سواء حُلّت الجمعية الدستورية بقرار قضائى أم لم تُحلّ، سوف تبقى وثيقة مشروع الدستور شاهدًا على وضعنا الفكرى والحضارى
فى هذه المرحلة. كتبنا كثيرًا وكتَب غيرنا ولا يزال يكتب عن الإشكاليات الجذرية التى يعمِّقها هذا المشروع
فى أرض أزماتنا. أريد اليوم أن أكتب عن فكاهات هذه الوثيقة. خذْ عندك:
■ «الكرامة الإنسانية حق لكل إنسان»
يا سلام! لقد خشيت لجنة الصياغة من أن نظن بهبلنا أن الكرامة «الإنسانية» يمكن أن تكون حقا للعصافير مثلا، أو نباتات السرخس!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «يحظر الإساءة أو التعرض إلى الرسل والأنبياء كافة»
طيب. الإساءة وفهمناها. ما هو التعرض؟ هل يمكن أن يكون المقصود مثلا اعتراض موكب نبى أو نصب كمين مسىء لرسول على الناصية؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «حرية الفكر والرأى مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن فكره ورأيه»
وماذا عن حرية التنفس والأكل ودخول الحمام، ما دمتم مشكورين تنصُّون فى الدستور على حقى فى حرية التفكير وتكوين رأى؟!
الحق يا سادة هو حق «التعبير» عن الفكرة والرأى! وهو ما جاء فى الجملة الثانية، فما ضرورة الجملة الأولى النافلة الناشزة المضحكة؟
هل تصورتم أن بإمكانكم زرع شاويش فى جمجمتى ليسلبنى الحق فى التفكير؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «الشعب المصرى جزء من القارة الآسيوية»
آه والله! طيب شوفوا النص «المرادف» للمادة رقم 1. وخذ بالك من أن النص المرادف عموما
يعنى النص المفضَّل لدى الجبهة الدينية داخل التأسيسية، ولولا الملامة لكان هو النص الأصلى والوحيد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «يقوم المجتمع المصرى على التراحم»
تراحُم؟! يعنى نرحمو بعضشينا فى المجتمع يعنى؟ طيب وإذا كان الوضع زحمة؟ زحمة ولا عادش رحمة؟
هل يعنى هذا أن الوضع غير دستورى؟! رجاءً: تذكّروا أننا نكتب دستورا فى القرن 21.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «تضمن الدولة الطمأنينة»
ياختى عليها الدولة! أنا هكذا حصل لى كمواطن عظيم الاطمئنان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «الأسرة قوامها الدين والأخلاق الوطنية»
وهذا أغرب وصف سمعته فى حياتى للأسرة! طيب بالنسبة إلى الفرد مثلا، المواطن،
الدين والأخلاق الوطنية ليست من اختصاصه؟ والأسرة «الدستورية» الصالحة هل هى التى إذا دخلت عليها
إما وجدتها فى صلاة جماعة وإما فى أداء حماسى للنشيد الوطنى؟ يا أخى جدِّد! قُلْ مثلا إن قيم الديمقراطية يجب أن تسود
على مستوى الأسرة. قُلْ إن العنف الأسرى يصنع مجتمعا مشوَّهًا. قُلْ شيئا عن دور الدولة
والمجتمع فى حماية الأبناء والزوجات. أو لا تَقُلْ. براحتك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «الشعب المصرى يعمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة»
وهنا ضحكت فعلا، وقفز إلى ذهنى سؤال واحد: طب وإيه اللى حايشه؟! كلام لم يعد له معنى، للأسف.
وأظن أن الوحدة قد تتحقق إذا حذفنا هذه الجملة المنحوسة من الدستور.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «تُسَخِّر الدولة طاقات المجتمع للقضاء على الأمية خلال عشر سنوات»
سُخرة؟ يا تأسيسية: الشعب المصرى بيقول: الملافظ سعد! شوفوا شيئا غير تعبير السُّخرة هذا! قولوا «توجّه الدولة..».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «يهدف الاقتصاد الوطنى إلى: 1- تحقيق التنمية… 9- رفع مستوى المعيشة»
عجيبة! كنت أظن التنمية وسيلة وليست هدفا! وكنت أظن رفع مستوى معيشة الناس هو الهدف رقم 1 وليس رقم 9 لأى اقتصاد!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «يلتزم العاملون بتنمية الإنتاج»
والله؟! كنت أظنها مسؤولية الإدارات وواضعى السياسات! اتضح أن عدم تنمية الإنتاج يعود دستوريا للعمال الوحشين! إخص!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ فى المادة الخاصة بالزراعة: «تلتزم الدولة بدعم الصناعات الحرفية»
حسبى الله ونعم الوكيل! فعلا، دعم الصناعات الحرفية يؤدى إلى نهضة زراعية، حتى اسألوا عمرو موسى وأيمن نور.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «لا تمييز بين المواطنين بسبب الإعاقة»
لا تمييز ازاى؟! ده تمييز وتمييز وتمييز! إنما اسمه تمييز إيجابى. تمييز لصالح المعوق فى تحديد نسبة وظائف وفرص تعليم
ومجانية تنقُّل.. إلخ. عدم التمييز -إيجابيا- يعنى من وجهة نظر المعوق منافسة غير عادلة ولا متكافئة!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ■ «مجال الأزهر هو الأمة الإسلامية والعالم كله»
لم يعجبنى شىء فى مسودة مشروع الدستور قدر ما أعجبنى تعبير «كله» الذى ورد فى الآخر. أحسست بوقعه يشبه قولنا «يلّا!
إن شالله ما حد حَوّش»! وتذكرت محيى إسماعيل وهو يهذى هاتفًا،
أو يهتف هاذيا، فى فيلم «خلى بالك من زوزو»: «جمعاااااء. جمعااااااء. جمعااااااااء!».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يعنى إذا العالم كله، فما ضرورة ذكر الأمة الإسلامية؟ أليست من العالم كله؟ وما دام العالم كله هو المجال،
فما ضرورة تحديده أصلا إذا كان بلا حدود؟ ولدىّ هنا تساؤل: هل تقع الكواكب الأخرى دستوريا فى العالم كله الذى هو مجال الأزهر؟
أم أن كله على كله؟
لـ / نادر المصرى