منتديات صحبة دراسيه
زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار 616698752
منتديات صحبة دراسيه
زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار 616698752
منتديات صحبة دراسيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


style=position:
 
الرئيسيةمجلة صحبة دراسيأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهرزاد
صاحبة المنتدى

صاحبة المنتدى
شهرزاد


الساعة الآن :
زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار Ouooo_10
زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار Jb12915568671

زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار King
عدد المساهمات : 4759
تاريخ التسجيل : 15/09/2012
الموقع : منتديات صحبة دراسيه

الأوسمة
 :
أوسمة( شهر زاد )



زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار Empty
مُساهمةموضوع: زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار   زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار Emptyالخميس نوفمبر 22, 2012 4:25 pm

زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أسامه السيد الأزهرى


نحن الآن فى سنة 1919م، وقد انتهت الحرب العالمية الأولى منذ سنة، وخرج العالم محطما، يلملم جراحه،
ولم تحقق بريطانيا وعودها لمصر بالجلاء عنها كما كانت قد تعهدت، وتداعت الأحداث حتى اشتعلت ثورة مصر،
بقيادة سعد زغلول، وسجلت مصر صفحة جديدة من تاريخها، ومضت الأحداث، حتى خرجت بعثة تعليمية من طلاب مصر
وشبابها الطاهر، قاصدة ألمانيا، فأبحرت بعثتهم بالبحر إلى مدينة (أودينى) عاصمة إقليم فريولى، شمال شرق إيطاليا،
والواقعة بين البحر الأدرياتى وجبال الألب، وكانت تلك المدينة على مفترق الاتجاهات الأوروبية،
شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، كما كانت تسمى عاصمة الحرب، لأنها كانت مقر القيادة الإيطالية العليا
فى الحرب العالمية الأولى. المهم أنه قد وصل شباب مصر الطاهر بسلام الله إلى (أودينى)، فوضعوا رحالهم،
إلى أن تم ترتيب المرحلة الثانية من رحلتهم إلى وجهتهم، إلى (برلين)، فاستقلوا القطار من (أودينى) قاصدين (برلين)،
وهم ممتلئون بالبسمات المشرقة، والآمال العريضة، تصحبهم آمال الآباء والأمهات، وآمال الوطن، لكن طاح الأمل،
وتبدد، فقد هوى بهم القطار، ومضوا إلى بارئهم سبحانه، واستيقظت مصر ذات صباح على الكارثة
التى هوت عليها من برلين، حين جاءت الأنباء بموت شبابها الطاهر، فى غربة عن الأهل والوطن،
وذهب بهم القطار فلم يرجع، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وقد تحرك لذلك الشاعر الكبير، والعالم الجليل، اللغوى المفسر،
الأستاذ الشيخ محمد عبدالمطلب، شاعر البادية، والأستاذ فى كلية دار العلوم، وقرين أحمد شوقى وحافظ إبراهيم،
وصاحب القصيدة العلوية، التى عارض بها العمرية المشهورة لحافظ إبراهيم،
فسجل عبدالمطلب تلك الكارثة، ورثى شباب مصر الطاهر، فى قصيدة منها:
لله من أبنائنا نَفَرُ *** طوعا إلى آجالهم نَفَروا
هجروا منازلهم إلى أملٍ *** من أجله طيب الكرى هجروا
من كل أبيض فى شمائله *** رَوْحُ المكارم ذائعٌ عَطِرُ
يا ليل ما لك لا تضىء بمن *** حمل القطار وكلهم قمر
يا هل درت شمس النهار بما *** خبأ الضباب وأضمر القمر
فى صدمة طاح القطار بها *** بشباب مصر وطاحت الحجر
بأبى نفوس فى الدنا زهدت *** فمضت لدار الخلد تبتدرُ
ومر قرن من الزمان تقريبا، حتى جاءت سنة 2012م، فاستيقظت مصر ذات صباح على الكارثة والمأساة،
حيث أطاح القطار بقريب من ستين نفسا طاهرة، بالإضافة للجرحى والمصابين، من أطفال صعيد مصر،
الذين خرجوا ذات صباح وهم ممتلئون بالبسمات المشرقة، والآمال العريضة، تصحبهم آمال الآباء والأمهات،
وآمال الوطن، لكن طاح الأمل، وتبدد، فقد أطاح بهم القطار، ومضوا إلى بارئهم سبحانه، وهم يشكون إلى الله تعالى
الإهمال، والتفريط، وانهيار مرافق بلدهم، الذى يحبونه، وينتظرون منه الرعاية والاحتضان والعطاء.
وفى تقديرى أنها مأساة حفرت فى تاريخ هذا البلد، وصارت من المواجع الشديدة التى لا تُنْسَى،
ونفسى الفداء لكل أب ولكل أم، ابتُلِى بفقد ولده أو أولاده، وذاق مرارة فقد الولد، وما أشدها على النفوس!
وأقول لهم: لقد دخل الحزن إلى بيوتكم، فدخل إلى بيوتنا جميعا، وإلى كل بيت فى مصر، وفى قلوبنا مثل ما
فى قلوبكم من الألم، والجسد المصرى إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،
وقد روى مسلم فى صحيحه من حديث النعمان بن بشير -رضى الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«مثل المؤمنين فى توادِّهم، وتراحمِهِم، وتعاطُفِهِم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»،
وأقول مع آباء الشهداء وأمهاتهم: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا،
وإنا على فراقكم يا أحبابنا لمحزونون»، وأدعو مع آباء المصابين والجرحى أن يسبغ الله تعالى عليهم ثوب الصحة والشفاء،
وأن يبلغهم العافية، وأن يحفظهم بحفظه الجميل، ولهذا الوطن أن يجعل هذه المأساة نقطة فارقة،
تتغير بها طريقة تعامله مع أبنائه، ويُشعر أولاده بأنه معهم، حتى «يسعد النطق إن لم يسعد الحال»
كما قيل قديما، وحتى لا يمضى جيلنا هذا، فيأتى بعد عدة سنوات كاتب آخر يقول:
لقد استيقظنا صباح اليوم على كارثة جديدة، تذكرنا بكارثة سنة 2012م، حيث دهس القطار أبناء مصر،
الذين خرجوا ذات صباح، وهم ممتلئون بالبسمات المشرقة،
والآمال العريضة، تصحبهم آمال الآباء والأمهات، وآمال الوطن.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زُهُورٌ دَهَسَها القِطَار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صحبة دراسيه :: القسم الإخبارى والثقافى العام :: معلومات وموضوعات عامه-
انتقل الى: