موضوع: حوار أصدقاء السفارة الأمريكية فى مصر الأربعاء يناير 30, 2013 4:29 pm
30/1/2013 خالد البرى
مشهد «الحوار الوطنى» كاف وحده للدلالة على عته السلطة المصرية. لو كنت منهم لما نشروا الصورة من أساسه. مائدة مستديرة يجلس حولها رموز الإسلامجية + فينكة السلطة الجديدة أيمن نور. نفس المتسببين فى حال الخراب الحالى، كتَبَة دستور الماخور، رعاة الميليشيات التى حاصرت المحكمة الدستورية، رعاة الميليشيات التى عذبت مواطنين فى غرف الحراسة التابعة لقصر الاتحادية. هم هم. لا مدلس زاد ولا مدلس نقص. وإلى جوارهم السياسى الذى ضيع تاريخه باشتياقه القاتل إلى منصب سياسى، ورضى بأن يكون مسواكا يضعه الإسلامجية فى جيوب قمصانهم لكى يوحوا بأن أفواههم نظيفة. الصورة واضحة: الاستبداديون المدلسون الإقصائيون دائرة حول الرئيس. وبقية الناس دائرة على وجهها، تمرح فى حظر التجول. وحظر المشاركة الفعالة. وحظر الرأى المسموع. وحظر الاعتراض المأخوذ بجدية. ثم إنها الصورة التى ينقلها العالم. فلا تفيد معها «التطمينات» المرسلة للمستثمرين. هؤلاء أنفسهم من «طفشوا» مستثمرين مصريين بسبب ديانتهم، وطفشوا السياحة بسبب تعصبهم. من لطف الزمان أن المستثمرين الفرادى -على عكس الدول- يعلمون أنهم يدفعون من أموالهم ثمن أى قرار خاطئ. أما الدول فتطمئن إلى جيوشها، تعاقب بها من ينقلب على مصالحها، وتعفى بها نفسها من ذنبها فى الاختيار الخطأ للحليف. أمريكا -مثلا- تصر مرة بعد أخرى، فى كل وضع وعكسه، على إساءة التقدير. على الانحياز إلى جانب القوى الذى يحفظ «مصالحها الوقتية». لا تدرى أنها فى كل مرة، وخصوصا هذه المرة، تربى جيلا من قادة المستقبل على كرهها، وعلى الشك فى نواياها، وعلى البحث عن الشعبية بالنأى عنها. بينما تضع يدها فى يد منافقين، يتوددون إليها خلف الأبواب المغلقة، ويشيعون كرهها فى أوساط العامة. أليس غريبا أن يكون السلفية والإخوان أكثر الناس ترددا على السفارة الأمريكية؟! بينما التيارات السياسية المتطلعة إلى ديمقراطية، ودولة مواطنين متساوين فى الحقوق، وإلى انفتاح على الآخر، أبعد الناس عن تلك السفارة؟! أليس هذا غريبا؟ لا أعفى القوى الديمقراطية من السذاجة السياسية -سأنشر قريبا مقالا بهذا المعنى. لكن حتى هذا الحين، أدعو المعنيين فى السفارة إلى النظر إلى صورة «الحوار الوطنى» تلك، علهم يفهمون ما يحدث. وأن لا يعولوا على الثقة فى الحل العسكرى -على غرار أفغانستان - إذا فشلت التجربة، وأثبت الإسلامجية -مرة أخرى- أنهم بطبيعتهم الإقصائية فاشلون فى حكم أى دولة مهما قدموا من وعود. لقد كانت مصر اختبارا مثاليا لهم. حيث وصل «حسن نية» بنا إلى تصديقهم حتى وصلوا إلى قمة السلطة، ظنا أن هذا سيعالج عقدة الاضطهاد المزمنة لديهم. لكنهم أثبتوا أن ما يريدونه لا أقل من نفى الآخرين تماما، و«التمكين». عيب على بلد توماس جيفرسون أن تدعم سلطة تكتب دستورا فى ٤٨ ساعة، ثم تحاصر بميليشياتها الهيئة القانونية المخولة بالحكم على مدى دستورية الجهة التى أصدرته. عيب أن يصل استهزاء الأمريكيين بأرواح المصريين إلى درجة الصمت المطبق بينما ميليشيا الإخوان تعذب مواطنين فى غرف حراسة القصر الرئاسى، ثم توجيه اللوم إلى المعارضة على غضب شعبى حقيقى، لا تملك المعارضة الرسمية شرف ادعاء المسؤولية عنه. إن المجتمع المصرى المتطلع إلى الحرية والديمقراطية السلمية يُدفع دفعا إلى العنف. أولا، بسبب تصرفات ميليشيات الإسلامجية وقمعها للمعارضين السلميين، وعدم محاسبتها قانونا، حتى والأدلة على تعذيبها لمواطنين مصريين مسجلة بالصوت والصورة. وثانيا، بسبب هذا القتل الذى فاق كثيرا ما كانت الشرطة تفعله أيام مبارك. الإدارة الأمريكية حاليا تكرر نفس سلوكها المرتكز إلى نظرة سطحية ضيقة، ومعبر عن عنصرية دفينة، تعتقد أن الإنسانة هنا لا تستحق ما تستحقه الإنسانة الأمريكية فى بلادها من معاملة كريمة واحترام لحقوقها، بدءا من حقها فى الحياة. وحين نأتى إلى حق الحياة، فلا بد للشرطة المصرية أن تنظر إلى صورة «الحوار الوطنى» بتمعن لنستفيد جميعا من أخطاء الماضى. وأن تعرف مَن الموجودون فى السلطة وحولها، ومَن الموجود فى الشارع، حولها. إنكم الطرف الذى يملك السلاح. ومن يملك السلاح يملك الخطوة الأولى. احترامكم لحياة المصريين سيشجع على نشر رسالة ثقة. على الأقل اعترضوا على وجود ميليشيا الإخوان إلى جانبكم، انشروا «قواعد الاشتباك» الخاصة بكم، لكى يلتزم بها المتظاهرون السلميون، حتى لا تتحملوا لاحقا مسؤولية جرائم «الطرف الثالث».
MiRo عضو فضى
الساعة الآن : عدد المساهمات : 211 تاريخ التسجيل : 16/01/2013
موضوع: رد: حوار أصدقاء السفارة الأمريكية فى مصر السبت فبراير 02, 2013 10:57 am