منتديات صحبة دراسيه
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة 616698752
منتديات صحبة دراسيه
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة 616698752
منتديات صحبة دراسيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


style=position:
 
الرئيسيةمجلة صحبة دراسيأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهرزاد
صاحبة المنتدى

صاحبة المنتدى
شهرزاد


الساعة الآن :
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Ouooo_10
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Jb12915568671

الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة King
عدد المساهمات : 4759
تاريخ التسجيل : 15/09/2012
الموقع : منتديات صحبة دراسيه

الأوسمة
 :
أوسمة( شهر زاد )



الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Empty
مُساهمةموضوع: الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة   الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Emptyالسبت نوفمبر 10, 2012 7:24 pm

الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ترجمة : أحمد السمانى – أحمد هاشم – سارة حسين


– يسرا عمر الفاروق – محمود حسام


أخطر تهديد هو حصول جماعة متطرفة على الأسلحة النـــــــــــــــــووية..

و السبيل الوحيد لمواجهة ذلك: القضاء على السلاح النووى


مساء الخير، سيداتى سادتى، تشرفت بدعوتكم لى، لكى ألقى كلمة لهذا التجمع المميز. وأنا مسرور لأننى عدت إلى البرازيل،

زيارتى الأخيرة كانت منذ نحو عامين بمناسبة اليوم العالمى للإيدز،

حيث كنت عضوا فى اللجنة رفيعة المستوى التابعة لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز.

من المذهل أن نأخذ فى الاعتبار ما يمكن حدوثه فى فترة زمنية مدتها عامان تقريبا. على سبيل المثال، شهدنا مدى التأثير البشرى

على الكوارث الطبيعية. سحب الرماد الناتجة عن ثورة بركان أيسلندا فى منتصف 2010، أغلقت الحركة الجوية عبر أوروبا.

موجة تسونامى هائلة دمرت مناطق كبيرة من اليابان الساحلية، وتسببت فى حادثة نووية فى فوكوشيما.

شهدنا أيضا كوارث من أصل بشرى. فمثلا تسبب الانفجار فى جهاز تنقيب شركة «بريتش بتروليوم» البريطانية، فى كارثة

بيئية بخليج المكسيك. انتشرت الأزمة المالية العالمية فى أوروبا وعبر العالم، مهددة كثيرا من الاقتصاديات الوطنية. وتستمر الحروب

والأزمة المدنية -من أفغانستان إلى سوريا إلى الصراعات المستمرة التى تلقى اهتماما أقل،

مثل ما يحدث فى كولومبيا أو فى شمال القوقاز- فى إزهاق أرواح البشر.

وأخيرا، لاحظنا اتجاهات اجتماعية واقتصادية غير عادية. أصبح مصطلح «البريكس»

(مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتينية المكوِّنة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادى بالعالم) م

صطلحا شائعا لوصف الاقتصاديات الناشئة فى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. تفوقت البرازيل

على بريطانيا حيث احتلت المركز السادس بين الدول ذات أضخم اقتصاديات على مستوى العالم. بينما تفوقت الصين على اليابان،

باحتلالها المركز الثانى.

تتطور التكنولوجيا -من العلاج الجينى والمستحضرات الصيدلانية البيولوجية، حتى الهواتف الذكية و«iPads»-

بوتيرة غير مسبوقة. وظهرت الحركات التحويلية للتعبير عن الاستياء من النموذج الحالى الذى يدار به عالمنا.

«احتلوا وول ستريت» كانت من بين هذه الحركات. وعبر شمال إفريقيا والشرق الأوسط،

شهدنا نهضة مذهلة لشعوب يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية واحترام الكرامة الإنسانية.

كان كل هذا فى عامين فقط.

ما الذى يمكننا استنتاجه من دقيقتَى الملخص هاتين؟ قد أتحدث عن 3 أشياء: الأول، أن عالمنا يتغير بنفس مقدار سرعة الشهيق والزفير.

الثانى، أنه حتى أفضل العرافين غير قادر على التنبؤ بالطبيعة المحددة لهذه الأحداث، أو توقيتها. ستتضمن السنوات الخمس المقبلة

تغييرات لا يمكننا أن نتخيلها اليوم. لكن -وهذا هو استنتاجى الثالث- هناك اتجاهات معينة واضحة جدا.

لوحات المجتمع التكتونية أو البنائية تتغير. بدأ يظهر الاستياء من الوضع الراهن كأنه القوة المؤثرة. نأمل،

أن تكون هذه قوة يمكننا تسخيرها من أجل تحسين الفصيلة البشرية وكوكبنا. ذلك الجانب الثالث، هو ما أرغب فى التركيز عليه اليوم.

أعتقد أن المجتمع الحديث يعيد التقييم، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، معنى الأمن البشرى والطريق نحو تحقيقه.

