خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب:الفرق بين الحب والافتتان من معانى التفرقة بين الحب والافتتان أن الحب يدوم أما الافتتان ينتهى،
ولكننا لن نستطيع الحكم إلا بعد مرور بعض الوقت لنحدد ماهية هذه العلاقة،
هل ظلت إلى الأبد أم انتهت بعد فترة من الزمن؟
أما الطريقة المثلى للتفرقة بين الافتتان والحب هى أن ننظر إلى الافتتان على أنه فقط جانب
حالة الانجذاب فى الحب بدون اعتبار لأهمية جانب حالة الرضا وجانب حالة الفائدة من العلاقة.
فالافتتان فى هذه الحالة يكون الشعور بالانجذاب فقط، ويبقى الافتتان جزءً من الحب وهو الجزء الخاص بالانجذاب،
كما أنه ليس الحب الكامل ولكنه يوفر للإنسان حالة من الحماسة الروحية ويخرج الإنسان
عن سكونه ويجعله يشعر بأنه حى متجدد ودائم الشباب وهو فى حد ذاته شىء رائع.
ومن المؤكد أن الافتتان المتبادل أو الانجذاب والحب ليس من السهل مقابلته خلال مشوار الحياة.
فحينما يجده الإنسان يجب أن يستغل هذه الفرصة الثمينة ولا يضيعها، مع وضعه فى الاعتبار
أن المشاعر وحدها ليست كافية لبناء علاقة حب ناجحة، وعند التفكير فى الزواج والارتباط يجب مراعاة المستقبل
وجانب الرضا والجوانب الجيدة فى العلاقة، لأن الحياة والاحتكاك اليومى
يضع العادات والأخلاق السيئة والملل تحت المجهر، وبالتالى نحتاج لأكثر من مشاعر الانجذاب
كى نحافظ على علاقة الحب ومن ثم على الزواج، وكى نطلق على هذه العلاقة مسمى الحب
يجب أن يصاحب الشعور بالافتتان والانجذاب حال الرضا والسعادة والأشياء الجيدة التى يحصل عليها الطرفان
من هذه العلاقة لأن الحب الكامل يمكن أن نوصفه بأنه هو افتتان مسبب.
فالشخص الذى يعتقد أو يتوقع من المشاعر فقط أن تكون الحل أو المانع لجميع المشاكل فهو يتوقع الكثير،
والشخص الذى يؤمن بهذا كالذى ينفق كل ما يكسب فقط لأن لديه الشعور أن الأمور ستتحول إلى الأفضل
دون الاحتكام إلى العقل وبدون سبب منطقى، فمن يعتقد أن الانجذاب وحده سيؤدى إلى علاقة كاملة جيدة فهو مخطىء تماما،
لأن العلامات الأولى للافتتان لا يجب أن تكون علامة نهاية الحكمة أو ميلادها، فوجود المشاعر الرومانسية
ليست السبب فى المشاكل أو الحل لها، ولكن السبب هو فقدان المناطق المشتركة
للرضا والإحسان أو انعدام القدرة على حل النزاعات التى تسبب عدم الرضا والإيذاء.
و الحل هنا يكمن فى تنمية ومراعاة مناطق الإحسان والرضا فى العلاقة الرومانسية،
والتأكد أن المحب والمحبوب يتلقيا نفس القدر من الإحسان والسعادة والفائدة والرضا الناتج من العلاقة،
أما إذا وجد أحد الطرفين أن العلاقة بها شىء سيىء أو أن الطرف الآخر لا يحسن إليه أو مناسب له،
فبغض النظر عن مدى الافتتان به ومدى قدرته على إسعاده، فإنه ليس من الذكاء أن نطلق على هذه العلاقة
وصف الحب مهما كان الطرف الآخر يكن له من مشاعر الحب أو يحاول إرضائه ولكن فى واقع الأمر يحدث العكس.
ويجب إدراك أنه من الممكن أن ينمو الحب من خلال زيادة الانجذاب والإحسان والسعادة فى العلاقة،
ويختلف كثيرا إذا كانت الزيادة كونها فى الانجذاب أو كونها فى الإحسان والسعادة فى العلاقة،
ومن المؤكد أن الزيادة فى مجال سيصاحبه زيادة فى مجال آخر
فمثلا الزيادة فى السعادة أو الإحسان سيتسبب فى الزيادة فى الانجذاب والعكس صحيح.
فإن الزيادة فى جانب الإحسان والرضا فى العلاقة تنتج عنها مشاعر تستحق أن يطلق عليها مشاعر محبة
وتكون مشاعر حب أكثر منها مشاعر افتتان، أما مشاعر الافتتان تقتصر على حالة الانجذاب
وتزيد أيضا كلما زادت جوانب الإحسان والرضا لينمو ويصبح حب، بالتالى يمكن أن نقول،
إن الافتتان هو وليد المحبة ويجب أن ينمى ويراعى بجوانب الرضا والإحسان حتى يصير حبا كاملا ناتج عنه علاقة مشتركة ناجحة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]