<p>المصطلح لـ(بطوط)، والوصف يليق على كثيرين فى حياتنا الآن وليس فقط(أبو زنة) جار (بطوط) السمج،
<p> فقد ذهب (أبو زنة)، وبقيت السماجة (بيور)، وأصبح الجهل (عملة) رائجة، والاستقطاب (بالبشاميل)
<p>يمضغه الجميع بمنتهى التلذذ دون أن يدركوا أن (معدة) الوطن لن تهضمه كثيراً.
<p>ولأحكى لك مشوارى من مدينة 6 أكتوبر إلى حلوان داخل تاكسى (بالعداد) حيث يلعب معك السائق دوماً دور المحلل السياسى
<p>أو الداعية الواعظ، وربما يخرج لك مثل (ضميرك) الطيب كما يحدث فى الأفلام الرديئة التى تحاكى حالتنا الآن.
<p>فى الغالب يبدأ الحديث عن (المشوار) و(الزحمة) ثم يتطرق لأى شىء، ولا تستبعد أبداً أن يصل الموضوع
<p> لموسم الانتحار الجماعى للبطريق، أو تزاوج الفيلة. كلمة من هنا على كلمة من هنا جاءت سيرة ماسبيرو والأقباط
<p>الذين قتلوا ودهسوا هناك ولم يأخذ أحد حقهم أو حق باقى شهدائنا منذ الثورة مروراً بماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء
<p> وبورسعيد حتى الآن، ما إن نطقت كلمة أقباط حتى قاطعنى السائق: بس هما اللى غلطوا الأول على فكرة.
<p>سألته: حضرتك كنت هناك؟.. قال لى: لأ. بس ابن خالتى كان هناك وحكالى. (دائماً يوجد أى قريب لأى أحد فى موضع الأحداث الملتهبة
<p>ليستشهد به تدليلاً على مصداقيته به حين يدلى بمعلومات وكأننى سأصدقه لمجرد أنه ابن خالة سائق التاكسى الذى أركبه مصادفة).
<p>قلت له: احكى لى الحكاية لأنى لا أعرف شيئا.
<p>حكى لى الرجل عن رواية مختلفة عن رواية الأقباط والمجلس العسكرى وحتى الإعلام، مفادها أن الموضوع كان خناقة
<p>والأقباط ضربوا نار والجيش تدخل فحصل (طحن)، لكنه فى النهاية أصدر حكمه: الكفاتسة دول ولاد لذينه!!..
<p>وأنا يا قارئى العزيز مستفز جداً لدرجة (الفقع) من كلمات مثل (الكفاتسة) و(العضمة الزرقاء) و(أربعة ريشة)،
<p>والتى تعكس عنصرية المتحدث بها مثلما تعكسه كلمات مثل (أبودقن مقشة) و(اللى لابسة خيمة) و(البت المحجبة دى)،
<p> وهكذا رحت أحدثه عن (وقائع) تم إثباتها، وعن (أبرياء) تم دهسهم، وعن جناة تم تكريمهم، وعن ناشط سياسى تم سجنه ظلماً
<p> بشهادة زور لم يرَ ابنه بسببها عند ولادته، لكن ذلك لم يغير من رأى السائق عن (الكفاتسة) الخبثاء، واستقوائهم بالخارج،
<p> وفيلمهم المسىء، وأقباط المهجر، وأمريكا التى تريد تدمير مصر على رأى الأستاذ مصطفى بكرى (هو من قال ولست أنا)،
<p> ثم إن أمريكا تستطيع السيطرة على الجميع بما فى ذلك القطب الشمالى، وهكذا انتهينا إلى أن الانتحار الجماعى للبطريق
<p> سببه أجهزة البث والاستقبال التى تزرعها أمريكا فى البطاريق، وحين اندهشت من طرحه ووصلت مشوارى سألنى: طب تعرف الفيلة بيتجوزوا إزاى؟!
<p>بصراحة لا أعرف، لكن أعرف أن هذا الرجل (نموذج سائد)، نموذج (الفتايين) أو (الموغلين فى الجهل) وأن الإعلام
<p> والنخبة والمنابر لا يفعلون شيئاً مع (مخ البسلة)، بل على العكس، يوظفونه ويجعلونه نجماً من نجوم التوك شو
<p>سواء كان مذيعاً أو ضيفاً ثابتاً، فهذا مذيع يعرف أن ضيفه سيسب ويشتم منتقديه ومع ذلك يصر على استضافته (لتسخين الأجواء)،
<p> وآخر معيار نجاح حلقته هو حدوث (خناقة) فى الاستديو، وثالث كل همه أن يكيل الاتهامات
<p>ويصفى الحسابات مع المختلفين معه سياسياً، ولا عزاء لبطوط.
ثم هناك مخ البسلة فى التيارات السياسية والقوى الثورية، وهناك مخ البسلة فى الإخوان المسلمين وفى الرياضة والسياسة
وحتى الرئاسة، وللأسف هم النماذج التى تظهر وتحجب النماذج المحترمة.
أزمة هذا البلد لا تحتاج رئيسا ولا دستورا.. أزمة هذا البلد ستنتهى حين نتخلص من (مخ البسلة).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]