على نحو متزايد، يعتبر الظلم وغياب الأمن بطريقة كبيرة وجهان لعملة واحدة. يتطلب هذا الوعى، بدوره، إعادة تقييم الاعتماد

على القوة العسكرية كأساس للأمن. بدلا من ذلك، يدعو كثيرون منا إلى ممارسة

أكبر من «القوة الناعمة»: الحوار والتنمية البشرية ومشاركة القيم العالمية.

على ضوء هذه الخلفية، سأناقش عبث الأسلحة النووية، والحاجة إلى العمل من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية،

وأهمية وجود نظام أمن عالمى بديل يمكنه إحلال السلام الدائم. سأتطرق إلى الوضع فى الشرق الأوسط،

مرتع الصراعات وعدم الاستقرار، بينما يمكن لأى شخص فينا التذكر.

وفى ذلك السياق، سأتحدث باختصار عن التغييرات التى تحدث فى المجتمعات العربية عبر الشرق الأوسط

وشمال إفريقيا، وأقدم بضع وجهات نظر بخصوص البرنامج النووى الإيرانى.

لنبدأ:



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهرزاد
صاحبة المنتدى

صاحبة المنتدى
شهرزاد


الساعة الآن :
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Ouooo_10
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Jb12915568671

الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة King
عدد المساهمات : 4759
تاريخ التسجيل : 15/09/2012
الموقع : منتديات صحبة دراسيه

الأوسمة
 :
أوسمة( شهر زاد )



الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة   الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Emptyالسبت نوفمبر 10, 2012 7:30 pm

لنبدأ:

عندما نفكر فى أكثر التحديات العالمية التى نواجهها خطورة، نجد أنها متأصلة فى القيم المجتمعية المنحرفة

والسياسات المختلة. تشكل الأزمات الاقتصادية فى الولايات المتحدة وأوروبا تهديدا خطيرا

إلى ما وراء حدودهما، حيث التداعيات الأكثر صرامة ذات التأثير على الاقتصاديات الفقيرة.

لا يزال الفقر والجوع فى مستويات مرعبة. سنحت الفرصة لعشرات الصراعات العنيفة بالتقيُّح،

بما فى ذلك بعض الصراعات التى امتدت لأجيال متعاقبة. ولا يتم تقييم حرمة الحياة البشرية على نحو متساوٍ: فى العراق،

على سبيل المثال، نعلم بالضبط عدد الجنود الأمريكيين والتابعين لتحالفات أخرى، الذين تم اغتيالهم،

لكن لم يكترث أحد سوى لمجرد حصيلة غامضة للمدنيين العراقيين الذين فقدوا حيواتهم -

على الرغم من أنه كان يتم نشر أخبار موثقة عن وفيات المدنيين وأنها تجاوزت مئات الآلاف.

عدم المساواة فى توزيع الثروات عبر البلاد والشعوب، هو أيضا من الفساد، ويزداد توسعا.

عادة ما تكون المجتمعات الثرية غير مبالية بشقاء الفقراء. نحو ٢٫٥ مليار من بنى البشر يعيشون

على أقل من دولارين فى اليوم. وما يزيد على 900 مليون شخص، ليس لديهم ما يكفى من الطعام. فى الصومال،

توفى عدة آلاف فى مجاعة بداية هذا العام؛ ونحو ٣٫٤ مليون شخص فى ذلك البلد لا يزالون معتمدين على المعونة الأجنبية من أجل بقائهم.

ملايين من الأرواح البريئة فُقدت فى الصراعات المسلحة، بينما الحكومات الثرية

تقوم بجهد لا يُذكر -لأن أماكن مثل رواندا ودارفور ليست لديها «قيم استراتيجية».

ما بين عامى 1998 و2008، مات عدد مذهل من البشر يقدَّر بـ5.4 مليون شخص فى حرب الكونغو الثانية وتبعاتها.

لقد كان هذا الصراع أكثر الصراعات دموية على مستوى العالم منذ الحرب العالمية الثانية، لكنه صراع لم يحظَ

سوى بتغطية إعلامية عالمية محدودة وبالكاد باقٍ فى أذهاننا. لقد كان بلدا إفريقيا ليس ذا أهمية جيوسياسية بالتالى لم يهتم أحد به.

حتى فى لقائنا هنا اليوم، يبدو العالم غير مبالٍ -أو على الأرجح مغيَّبًا- بينما تقع المذابح الجماعية فى سوريا. فى 2005،

سمعنا ضجة كبيرة فى الأمم المتحدة عندما تعهد قادة العالم بولائهم لمبدأ «مسؤولية الحماية»: هذا المبدأ الذى أعلنوا

أنه للحماية من الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. فى الواقع، هذا المبدأ مشهور بغيابه الملحوظ.

إن القمع الوحشى والحرمان من الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية لا يؤدى إلى أى تحرك عملى.

