فى بعض الأحيان لا يجد الإنسان إلا الصمت ملاذاً له وسط زحام المشاعر والأفكار التى تتبعثر هنا وهناك بداخله،
فيهفو إلى الخلوة مع ذاته يتأملها ويحاول ترتيب أركانها من جديد ويواسيها عندما يجد فيها بقايا جروح
ويعاتبها على زلاتها ويستحلفها بألا تعود، وبأن تتشبث بخيوط الضوء التى تتراءى لها من بعيد،
فإذا بعراك يحدث بين القلب والعقل فكلاهما يريد السيادة، فكيف السبيل إلى فض هذا الاشتباك
وكل منهما معه حجته، ولكن لابد من المصالحة وإلا هلك الاثنان،
فليتنازل إذن كل منهما عن جزء من سيادته للآخر وليعيشا ملكين على عرش واحد.
وها هى الذكريات تمر أمام عينيه نجاحات وإخفاقات أفراح وشجون آمال وطموحات أحلام أصبحت حقيقة
وغيرها مازال يلهث لتصبح واقعاً، وها هى تجارب الحياة التى تعلم منها وها هى آثار اللدغات التى أوجعته عند اقترابه
من جحور بعض البشر فإذا به يبتسم ساخراً من سذاجته فى بعض الأوقات،
وها هى اللحظات المرحة مع الأهل والأصدقاء يهتز لها الوجدان.
والآن هلل عندما بدت له ملامح الطريق الذى يسير فيه ترتسم أمامه واضحة جلية، حيث وجد عقله يقف
مناضلاً للحفاظ على استقامة الأفكار وحمايتها من تسلل الأوهام، وجاء القلب مسرعاً يحمل براعم مشاعره
ليكون رفيقاً للعقل فى رحلة الحياة التى لابد أن تكون دائماً فى اتجاه شروق الشمس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]