خبيرة تنمية بشرية: اعتراف القائد بالخطأ يحوله إلى عملاق

خبيرة تنمية بشرية: اعتراف القائد بالخطأ يحوله إلى عملاق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قالت الكاتبة نهى سلامة، إن اعتراف القائد بأخطائه يعمق من حب الشعب
له ويزيده محبة ويجعله عملاقاً فى عيونهم، مؤكدةً فى الوقت نفسه
على أن اختيار الشعب لشخص معين لأن يكون قائدًا أو رئيسًا
لا يضفى عليه القداسة إطلاقا، ولا يجعله بمنأى عن النقد، جاء ذلك خلال الندوة
التى عقدت بالأمس ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمعرض القاهرة
الدولى للكتاب، لمناقشة "صناعة القادة فن" لنهى سلامة
قائده فريق "بداية للتنمية البشرية" وقدمها صلاح سلطان.

وتحدثت المؤلفة فى البداية عن كتابها قائلة: تصنع القيادات حينما
تعرف كيف تحول العوائق إلى خطوات نجاح فالقيادة ليست مركزا،
ولكنها قوة تأثيرك فى المحيطين بك، والقائد يشبه مزارعا يرمى بذوره
فى الأرض فى وقتها الصحيح، ويوفر لها مناخا مناسبا، ويضع لها
الأسمدة فتأتى النتيجة؛ بذور تنمو وتصبح يافعة،
وأخرى تنمو قليلا، وثالثة لا تنبت.

وأضافت: القيادة تعلمك كيف إذا سقطت لا تنكسر، وتقف ولتستكمل
فى الطريق وتسأل نفسك ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟!..
لابد أن تتوقع أن الحياة تحتوى على أشياء صعبة،
ويكون لديك خبرة التعامل عن طريق التحفيز.

وأوضحت سمات القائد الجيد الذى لابد أن يلتزم بالفكرة،
ويحدد المنهج، وفق قيم معينة ترتبط بالأهداف والرؤية
والتكاليف والمواعيد واللوائح، وإجلال المعلمين وذكرهم بالخير.

وأكدت أن تربية القيادات تخرج إلى الحياة كوادر يتعاملون معها بنجاح،
والأمة تحتاج لكثير من القاده الناجحين، وتستطيع أن تعطى
لكل منهم مساحة فى إطار التعاون وتوزيع الأدوار.

ولفتت إلى أن الكلمة قد تغير من حياة بعض الناس، فضلا عن
أن القيادة تعنى التجرد، والإخلاص، والفهم، والمسئولية،
والتواضع، وصلاح الأمم يقوم على الفكر، والرسالة، والعمل، لا بالأشخاص.

ورسمت نهى خطوطا يمكن تتبعها لنجاح القائد فهو القادر
على تخريج قيادات أخرى من تحت يده، ومن أهم صفاته أن يكون
لديه ما يعطيه، وأن يتعلم كل ما هو جديد، وأن يتسم بالتواضع، والحكمة، والعفة،
والشجاعة، وأن يمتلك روح المبادرة، والمرونة، والعدل، وأن يتمتع
ببعد النظر والرؤية والمعرفة، وألا يضفى على نفسه هالة من القداسة،
وذلك بأن يعترف بالخطأ ويعتذر عنه، فالاعتذار لا يصغرك،
بل يجعلك عملاقا، وأن يتواصل ويتحاور دائما مع القيادات الأصغر منه.

ووصفت القائد الذكى بمن يظهر مشاعره فى الوقت المناسب
للفرد المناسب بالطريقة المناسبة، ويدرك أن الحزم مطلوب،
ولكن بلا قسوة، وذكرت مقولة عمر بن الخطاب -
رضى الله عنه - "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".

وقالت: "على القائد أن يحرص على سلامة قلبه
ولا تكون لديه قابلية للغرور، والزهو بالذات.. والخوف من الكبر،
ومراقبة نفسه، وأن نذكر أننا لا شىء بدون الله،
وأن نحكّم ضمائرنا ولا نحاول تبرير الخطأ".

وعلى القائد أن يكون ملهما، وأن يجعل من حوله يشترون الفكرة،
ويضيفون بصماتهم عليها، وأضافت: "اصنع قائداً ولو تفوق عليك
فانت لن تنسى وتفاءل بالخير تجده، والأهم أن تكون قدوة
لمن حولك، وتصنع المناخ المناسب لتفوقهم، وأن تعاملهم كقادة.

وعن مهارات القائد، قالت إنه لابد أن يفهم طبيعة المرحلة ويضع القوانين
والنظام الجيد، بحيث يسير العمل فى وجوده وفى غير وجوده،
وأن يوازن بين الاهتمام بالناس واستيعابهم، وبين الهدف المراد تحقيقه،
وأخيراً أنه يكتب لفكرتك النجاح، ويبذل الكثير من الوقت والجهد من أجلها.