من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن معظم المخاطر الكبرى للأمن الإنسانى من فقر وحرب وإرهاب وتدهور بيئى

وأوبئة معدية وأسلحة دمار شامل أصبحت أكثر تداخلا. كلها «مخاطر بلا حدود» مما يجعل المفاهيم التقليدية للأمن القومى

عفا عليها الزمن. هذه المخاطر بطبيعتها تتطلب تعاونا دوليا فعالا ومؤسسات دولية نشطة.

لا يمكن لحكومة ما أن تتخطى هذه المخاطر بعملها مفردها.

إن التحديين الرئيسيين اللذين نواجههما فى عالمنا اليوم، هما عدم المساواة وانعدام الأمن

وهما أمران شديدا الارتباط بعضهما ببعض. كما قلت مسبقا هما وجهان لعملة واحدة. فالفقر يرتبط دائما

بافتقار وجود الحكم الرشيد، مما يعنى الفساد، بالإضافة إلى غياب المشاركة السياسية

وغياب سيادة القانون والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.

كل ذلك يمكن أن يؤدى إلى فقدان الأمن والشعور بالظلم والتهميش والتطرف الذى يذكى الحروب الأهلية والحرب بين الدول.

فى مناطق الصراع المتوطنة، يصبح من المغرى جدا للدول السعى للحصول على

أسلحة الدمار الشامل لاعتقادهم أن ذلك من شأنه أن يعزز من أمنهم.

المفارقة الكبرى أن القوة العسكرية أثبتت أنها أقل فاعلية فى مواجهة التحديات العالمية المتداخلة. فى أعقاب الحرب الباردة

برزت الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها القوة العظمى الوحيدة فى العالم. لقد احتفظت بهذه المكانة على مدى عقدين

من الزمان. مع مئات القواعد العسكرية فى أنحاء العالم. الولايات المتحدة الأمريكية تنفق على قوتها العسكرية

أكثر من 14 دولة مجتمعة تالية (فى حجم الإنفاق العسكرى) ومعظمها دول حليفة لها.

إن الأسطول الأمريكى يسيطر على محيطات العالم مع أكثر من 11 من حاملات الطائرات تعمل بالطاقة النووية.

سلاح الجو الأمريكى يسيطر على المجال بلا منازع. على الرغم من ذلك، معظم الحروب التى قادتها

الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا فى أفغانستان والعراق استمرت لسنوات وحققت نجاحا هامشيا فى مواجهة حركات تمرد

صغيرة وضعيفة فى تنظيمها. على الرغم من قوة النيران الهائلة والنفقات المالية المذهلة، ظل النصر المبين بعيد المنال.

ماذا يمكن أن نفهم من ذلك عن قيمة القوة العسكرية المتطورة؟ لقد توصل العالِم السياسى الأمريكى جوزيف ناى لمصطلح

«القوة الناعمة» لوصف المساهمات غير العسكرية التى تجعل من دولة ما دولة مؤثرة وقوية ومحبوبة.

وفقا لناى: «تملك الدولة قوة ناعمة عندما تستثير الإعجاب والاحترام فى باقى أنحاء العالم بثقافتها وقيمها ومؤسساتها.

عندما تستطيع جذب الآخرين للإعجاب بقيمك وأن يرغبوا فى ما ترغب فيه، ليس عليك إذن أن تنفق كثيرا على العصىّ

والجَزَر لدفعهم فى اتجاهك. الإغواء أكثر فاعلية من الإطراء،

وكثير من القيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والفرص الفردية مغرية للغاية».

إن براعة القوة الناعمة فى كونها مصدرا متوفرا جاهزا ليتم تصديرها كأداة تأثير. إن الولايات المتحدة الأمريكية مثل غيرها

من الديمقراطيات الراسخة، لديها مجموعة واسعة من القيم الثقافية التى تحظى بالإعجاب فى أنحاء العالم. حرية التعبير،

وإمكانية الحصول على الفرص، والديناميكية الاقتصادية والاجتماعية، وسيادة القانون، وتقدم العلم والتكنولوجيا.

هذه الصفات هى موضع حسد من المجتمعات المضطهدة والمستنزفة على مستوى العالم. إذا وضعت الدول الغنية

نصف ما لديها من قدرة على الابتكار وما لديها من موارد فى نشر أدوات السلام والتطور هذه،

كما ينفقون الآن على أسلحة الحروب والدمار، سيتم تعزيز الأمن الإنسانى بشكل واضح وسيكون العائد على الاستثمار فوريا.

