجودة لدينا فكل ما نحتاج إليه هو دعوة قومية للحفاظ علي الاسرة المصرية من الانهيار الذي ينتظرها ولابد أن تتبني هذه الدعوة احدي مؤسسات الدولة الموثوق فيها ولتأخذ علي عاتقها جدية الأمر حتي لا تلقي مصير دعوات سابقة هامة ذهبت أدراج الرياح مثلما حدث مع الكشف الطبي للمقبلين علي الزواج وبدلا من تنفيذه بكل دقة صارت الامور عكس ذلك تماما وتحول لشهادات تختم وتجهز لطالبها دون توقيع أي كشف عليه.
وطالبت بضرورة نبذ الافكار البالية والعقيمة المسيطرة علي الاسرة اذا اردنا الاصلاح حقا.
مجتمع خاص
أما الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر فتقول: المجتمع المصري يتسم عن غيره من المجتمعات الاخري بأنه مجتمع عصي عميق اجتماعيا وتاريخيا وليس من السهل اختراقه او اكسابه صفات ليست من صفاته أو حتي عمل أي تعديل في سلوكه خاصة فيما يتعلق بشئون الاسرة والعائلة. فلا يوجد شعب له تراث في تاريخ بناء الاسرة وسلوكياتها من قصص وحكايات وامثلة وفي بعض الاحيان أسلحة وآليات مثل المجتمع المصري. فالأسرة المصرية متداخلة ومتشابكة ولها خصوصية في تكوينها وتركيبها. وليس بالضرورة ما ينجح عند البعض ينجح عندنا فقد لا تناسبنا هذه التجربة ولا تلقي القبول من أبنائنا وبناتنا.. لكنه علي أية حال لا مانع من تطبيق هذه التجربة طالما أنها تجربة مثمرة وأثبتت نجاحها في ماليزيا وقللت من حالات الطلاق. فما أحوجنا إليها لما نعانيه من ارتفاع رهيب في حالات الطلاق خاصة في السنة الأولي من الزواج والذي يعكس في حقيقة الأمر سوء الاختيار وعدم الفهم الصحيح لمعني الأسرة والهدف السامي من ورائها.
فضائيات هابطة
وطالبت د. آمنة القنوات الفضائية التي لا هم لها سوي عرض المسلسلات الهابطة والافلام البذيئة التي تهدم الأسرة وتحط من الاخلاق أن تخصص ساعتين يوميا تستضيف فيهم كبار الخبراء النفسيين والاجتماعيين المتخصصين ليقوموا بتوعية الشباب والفتيات بقدسية الاسرة وأهمية الحفاظ عليها والتأني في الاختيار وكيفية مواجهة المشكلات التي تواجه الاسرة وآلية التغلب عليها. ولن يتحقق الأمر بسهولة انما يحتاج لفترة ليست بالقليلة لكنه مع الاصرار والاستمرار سيتحقق الهدف بعيدا عن وصايا الجدة وتدخل الأم وتربص الحماة.. ثم بعد ذلك يأتي دور الخطاب الديني الذي يكون علي أيدي علماء معتدلين مخلصين النية والقصد لله عز وجل ويسعون لاصلاح المجتمع. لأن صلاح الاسرة من صلاح المجتمع واذا فسدت فسد المجتمع فلا يعقل أن نكون في مجتمع اسلامي ويقع الطلاق بهذا الشكل العشوائي غير المعقول.
وفي نهاية الحديث اوصت الشباب والفتيات بحسب الاختيار وعدم الجري وراء المظاهر البراقة أو الخداع بالمال.
| |
|