نساء علي الطريق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] سهرات.. خمر.. ونساء رقص شرقي في أحد البارات. يسهر بطل قصتنا كعادته كل ليلة.
يتطلع هنا وهناك ويجول ببصره في أنحاء البار الفقير. يتأمل رواده الذين يراهم في كل ليلة.
لم يتغير فيهم أحد. والكل يتمايل ويذوب مع خطوات الراقصة جمالات وجمالات توزع البسمات
علي كل الموجودين لا تفرق بين أحد منهم وبالمعني الصحيح وعلي رأي المثل البلدي الشائع.
"جمالات ليس عندها خيار أو فاقوس" ههههههههههههههههه
وينهي صاحبنا جلسته في هذا البار الحقير ويبدأ رحلة العودة إلي منزله مستقلاً الأتوبيس كعادته كل مساء وجلس ينتظر...
ينتظر ماذا؟؟؟؟؟؟؟ إنه ينتظرها..... ذات الجمال الباهر ذات الرداء الأسود الأنيق التي يراها كل ليلة
تركب الأتوبيس بمفردها وترسم علي وجهها حزناً دفيناً تفضحه عيناها السوداوان كم هي جميلة وهي أنيقة.
لكن لماذا ترتدي هذا الثوب الأسود دائماً؟
لعل أحد أقاربها قد توفي انها في عز شبابها ورونقها بيضاء هادئة.....
زادها الوشاح الأسود الذي تلف به رأسها بهاء وجمالاً ولفت الأنظار رليها جوربها الأسود القيق
الذي بات كأنه يلتف حول قطعة من البنور اللامع وفي تلك الليلة... كان بطلنا يحاول أن يتجاذب معها أطراف الحديث
كم تمني هذا من رآها في الوهلة الأولي وانتظر أن تسنح له الفرصة وحين عاود النظر إليها
وجدها تمسك في يدها كتاباً تتصفحه وكان عنوان الكتاب باللغة الفرنسية.
أوووووووووووووووووه إنها مثقفة أيضاً وتشجع أن يبدأ حديثه معها.
وسألها:
اتجذبك تلك النوعية من الكتب والروايات الفرنسية؟ فنظرت إليه بتفحص بالغ
وردت: نعم إنها تجذبني جداً وتلك القصة موثرة للغاية.
فقال لها:
نعم... لقد قرأتها من قبل وأعرف أحداثها جيداً. انها تتحدث عن إحدي الغانيات اللواتي تُبن عن هذا العمل الرخيص
وأكملن حياتهن بشرف وفضيلة. فتفحصته مرة أخري بعينين زائغتين قد ملأتهما الدموع لقد كانت تبكي
وهي تقرأ تلك القصة وقالت له: إن بطلة هذه القصة امرأة مسكينة قد اضطرتها ظروف الحياة
أن تلجأ إلي هذا الطريق الحرام فضحك من كلامها وقال بسخرية حادة:
مسكينة.... هل تصدقين هذا..؟ بل هي التي جرت نفسها لهذا الطريق الوحل برغبتها
فتضايقت من كلامه بعض الشيء لدرجة جعلته يخجل من النظر عليها مرة أخري.
وقال لنفسه: ولم لا تكون هناك فتيات مظلومات في هذا الطريق لماذا نحكم علي الناس دون دليل؟
وسكت برهة من الوقت وعاد ينظر إلي وجهها الجميل. فوجدها تنظر إليه وفي عينيها نظرة حب ووداد
وقالت له: إنك معذور وغيرك من الرجال وكم من مظلوم في هذه الحياة وهكذا.... وسألها عن سبب ارتدائها للون الأسود
فقالت: لقد كنت متزوجة ومات زوجي بعد أسبوع واحد من الزفاف ياللأسف.. ويا للأسي....
ودق قلبه الحنون لها ومرت الأيام وأصبحا يتقابلان كل ليلة في الأتوبيس يتجاذبان أطراف الحديث وشيئاً فشيئاً..
وجد نفسه يرغب في الزواج منها وفاتحها في الموضوع فلم تمانع لقد تعود عليها وتعودت عليه وتزوجا.
ومرت بهما رحلة الأيام هي هادئة كعادتها لا تتكلم كثيراً وتقضي وقت فراغها في القراءة وهو يذهب إلي عمله كل صباح
ويعود إليها محملاً بكل أصناف الطعام الذي تشتهيه أنفسهما معاً وفي ذات صباح....
وجد في صندوق الخطابات خطاباً باسمها فاندهش كثيراًَ وفتحه وكانت المفاجأة الكبري....
إنه من وزارة الشئون الاجتماعية تشكرها علي تنازلها عن الإعانة الشهرية
التي تصرفها الوزارة للتائبات عن فعل الرذيلة فلم يتمالك نفسه من هول المفاجأة.
تمت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]