يجب أن يقترن مع تلك القيم الثقافية أن تكون تلك الشعوب مستعدة للحوار. أنا شعرت بالانزعاج للغاية بسبب التردد الواضح

لبعض القادة لإجراء محادثات مع خصومهم ما لم تلبَّ شروط مسبقة معينة. الحوار هو الأداة الأكثر وضوحا فى حل الصراعات،

وفى كثير من الأحيان، يُنظَر إليه على أنه علامة ضعف أو يتم تأخيره كمكافأة على حسن السلوك، بدلا من أن يكون وسيلة

لتغيير السلوك وتسوية الخلافات. لأكثر من نصف قرن، منع هذا النهج للمواجهة من التقدم نحو السلام الدائم فى الشرق الأوسط

وأماكن أخرى عديدة. لا تزال هناك جهود تعرقل التوصل إلى حل لقضية

البرنامج النووى الإيرانى، وسوف أتحدث باستفاضة عن ذلك الأمر لاحقا.

فى حال كان يستهويكم استبعاد هذا كتفكير بالتمنى من عقل ليبرالى، دعونى أذكّركم ببعض من أبرز رجال الدولة المحافظين

فى زماننا الذين فهموا أن الحديث مع عدوك -وهو بالضبط ما تقوم به الدبلوماسية- ليس إشارة على الضعف.

ريتشارد نيكسون ورونالد ريجان كان يكنان عداء عميقا للشيوعية، لكن هذا لم يمنع نيكسون من السفر إلى الصين لإطلاق محادثات،

أو يمنع ريجان من التفاوض على اتفاقيات قوية للتحكم فى التسلح مع الاتحاد السوفييتى. قاما بذلك ليس كسياسيين

مثاليين رفيعين، لكن كزعيمين واقعيين يسعيان لتحقيق أفضل المصالح لبلدهما -وللعالم كله فى الحقيقة. والتاريخ أثبت أنهما كانا على حق.

الحوار وتصدير «القوة الناعمة» هما الأداتان الأكثر فاعلية حينما يتم ممارستهما بشكل جماعى، من عديد من الدول بعضها مع بعض

من خلال المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ووكالاتها. فى بعض الوسائط، أصبح من المألوف الاستخفاف

بالأمم المتحدة، وهو أمر مؤسف.. نعم، هناك عيوب عديدة لدى الأمم المتحدة ووكالاتها، كما يرزح فى البيروقراطية

عدد من المؤسسات الوطنية والدولية، لكن عدم قدرة الأمم المتحدة على أداء العمل المنوط بها بكفاءة متجذر أساسا

فى عدم رغبة الدول الأعضاء فيها فى تزويدها بالمواد اللازمة والسلطة الكافية، وتحديث كيانات الأمم المتحدة لتكون مجارية للواقع الراهن.

المثال الأكثر وضوحا هو الحاجة إلى إصلاح مجلس الأمن. فمن خلال ميثاقه، تجد أن المجلس ينبغى أن يعمل بشكل منتظم

لمنع نشوب أى صراعات وحلها، وينبغى أن تكون لها القوة الكافية وأن تكون محددة بصورة جيدة لحفظ السلام،

وأن يكون لها القدرة على منع قتل المدنيين الأبرياء، كما هو الحال فى الصرعات الأخيرة فى الكونغو ورواندا ودارفور،

ولكن فى كثير من الأحيان يقف المجلس مشلولا بفضل استخدام حق النقض «الفيتو» من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهرزاد
صاحبة المنتدى

صاحبة المنتدى
شهرزاد


الساعة الآن :
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Ouooo_10
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Jb12915568671

الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة King
عدد المساهمات : 4759
تاريخ التسجيل : 15/09/2012
الموقع : منتديات صحبة دراسيه

الأوسمة
 :
أوسمة( شهر زاد )



الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة   الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة Emptyالسبت نوفمبر 10, 2012 7:36 pm

ولم يفضٍ بنا هذا إلى شىء، وكان هذا واضحا بصورة مؤلمة أكثر مما كانت عليه فى أى وقت مضى

فى مأساة نكتشف أبعادها رويدا رويدا فى سوريا. وكانت المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

تعمل بشكل محموم لرعاية نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين على طول الحدود السورية، ولكن الأمم المتحدة تبدو بصورة شاملة

لا حول لها ولا قوة، فمجلس الأمن يواصل لقاءاته فى محاكاة ساخرة لما يفترض أن يقوم به من وظائف وأدوار،

مدعيا بحجج عديدة فى حين هناك الآلاف من المدنيين السوريين يموتون، بينما ينزح مئات الآلاف أو يتعرضون للهجوم.

ليس من قبيل الصدفة أن الأعضاء الخمسة الدائمين فى مجلس الأمن -الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة-

هى أيضا الدول الخمس المعترفة بحيازتها الأسلحة النووية، فيما عدا الهالة أو المكانة التى تعطيها العضوية فى هذا النادى الحصرى،

أنا لا أعتقد أن هناك من يؤمن تماما أن الأسلحة النووية يمكنها أن تُستخدَم لأغراض مفيدة.

