بلغنى أيها الشعب القافش على بعضه.. أنه بعد المائة يوم إياهم ما عدُّوا..
نظر الملك «ريس يار» إلى ما كان قد قاله سابقاً فى وعده.. ثم حاول المقارنه بينه وبين ما تحقق بالفعل
على أرض المملكة.. إلا أنه وجد النِسَب مش مسنكة.. فانشغل وقبل ما يطول انشغاله.. كان ما قد قرر فعله
قد استقر خلاص فى باله.. حيث قرر أن يبعث بالمنادى لينادى فى الناس.. بأن يستعيذوا بالله من شر الوسواس الخناس..
ثم يتكلوا على الله ويطلعوا على الاستاد الكبير.. طلعة رجلٍ واحد مصحوبة بالتكبير..
ليرهبوا الأعداء والمعارضين.. هؤلاء الذين هم بغيظهم على طول ميتين..
و فى الصباح كانت القوافل جميعها قد وصلت إلى المكان.. الذى أصبح مكتظاً بالأخوات والإخوان..
وبدأت الهتافات باسم الملك الذى كان مبسوطاً بكل هؤلاء الأحباب.. حتى أنه بعد أن لف لفة عليهم لتحيتهم
طلب كمان لفة تانية قبل الصعود إلى منصة إلقاء الخطاب.. وبعدها صعد إلى المنصة.. وبانت زتونة القصة..
فالإحتفال طلع بالملك مش بذكرى إنتصار المملكة.. وظل الملك يخطب فى الشعب حتى باتت عقول الشعب
من كتر الكلام منهكة.. وفاتت دقيقة.. وفاتت دقايق.. وفاتت وراها دقايق تضايق.. وبدلاً من أوبريت أكتوبر
بتاع كل سنة اصبح عندنا الآن خطبة أكتوبر.. وهى خطبة طويلة طويلة طويلة أطول من السيجارة السوبر..
تسمعها فتشعر بالإنتعاش والإندهاش.. وبأنه بالفعل السيستم اللى فاكرينه إنتهى لسه ما انتهاش.. ولأن أتباع الملك
جميعهم متبرمجين.. لهذا حتنقد الخطاب حيلبسولك وش «يا عدو الدين»..
قبل أن يهتفوا باسم الملك لإغاظة الحُسّاد.. مع التأكيد على أنه «إحنا مش عايزين نصنع فراعين جُداد» !
بعد انتهاء الخطاب كان الشعب قد فرهد خلاص.. فنام ليلته منهكاً بعد أن غَلَبَهُ النعاس.. قبل ان يستيقظ فى اليوم التالى
على تلك الكارثة التى قد وقعت.. وتلك العلبة الصفيح المعبأة بسَلَمون الجنود البشرى التى قد انقلبت..
وهو ما جعل الناس تشعر بالقلق.. وبإننا شكلنا كده داخلين فى نفق.. فهناك 21 شهيداً
و24 مصاباً من جنودنا الأغلب من الغُلب.. قد ماتوا بدون أى ذنب.. وبدون حتى أن يدخلوا فى حرب..
وجاءت التقارير لتشير إلى أنه مافيش فى الموضوع شبهة جنائية.. وهو ما جعل البعض يتسائلون:
امال مين السبب وراء حَشرِة هؤلاء الغلابة الحشرة السودة ديه ؟!.. إلا أن الإجابات على الأسئلة فى تلك الأيام
قد اصبحت هى كمان بأسئلة.. وهو ما حدا بالشعب إلى توقع أنه «شكلها ليلة مقندلة».. فالتلاميذ فى فصولهم محشورين..
والمرضى فى عنابر المستشفيات الحكومية فوق بعضهم متكربسين.. والجنود فى سياراتهم معبأين كشحنات من السردين..
يموتون.. ولكن ليس بسبب خلل فى عجلة القيادة كما أخبرونا.. وإنما بسبب أنهم غلابة يسرى عليهم اثناء عمليات
نقلهم ما يسرى على عبوات التونة.. وهو ما حدا بإسمهم إيه.. إلى أن يبتسموا فى تواضع مفتعل فى البرنامج
اللى همه طالعين فيه.. وهم يؤكدون أن ما يحدث هو تصيد للأخطاء الصُغيَّرة..
وحالة من الكراهية العمياء غير المبررة.. قبل ان يؤكدوا على ضرورة وصول الدعم لمستحقيه..
وعلى ضرورة توجيه كلمة للملك بمناسبة عفويته وتلقائيته وبساطته وإنه بعد الأكل بيغسل إيديه !
و هكذا تتصاعد الخناقة ويتصاعد الصراع.. ويتهم الجميع بعضهم البعض: «إنت بتاع»..
«لأ.. أهو انت اللى بتاع».. البعض يرى أن المواطن الصالح هو المواطن أبو زمبلك.. الذى لا ينبغى أن ينقد الملك..
بينما البعض الآخر يرى أننا فى مملكة لها تاريخ مش فى تشاد..
حتى يحكمنا مكتب إرشاد.. كله واقع فى كله.. بينما لا يزال طائر النهضة واقف محله….
و يا دوبك لسه «شعب زاد» حتكمل حكاية طائر النهضة اللى واقف محله.. فجأة البرق والرعد فى السما اشتغلوا..
فأجهشت بالبكاء وانهمرت الدموع من عينيها.. وعرفت أن طائر النهضة قد غضب عليها.. فنظرت من الشباك وقالت بسرعة:
«طائر النهضة حلو».. فتوقف البرق والرعد على طول واتظبط الجو.. وعندها أدرك طائر النهضة الصباح..
فسكتت شعب زاد عن الكلام المباح.. ونامت وطبعاً كما هو معلوم.. هذا هو صوت النوم.. خخخخخخخخخخخخ !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]