أسئلة.. لا تنتظر إجابة
حسام فتحى
.. منذ قيام الثورة وحتى الآن تم الإعلان عن ضبط أطنان من المواد المتفجرة، ومئات من المدافع الهجومية،
ومثلها من المدافع الرشاشة، والأوتوماتيكية والأحزمة الناسفة، وأصابع تي.ان.تي، ومنصات إطلاق الصواريخ..،
والقنابل اليدوية.. وغيرها من الأسلحة، ومعها تم القبض على عشرات الأشخاص، متلبسين بحيازة هذه الأسلحة.
وحتى الآن لم تخرج علينا جهة أمنية أو «غير أمنية»، لتجيب عن السؤال الذي يشغل بال المصريين جميعًا:
من وراء الدفع بكل هذه الأسلحة إلى مصر؟.. وأين تذهب بعد دخولها؟ وما نتائج التحقيقات مع حائزيها؟ أم أن القنابل اليدوية..
والـ (آر. بي. جي).. والمورترز.. والأحزمة الناسفة
يمكن تصنيفها على أنها أسلحة للدفاع عن النفس أو للاستخدام الشخصي؟
.. لماذا أصبحنا نعرف أخبار مصر سواء على
مسؤوليها مباشرة أو مصادر مسؤولة،
ولكن من خلال وكالة أنباء الأناضول التركية.. وصحيفة الحياة اللندنية؟ هل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية،
لا تملأ أعين مسؤولي مصر؟ أم أن صحفنا القومية والمستقلة لا تعجب مسؤولينا؟
.. توقفت كثيرًا أمام خبر اقتحام مجموعة ملثمة لاستوديو في «بوليڤيا» والقائهم البنزين على المذيع والصحافي «فرناندو فيدرال»،
ليحرقوه حيًا،.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،.. لأ لأ تعوذوا بالله من الشيطان يا جماعة!!
.. على حد علمي فإن جهاز مباحث أمن الدولة، يمارس عمله «الوطني» الشريف تحت اسم جهاز الأمن الوطني،
ونشرت صحيفة «الحياة» اللندنية أنه تم القبض على القيادي في جماعة «الجهاد» ع.ع.ش،
بتهمة تشكيل خلية مدينة نصر الأخيرة، و(ط.أ) ضابط سابق في الجيش، سبق سجنه
في قضية تنظيم «جند الله» في نهاية التسعينيات، وقد تم إطلاق سراحهما مؤخرًا، بعد الثورة.
والسؤال هو: ألا تتم مراقبة المفرج عنهم، وتتبع اندماجهم بالمجتمع خصوصًا بعد تصريحات ع.ع.ش
بأن: «الديمقراطية كفر»، و«لا بيعة للرئيس محمد مرسي إذا لم يطبق الشريعة الإسلامية»؟
.. عندما كانت مدافع السلطان العثماني محمد الفاتح تدك أسوار مدينة القسطنطينية (بيزنطة سابقًا واسطنبول حاليًا)،
جلس رهبان وعلماء الكنيسة يواصلون جدالهم: هل الملائكة ذكور أم إناث؟ وما الذي خلقه الله أولاً: البيضة أم الفرخة؟
وباقي خلافاتهم الفلسفية، بينما أسوار مدينتهم الأسطورية التي صمدت أمام محاولات كل الفاتحين على مدى 11 قرنًا،
تتهاوى أمام أعينهم، وسلطانهم قسطنطين يكاد يبكي وهو يطالبهم بالكف
عن الجدل «البيزنطي» العقيم، والإسراع بالدفاع عن مدينتهم قبل سقوطها.
هل يذكركم هذا الموقف التاريخي بشيء يدور بين علمائنا وفقهائنا الدستوريين الآن؟
.. كل أصدقائي «التونسيين» كانوا ضد نظام «بن علي» القمعي الاستبدادي،..
وبعضهم كان يصنف على أنه من المحرضين على الثورة والداعين لها،.. والغريب أنهم جميعًا،
وبرغم وطنيتهم التي لا يمكن التشكيك فيها، يأسفون لما وصل إليه حال «الأمن» في الشقيقة «تونس»
، ويرفعون شعار: «الأمن» قبل الخبز والكرامة والعدالة، ويطالبون الحكومة بسرعة التصدي للبلطجية
الذين يقولون إنهم «حكام دولة تونس الليلية».. أي إنهم يسيطرون على كل شيء مع حلول الظلام،.. ولا تقوم أجهزة الأمن
بدورها في التصدي لهم، وهي نفس الأجهزة الأمنية التي كان أفرادها يعملون ليلاً ونهارًا لحماية النظام،
وفي نفس الوقت إقرار الأمن في ربوع تونس الخضراء. وذلك قبل أن تكون لهم نقابات وجماعات
ضغط، وإضرابات وتظاهرات، وضباط شرطة يمارسون العمل السياسي، وينتمون للأحزاب.
.. كان الله في عون «تونس» الخضراء.. «وعوننا»!!
وأقول لمن يزعم عودة «هيبة الدولة».. «الناس» «هيبتها» السبت والحد.. وإحنا «هيبتنا» ما وردتش على حد!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]