أكثر من 20 عاما على انتهاء الحرب الباردة، وعلى الرغم من خوضنا عدة جولات من التخفيضات فى المخزونات النووية

من قبل الولايات المتحدة وروسيا، لا يزال هناك ما يقدَّر بـ1900 سلاح نووى فى الحياة. ماذا يعنى ذلك؟ أين التهديدات

الأمنية التى يمكن أن نتصورها تبرر لنا الاحتفاظ بكل تلك المخزونات؟ فبموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية

التى دخلت حيز التنفيذ منذ 40 عاما، فوافقت الدول الرئيسية الخمس الحائزة على الأسلحة النووية على العمل

من أجل القضاء التام على تلك الأسلحة، ولكن فى الواقع جميعها يعمل دوما على تحديث ترسانته النووية.

من دون أى خطأ: المدمن لا يمكن أن يتخذ من الوعظ مهنة له، فما دامت تصر القوى الكبرى على أن الأسلحة النووية

هى حجر الزاوية الذى لا غنى لها عنه لأمنها، فلا يمكن أن نُفاجأ عندما نرى دولا أخرى تسعى للحصول عليها.

أخطر تهديد يمكن أن نواجهه هو أن جماعة متطرفة سوف تحصل على تلك الأسلحة أو المواد النووية. الاعتراف

بهذا الخطر هو أحد الأسباب التى تجعل الأنصار السابقين للأسلحة النووية هم من يوجهون نصائح عديدة بضرورة

نزع السلاح النووى الآن. قبل خمس سنوات، فى الولايات المتحدة، وهما وزيرا الخارجية الجمهوريين السابقين للولايات المتحدة،

هنرى كيسنجر وجورج شولتز، شاركا فى كتابة مقال رأى هام جدا فى صحيفة «وول ستريت جورنال»، بالتعاون

مع اثنين من قادة الحزب الديمقراطى البارزين، وزير الدفاع السابق بيل بيرى والسيناتور سام نان، وأشاروا إلى أن الأسلحة النووية

كانت رادعا أساسيا خلال الحرب الباردة، وهذا لم يعد هو الحال، وكتبوا قائلين «الاعتماد على الأسلحة النووية أصبح

أكثر خطورة وفاعليتها تتناقص كثيرا»، وخلص الساسة الأربعة المخضرمون إلى أن السبيل الوحيد لضمان

عدم استخدام الأسلحة النووية -سواء عن قصد أو عن طريق الخطأ أو من خلال عمل غير مصرح به

أو عن طريق إرهابيين- هو القضاء عليها تماما.

لا أتوقع أن نرى عالما خاليا من الأسلحة النووية فى أى وقت قريب، ولكن آمل أن يكون هذا ممكنا خلال الفترة

التى سيعيش فيها أبنائى. سوف تقوم مجموعة من التدابير الطموحة والخلاقة، بما فى ذلك الجهود الرامية إلى إنشاء نظام أ

من عالمى لا يعتمد على الأسلحة النووية، ويكون من الضرورى أنه إذا ما أردنا فى أى وقت مضى

لوقف انتشار الأسلحة النووية أن نتحرك نحو نزع تلك الأسلحة.

اسمحوا لى الآن أن أنتقل إلى الحديث عن الشرق الأوسط. بالنظر إلى تلك المنطقة الآن، فهى بينما تعيش صحوة جارية

حتى الآن، نجد أنه لا يوجد تطور يُذكر فى حل الصراعات المزمنة التى تصيب المنطقة، فاحتمال التوصل إلى حل عادل

ودائم للصراع الفلسطينى الإسرائيلى فى تلك المنطقة التى تقع فى مركز عدم الاستقرار بات غير وارد. فهناك محادثات

سلام ذات مغزى لا تزال جارية، ولكن هناك شعور عميق بانعدام الأمن فى كل مكان، فالجرح أصابه التقيُّح ولم يندمل بعد.

بتذكّر ما قلته فى وقت سابق بشأن الصلة بين عدم الإنصاف وانعدام الأمن ونتائجها التى لا مفر منها، فالشرق الأوسط

يعج بالأسلحة التقليدية، التى استنزفت جانبا ضخما من موارده، التى كان ينبغى أن تُخصَّص للتنمية الاقتصادية والاجتماعية،

فقد استُخدمت الأسلحة الكيميائية فى النزاع الإقليمى، وعلى الأخص خلال الحرب بين إيران والعراق فى الثمانينيات،

كما أن إسرائيل ترفض أيضا أى مناقشة حول ترسانتها النووية وترفض أى طلبات للتوقيع على معاهدة عدم انتشار

الأسلحة النووية على أساس أنها محاطة بجيران معادين؛ لذا فإنه ليس بالمستغرب، فهذه المنطقة بات من سماتها الإحساس

بانعدام الأمن والاستقرار، وهو ما أغرى عددا من دول الشرق الأوسط إلى السعى للحصول على أسلحة الدمار الشامل.

