فى قصته أنا كارنينا، ناقش ليو تولستوى قصة الحب المحرم أم تراه ناقش حتمية الحب؟..
القصة التى اقتبست لتصير فيلما عربيا اسمه نهر الحب وقام ببطولته الرائعان عمر الشريف وفاتن حمامة،
تعرض القصة لدراما الحياة فتوجهنا حيث توجد امرأة صغيرة حسناء متزوجة من أحد النبلاء الروسيين
الذين ينتمون إلى طبقة معينة ولديها منه ابن زوجها يكبرها بعشرين عاما ولاه عنها بشئون وظيفته وتقابل فى إحدى المرات
رجلا آخر ضابطا فى الجيش ينتمى إلى ذات الطبقة، وتقع المرأة فى فخ الحياة المنصوب لها
لتهيم حبا بهذا الرجل ويتيه بها عشقا وتقودها أحاسيسها لخرق النظام الاجتماعى والتشبث بمواعدة حبيبها.
ومع توالى المواقف والمرات يصل الأمر إلى علم زوجها ويصير نزاعا داميا
ينتهى بأن تتجة المرأة مع عشيقها ليعيشا سويا متخلية عن ابنها رغم تهديد زوجها لها بأنها لن تراه مجددا فى حياتها
وتتصاعد الأحداث لتنجب من عشيقها طفلة الزنى ويظلان يعبان من كأس الحب حتى الثمالة
ضاربين بعرض الحائط بكل ما خط للبشر من تعاليم وما وضعته المجتمعات من محاذير.
لكن لم يكن العشق فقط رفيقهما فلقد صارا منبوذين من المجتمع ملفوظين ممن حولهم.
فى خطوة لاستعادة مقاييس حياة طبيعية تقوم والدة الشاب باستضافة بعض النبيلات الجميلات
إلى قصرها وفى حنكة امرأة مخضرمة تدفعة إلى ملاقاتهن.
ولم يستطع الضابط الذى يرزح تحت وطأة العزلة إلا أن يهرب غلى والدته بينما تعانى أنا من الوحدة
وينهشها شبح الغيرة حينما تصلها شائعات عن تطلعه لخطبة هذه أو ذاك وتداهمها فى ضراوة أحلام وكوابيس عن ولدها
وتتنازعها عاطفة الأمومة وحنينها إلى ابنها.. كل هذه المشاعر المتناقضة تتركها نهبا للقلق والمهدئات
ولكن تأتى القشة التى تقصم ظهر البعير، تأتى عندما يتواجهان ويتشاحنان ويقذف كل منهما
بغضبه وسخطه وقلة حيلته أمام الضغوط التى يعيشان تحت وطأتها.
نعم الحب موجود ولكنه مصلوب بينهما ولم يحاولا إنزاله من أعلى خشبة المذبح وظل يقطر دما.
فى خضم هذيانها تلجأ إلى طبيب نفسى والذى حاول أن يرفع عن كاهلها ويزيح عن ضميرها آثامها
ولكن لا جدوى فهى قد خرت صريعة للوساوس والهواجس وخاصة عندما رفض زوجها البتة أن ترى ابنها.
وعندما لم تمتد يد حبيبها لتنقذها قررت فى نفسها وحسمت أمرها أن تجعله يدفع ثمنا آخر
هو ألم فقدها إلى غير رجعة فتنتحر تحت عجلات القطار.
حاول الفيلم العربى أن يتحايل على شكل القصة ليجعلنا نتعاطف مع البطلة ضد التقاليد المكسورة
وأن يصور لنا زوجها رجلا لا تهمه عفة زوجته قدر ما يهمه طموحه السياسى، وأنه لا يمانع فى أن تستمر زوجته
فى معرفة غريمه فى السر حتى لا يقع تحت طائلة خصومه السياسيين، ثم قدم لنا من هى فى رقة
وطهر وعفاف فاتن حمامة ليجعلنا نتعاطف مع صوت القلب وننحى العقل والعرف جانبا.
وأيا كان حكمنا وإيا كان كم إدانتنا فلنا جميعا أن نعرف أن الجنس البشرى حافل بالمفاجآت المذهلة وأن انقضاض الأهواء
وصراع الرغبات يظل سرا سرمديا لا ندرك كنهه وكل ما نستطيع فعله أن نلتمس للمبتلين به ألف عذر.
رزقت أسمح ما فى الناس من خلق *** إذا رزقت التماس العذر فى الشيميا لائمى فى هواه والهوى قدر *** لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]