عذرا يا أخى فنحن لا نرى أنفسنا إلا فى مرايا الآخرين.. ومن فرط المفارقات أن المرايا تصبح أكثر وضوحا عند الفراق.
وأسأل نجوم السما ما فائدة أن يسقط نجم تلو الآخر ويغلب على دربى الظلام.. وأفتش فى عتمة الحياة.. وأتكسح الخطوات..
وأسأل الطريق طويل أنت أم قصير.. كفاك زواج نهاية من بداية وإنجاب مشاوير.. كفاك الفرسان آثارت الرحيل.
من سيبقى؟ ولمن سيبقى؟.. من وجوده أوجد معنى الوجود؟.. ومن وجوده تصالح مع عدم وجوده وصار الاثنان سيان؟
.. ومن إثارة خاصمها النسيان فنقشت فى الوجدان وصارت تلاحقنا فى كل مكان؟..
الطيف يسكن حدقة العين!! والصوت يرنم ترنيمة الفراق وتسبحته تحاصرنا شئنا أو أبينا!!
ويا لعذاب من يلهث فى البحث وراء كلمة انسحبت ومضت بدون استئذان، رفضت أن تشرد فى زمن تباع فيه المبادئ
ويتلون فيه الأصدقاء.. زمن أوجد للازدواجيات وطن ومرعى وأرض خصبة يلهث وراءها الخرفان
وينسحب منها النبلاء والشجعان، والكلمة فضلت الرقاد على رجاء اللقاء.
وأسقطت يا موت رهبتك.. وبرهنت لى بكل البراهين بأنك صاحب الذوق الرفيع وفنان الاختيار..
اليوم أجزم واعترف بأنك الحقيقة الوحيدة التى لا تؤل ولا تقبل التأويل.. وإيمانا منى بمحطات القطار..
لا يجدى بشىء معنى الاعتراض.. فالكلمة التى فارقتنا كلمته..
العبارة مكتملة كانت أو عاشت تبحث عن الكمال.. نقشت نهايتها فى سطور الزمن وقد كان ما كان!!!.
وسحقا لصدفة أخذت أكثر من حجمها وانطلقت على اعتبار أنها وأنها..
فالصدف ليس لها معنى فى حكمة الإله جل جلاله فى علاه..
فالخطوة ترتيب إلهى محسوب ومدروس وعلينا أن ننتبه لها ونتقبل تعاليمها..
وتمضى يا يوم وتترك لنا ذكريات.. ذكريات نسألها الرحمة تتعطف علينا بشفقة..
ذكريات نستنجد بها من آلام الفراق.. ذكريات كل مارك نقابله فى الحياه ويرن معنا صدى صوته إلى أقصى مداه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]