على الرغم من هذا السجل الحافل المثير للقلق، أعتقد أنه من الضرورى ومن الممكن تحقيق تسوية سلمية شاملة

فى الشرق الأوسط.. لماذا؟ لأن البديل عن ذلك هو كارثة شبه مؤكدة، لأنه يمكننا القيام به لأنه سبق ونجح فى مكان آخر،

فحالة انعدام الأمن والعداء وعدم الثقة ليست فريدة من نوعها فى الشرق الأوسط. ويقف فى هذه القاعة الجميلة، ولا يسعنى

أن أذكر كل التقدم الذى أحرزته البرازيل وجيرانها فى المخروط الجنوبى لقارة أمريكا الجنوبية بعد عقود من الاضطرابات وعدم المساواة.

فى وقت مبكر من منتصف السبعينيات، هذه الدول -البرازيل وشيلى والأرجنتين وباراجواى وبوليفيا وأوروجواى-

كانت ترزح تحت القبضة الحديدية للطغاة أو المجالس العسكرية. اليوم أصبحت كلها ديمقراطيات فاعلة. القوتان العظميان

الأرجنتين والبرازيل كانتا على مقربة التورط فى سباق للتسلح النووى فى الربع الأخير من القرن الـ20. غير أنه من خلال

الحوار والدبلوماسية الخلاقة، تمكنتا من توجيه المنافسة بينهما فى اتجاه أكثر إيجابية،

من خلال وضع جميع منشآتهما النووية تحت رقابة مشتركة لكلا البلدين.

انتشار الديمقراطية والتكامل الاقتصادى فى أمريكا اللاتينية هما أيضا من العوامل المهمة، تساعد فى الحفاظ على السلام.

وحسب مقال نُشر فى وقت سابق من هذا الشهر فى مجلة «الإيكونوميست»: «رغم أن أمريكا اللاتينية شهدت فقط نصف معدل

نمو الناتج المحلى الإجمالى للدول الآسيوية الناشئة خلال السنوات العشر الماضية، فإن معدل الفقر تراجع بنسبة 30%.

ويعزى ثُلث هذه التراجع إلى تحسين توزيع الدخل». تم تأكيد بشدة تقديم فرص أفضل للعمال الأقل مهارة،

وبرامج تحسين جودة التعليم، والحوافز للأطفال على البقاء فى المدرسة. وليس من قبيل الصدفة أن المنتدى الاجتماعى العالمى

بدأ هنا فى بورتو أليجرى، وتطور ليصبح أحد أكثر المنتديات ابتكارا على الكوكب

لتلاقى قادة الفكر ولفت الانتباه إلى التحديات الاجتماعية الأكثر إلحاحا فى عصرنا.

كمصرى عايش نشوة ثورة سلمية فى مطلع العام الماضى، وكذلك التقدم البطىء المؤلم منذ ذلك الحين، لدىَّ كلمتان

لشعب البرازيل وأمريكا اللاتينية. «أشكركم». «شكرا لإظهار أن مثل هذا التحول رغم صعوبته أمر ممكن. أنتم تعطوننا الأمل.

بينما ما زالت منطقتكم تواجه تحديات كبرى، لم تعد فيها الحروب بين الدول.

أحيِّى التقدم الذى أحرزتموه، وآمل أن نتمكن من تقليد نموذجكم فى يوم قريب».

مثال آخر على ما يمكن تحقيقه، يتمثل فى الإعلان مؤخرا عن الفائز بجائزة «نوبل للسلام» لعام 2012: الاتحاد الأوروبى.

القارة الأوروبية كان يُعصف بها مما بدا أنه سلسلة لا تنتهى من الحروب حتى وقت متأخر من النصف الثانى من القرن الماضى

. الحرب الباردة التى كان من الممكن أن تتحول إلى هرمجدون (حرب نهاية العالم)

نووية فى أى وقت، انتهت منذ ما يزيد قليلا على 20 عاما.

السلام الذى يتمتع به الأوروبيون الغربيون على مدى عقود لم يحدث صدفة. ولا بسبب أن الأوروبيين أصحاب مهارات خاصة

أو أسمى خلقيا. حدث لأن بعض الساسة الفرنسيين والإنجليز بعيدى النظر روَّعهم الدمار الذى خلفته الحربان العالميتان خلال

جيل واحد، وقرروا منع هذا الجنون من الحدوث مجددا. رافضين أن تثبط عزائمهم الانتكاسات، فقد بنوا بشِقِّ الأنفس مجتمعا جديدا

من الدول التى أصبحت خلال خمسة عقود الاتحاد الأوروبى الذى نعرفه اليوم. اليوم فرنسا وألمانيا وشركاؤهما الأوروبيون

ما زالت لديها اختلافاتها. ولكن الحرب بين الدول أعضاء الاتحاد الأوروبى أصبحت لا مجال للتفكير فيها. كيف فعلوا ذلك؟

فعلوا ذلك خطوة بخطوة؛ بدؤوا صغارا -بمجتمع الصلب والفحم- العمل على الخلافات بروح من الإنصاف والاحترام المتبادل،

والتركيز باستمرار على ما يوحد بينهم لا ما يفرق بينهم. النتيجة دليل حى على أن التكامل الإنسانى

والتضامن الإنسانى أكثر أهمية -وأكثر قوة- من الحدود واللغة والأصل العرقى.

