من الإشاعات الحديثة التى يبدو أن الأمة المصرية وبعض جيراننا العرب يريدون تصديقها
أن السيطرة الإخوانية على الجمهوريات «الثائرة» سببها اتفاق مع أمريكا. كأن الشعب المصرى -مثلا- ي
فيض انفتاحا وتنوُّرًا، ويخرج بالملايين يطالب بالدولة العصرية التقدمية، لكن الأمريكيين الأشرار يقفون ضد إرادتنا.
وهذا خداع للنفس لا يستقيم مع ما نراه من سيطرة نمط التفكير الشبيه بتفكير الإخوان والسلفيين على أغلبية الشعب المصرى.
سواء بأميِّيه، نصف الشعب، أو بمتعلميه الذين تعلموا بالتلقين.
وهنا، ينبغى لكى نفكر فى الموضوع بوضوح أن تسألى نفسك عدة أسئلة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ١- هل تعتقدين أن أمريكا «لم تعارض أن يتولى الإخوان الحكم»، أم أنها «جاءت بالإخوان إلى الحكم»؟
الأولى صحيحة والثانية خاطئة تماما. من جاء بالإخوان إلى الحكم هم الناخبون المصريون. والأسباب كثيرة.
أوْلى بكِ أن تبحثى فى حقيقتها وأن تقارنى قوة الإخوان الشعبية بقوة الأحزاب السياسية الأخرى.
هذا إن أردتِ فعلا أن تغيرى هذا الواقع. التشخيص السليم أولى خطوات العلاج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ٢- هل كنت تريدين من الأمريكيين أن يعترضوا على تولى الإخوان الحكم؟ إن قلت نعم فقد اكتشفت المشكلة الحقيقية.
التبعية الكامنة. لقد كنت فى الحقيقة تريدين من الأمريكيين أن ينفذوا لك رغبتك
فى هزيمة الإخوان بالنيابة عنك، وأنت الآن «مقموصة» لأنهم لم يفعلوا ذلك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ٣- لماذا لم يعترض الأمريكيون؟ لأن الإخوان -وهذا طبيعى فى السياسة- تحدثوا مع الأمريكان وغيرهم،
وأرسلوا رسائل طمأنة هنا وهناك. أما العالمانيون الليبراليون فوقعوا فريسة سهلة للدعاية الإخوانجية
ودعاية ابن الأمريكانية ودعاية «اليسار الليمونى» الذى تحالف لاحقا مع الإسلامجية. فصار الليبراليون
يخشون إن تحدثوا إلى القوى الأقرب لهم فى أوروبا وأمريكا، أو حتى إلى الروس أو الخلايجة أو أو أو أن يُتهموا بالتبعية.
حسنٌ، حين تفتقدين إلى الثقة الكافية لكى تتحملى مسؤولية تصرف سياسى عادى ولا مفر منه كهذا،
فلا تتوقعى أن يثق أحد بقدرتك على إدارة بلد والتعامل مع جماهيرها. (فى ملاحظة جانبية:
الاتصالات السياسية مع القوى الخارجية أمر عادى، ما ليس عاديا هو تقديم وعود تضر بمصلحة البلد – علشان الخلط!).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ٤- مَن الذى يروِّج لموضوع مسؤولية أمريكا عن استحواذ الإخوان على السلطة؟ أولًا، الانهزاميون البلداء،
الذين يريدون أن يجلسوا فى أماكنهم وأن يتغير الكون من حولهم تبعا لأمانيهم. وثانيا، لتّاتُو السياسة وعجَّانوها.
وثالثا، الأنظمة الاستبدادية التى تقاوم السقوط، وأذنابها الإعلامية. رابعا، وهذا هو المهم هنا،
من تحالفوا مع الإخوان ضد الثورة بموجب اتفاق عمر سليمان، ثم ضحك عليهم الإخوان وأخذوا الجمل بما حمل.
كبيرهم عمر سليمان لم يتحمل الصدمة. وأصاغرهم وضعوا الأمل فى طنطاوى وعنان والآن يحلمون بالكاكى – هع.
وهذه فئة انتهازية، هى اللى فعلا سلمت البلد للإخوان وطلعت حشدت للتعديلات الدستورية زيهم زى الإخوان تماما
(من فضلك راجعى حوار سعد الكتاتنى مع هناء السمرى وسيد على يوم ٤ فبراير ٢٠١١،
وخصوصا الفقرة عن التعديلات الدستورية، هذا الحوار مفتاح لفهم أمور كثيرة فى الفترة التالية
للتنحى وفهم أهمية التعديلات الدستورية فى الاتفاق الذى تم بين النظام السابق والإخوان).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ٥- لماذا يجب أن تسألى نفسك هذه الأسئلة؟ لكى تفوقى من الغفلة السياسية. بعد أوباما ورومنى سيتنافس على الرئاسة الأمريكية
شخصان بنفس التوجهات تقريبا، وهكذا. أما أنتِ فستظلين فى دائرة مفرغة طوال حياتك فى انتظار أن يرأس الولايات المتحدة
المهدى المنتظر الذى يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن مُلئت جورا وظلما. وهذا -للأسف- لن يحدث.
مهما أخذناك على قدر عقلك وقلنا لك «نغة يا نغة».
إنك تحوّلين الإخوان إلى أسطورة جديدة، بينما ليس الإخوان أكثر من جماعة فاشية ضعيفة الخيال،
جمهورها من أنصاف الموهوبين، وقادتها من عينة العريان والكتاتنى. أما الانتخابات الأمريكية
فنموذج بشرى رائع للحكم فى دولة عالمانية أنشأها شعب أكثر تدينا وعملا وأخلاقا من الشعب المصرى وتجلياته الدينية.
الانتخابات الأمريكية كانت بين باراك حسين أوباما، الرجل الأسود الذى أبوه كينى مسلم،
وبين ميت رومنى المنحدر من أقلية المورمون الدينية. فى كلتا الحالتين ابن أقلية كان سيحكم أقوى دولة فى العالم.
أبرزى هذا أمام جمهورك واجعليه يرى الفرق. إنتى مابتزهقيش من تكرار نفس الكلام من الخمسينيات لدلوقت؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]