مرة أخرى، هذه الأمثلة تعطينا الأمل. ليس هناك من سبب رئيسى يمنع إمكانية تطبيق شىء مماثل فى الشرق الأوسط فى النهاية.

بيد أن السلام لن يكون دائما، إذا لم تشعر جميع الأطراف أنه عادل ومنصف. ولن يدوم ما لم يكن شاملا وكاملا.

وهذا ينبغى أن يتضمن أمنا واقعيا وتدابير لبناء الثقة مثل فرض حظر على أسلحة الدمار الشامل وقيود على الأسلحة التقليدية.

أولا، أى تسوية تتطلب الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطينى -بما فى ذلك الحق فى أن تكون لهم دولتهم المستقلة-

فضلا عن الاعتراف بحق إسرائيل فى «العيش فى سلام داخل حدود آمنة، ومعترف بها خالية من التهديدات أو أعمال العنف»

على النحو المنصوص عليه فى قرار «242» لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. الطريقة الواقعية الوحيدة للمضى قدما،

فى رأيى، هى العمل فى آن على كل من عملية السلام والإطار الأمنى طويل الأجل، كلاهما ينبغى السعى لتحقيقه بالتوازى.

الشرق الأوسط دليل، إذا كنا بحاجة إلى أى أدلة.. فبناء ترسانات عسكرية ضخمة لا يعزز الأمن؛ ذلك لأن الأمن

ليس بالضرورة يتعلق بعدد الأسلحة أو الجنود الذين تملكهم الدولة؛ إنه يرتبط

بما إذا كانت الدول تؤمن أنها يمكنها العيش معا فى سلام مع جيرانها.

فى الشرق الأوسط اليوم، يعنى هذا إدراك أن خمسة عقود من العداء والصراع لم تؤدِّ بنا إلى شىء. ويعنى

هذا أننا لا بد أن نتطلع إلى الأمام لا إلى الخلف. يعنى هذا استئصال أسلحة الدمار الشامل وتوجيه القدرة الإنتاجية الهائلة

الكامنة فى المنطقة نحو التنمية. وفق كل هذا، يعنى هذا الحوار: أن يجلس العرب والإسرائيليون معًا فى محفل تفاوضى،

أعرف أن هذا سيكون مؤلما وصعبا، لكن إلزام أنفسنا بالبقاء على المسار حتى نتمكن من التوصل،

خطوة خطوة، لاتفاقات واقعية تقوم على العدل والنزاهة والمساواة، لا القوة أو الإجبار.

الهدف النهائى هو بناء سلام شامل ونظام أمنى إقليمى جماعى فعال.

السيدات والسادة..

لقد كان برنامج إيران النووى مسألة دولية مهيمنة على مدار العقد الماضى. غالبا ما يقدم فى وسائل الإعلام الغربية

بدرجة تصل إلى درجة الهزل: ملالى مجانين مصممون على الحصول على قنبلة نووية ليكون بمقدورهم تهديد الغرب وإسرائيل.

بوضوح، فإن الواقع أكثر تعقيدا. يجب أن نبدأ بسؤال أنفسنا: لماذا ربما يَوَدّ أى بلد الحصول على أسلحة نووية، أ

و قدرة نووية عسكرية؟ الإجابة واضحة: الأسلحة النووية يُنظَر إليها على أنها تجلب القوة، والهيبة وسياسة تأمين ضد الاعتداء.

وكما أشرت فى موضع سابق، فإن القوى العالمية العظمى حاليا تقر بهذا بإصرارها على احتفاظها بأسلحتها النووية.

إيران مصممة على أن تحصل على التكنولوجيا النووية، بما فى ذلك تخصيب اليورانيوم.

أعتقد أن هذا مدفوع بالرغبة فى أن يتم الاعتراف بها كقوة إقليمية مهمة.

إيران تشعر أنها ستكون أقل احتمالا لأن تتعرض للاعتداء إذا اعتقدت الدول الأخرى أنها تمتلك القدرة على إنتاج قنبلة نووية.

إذا فكرنا فى الاستجابة الدولية المعاكسة فى حالتين أخريين من الانتشار النووى المشتبه به -هما العراق وكوريا الشمالية-

فليس صعبا أن تتوصل إلى هذا المنطق. الشك بأن صدام حسين كان يعمل على الحصول على أسلحة دمار شامل أسفر عن غزو العراق

والإطاحة بنظامه. وأدى امتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية، على العكس من هذا، لدعوة

إلى الجلوس على مائدة تفاوض. هذا الدرس لم يمر مرور الكرام على دول أخرى.

أنا لا أقول إننى أعتقد أن إيران تعمل على تطوير أسلحة نووية. الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تقل هذا أيضا.

وأنا لا أدافع كذلك عن النظام الحالى فى إيران، الذى انخرط فى خداع دورى حول برنامجه النووى وما زال لا يلتزم الشفافية الكاملة.

أقول فقط إن الحل لمشكلة ما يبدأ بفهم جذورها.

فى حالة إيران، نحن بحاجة إلى فهم كيف يرى هذا البلد العالم: التاريخ الطويل من الاستغلال الخارجى لمواردها،

والدعم الخارجى للأنظمة القمعية ولأعداء إيران. هل من المدهش أن إيران ربما تشعر بأنها تحت تهديد؟ إذا كان يُراد للمفاوضات

أن تكون مؤثرة، فإننا لا بد أن نفهم من أين يأتى الإيرانيون. والأزمات لا يتم حلها بالتهديدات والترهيب،

ولا بالسباب والاتهامات ولا برفض الانخراط فى حوار ذى معنى.

إن مهاجمة إيران ستكون عملا كارثيا. سيُسقِط الشرق الأوسط فى أتون حرب. سيتم تعطيل إمدادات البترول،

وأسعار البترول سترتفع. والمفارقة أن النتيجة فى النهاية أن إيران ستشرع بالتأكيد فى مسار مكثف

لامتلاك أسلحة نووية، مع دعم كامل من شعبها، إن لم يكن من العالم الإسلامى بأكمله.

قضية إيران النووية يمكن حلها من خلال الحوار والمفاوضات. هذا فى الحقيقة، السبيل الوحيد للمضى قدما.

إيران والولايات المتحدة لا بد أن تتحدثا بشكل مباشر لتسوية المظالم وعدم الثقة التى تراكمت على مدار 50 عاما.

لا بد من أن يرسما مسارا جديدا لبناء الثقة والتكيف المتبادَل. المفاوضات ستكون مرهقة بعض الشىء. لكن الحلول الوسط

ستكون مطلوبة من الجانبين. لكن لا يوجد ثمة بديل آخر. تذكّروا أن برنامج إيران النووى هو عنصر واحد فقط من الوضع

المعقد فى الشرق الأوسط، وهو عرَض من عديد من الأمراض الأمنية المزمنة فى المنطقة. لا يمكن النظر إليه أو معاملته

بشكل مؤثر من خلال العزلة. لهذا لا بد أن نسعى لحل شامل، بالعمل على مستويات عدة فى وقت واحد.

وفى النهاية

رغم التحديات الهائلة التى تواجه العالم، أعتقد أن الإنسانية قادرة على التغلب على تحديات لا يمكن تخيلها. التاريخ

به عديد من الدروس التى تعلمنا تسامى البشر فوق الكراهية وعدم الثقة والعمل معا من أجل الصالح المشترك.

ويظل الاستثمار المستدام فى حل الصراع وخلق نظام أمنى عالمى شامل يقوم على المساواة، استثمارا فى أمن الإنسانية

وأمن كل واحد منا. نحن أيضا لا بد أن نتشارك ثروة الكوكب بشكل أكثر مساواة: الفقر أيضا، سلاح دمار شامل.

ونحن لا بد أن نتواصل على اختلاف الثقافات بروح الانفتاح والتسامح. لا بد أن نغير نموذجنا.

قال القديس فرانسيس، «إلهى، هبنى نعمة أن لا أبحث كثيرا عن.. أن أُفهم بقدر ما أفهم».

أعتقد أن الحلول لهذه التحديات المحبطة فى المتناول لو أننا -كمجتمع دولى- اعتقدنا أنها مشكلاتنا جميعا؛

وأننى الحارس لأخى، وأننا جميعا أسرة إنسانية، تتشارك نفس القيم الأساسية ونفس الرغبة فى العيش فى سلام وحرية وكرامة.

ساوباولو 30 اكتوبر 2012



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدكتور محمد البرادعى.. والتغييرات التى لا يمكن تخيلها فى السنوات الخمس القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حل اسئلة الامتحانات السنوات السابقة في النحو للصف الثاني الثانوي برابط 2013
» البرادعى وصباحى وموسى يعلنون اعتصامهم بميدان التحرير
» شرح الوحدات الخمس الأولى كيمياء للصف الثانى الثانوى لغات
» الصلوات الخمس فلاش تعليمي للأطفال على منتديات صحبة دراسه
» قناة النهار: لم نتلق أمرا من الرئاسة بمنع تعليق البرادعى على حوار مرسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صحبة دراسيه :: القسم الإخبارى والثقافى العام :: ملفات وتحليلات-
انتقل الى: