وإليك سيدى أقول:
هل تسمح لى قبل أن أقول لك الحل أن أفكر معك قليلا فى شكواك نفسها؟، تقول إن زوجتك
بها الكثير من الصفات الجيدة، ومن أهمها أنها ماهرة وتتحمل مسئولية البيت والأولاد بكفاءة، أليس كذلك؟،
قد أكون مخطئة فى تصورى ولكنى استشفيت من هذه العبارة أن زوجتك هى المسئولة الأولى
وتكاد تكون الوحيدة عن بيتكما وأولادكما، وما أكد اعتقادى هذا قولك بأنك تعمل ليلا ونهارا، سواء فى عملك
المنفصل أو فى شركة أخت زوجتك، والخلاصة أنك غير موجود فى بيتك وبالتالى فى حياة زوجتك وأولادك طوال اليوم...
أليس كذلك؟، ألا يدفع هذا الوضع الزوجة فى كثير من الأحيان - إن لم يكن فى أغلبها- إلى اتخاذ القرارات
والتصرف بمفردها؟ ومن رأسها وحدها؟ ودون أن تستمع لرأى آخر خاصة وإن كان هذا الآخر
غير متواجد وغير متفاعل مع بقية الأسرة؟...أنا لا أدافع عن استئثار زوجتك بالرأى،
ولكنى أحاول أن أفسره لك، فكثيرات هن من فى نفس وضع زوجتك تلك تماما، زوجات وأمهات يجدن أنفسهن
– دائما - متحملات لمسئولية كل شىء وأى شىء، بإرادتهن أو على عكسها، ولكن هذا ما تفرضه عليهن الظروف،
فى حين نجد الزوج مسافرا، أو يعمل طوال الوقت، أو يفضل الانعزال عن المسئوليات والطلبات
والمشاكل والبقاء بعيدا، والنتيجة واحدة، هى أن الأم والأولاد يصبحون فى كفة، بينما يبقى الأب بمفرده
فى الكفة الأخرى، لا يدرى ماذا يحدث ولا يعرف عنهم شيئا حق المعرفة.
لهذا ومع الوقت يبدأ يستشعر الزوج أن لا أحد يأخذ رأيه، ولا أحد يسأله عن شىء،
ولا أحد يعتبر لرغبته أو لعكسها، فالكل اعتاد أنه لا وجود لهذا الأب فى حياتهم، وأن الحياة تسير على ما يرام
بقيادة الأم وحدها كالعادة، فلماذا إذا يضحى الجميع باستقرارهم النفسى،
ويتنازلون عن الوضع المريح الذى اعتادوه من أجل أن يدعوك أن تثبت وجودك بينهم مجددا؟.
وفى المقابل، عند أخت زوجتك نجد العكس، امرأة أصغر منك بكثير، تمر بأزمة نفسية تجعلها ضعيفة
أو غير متزنة لبعض الوقت، ترى فيك الخبير الذى يفهم فى العمل أكثر منها، ويعرف فى الحياة أضعافها،
وتجد فيك الفارس الهمام الذى وقف إلى جانبها، وأخذ بيدها وبيد شركتها، وجعل منها شيئا
من عدم بفضل مجهوده ومهارته وكفاءته...فكيف لا تحترمك؟، بل وتبجلك أيضا؟، وكيف لا تشعر بنفسك معها
أو مع أى امرأة أخرى فى نفس وضعها؟...شتان بين موقف زوجتك وموقف أختها منك يا سيدى، فكل منهما
ترى جانباً مختلفاًً تماماً منك، عن التى تراه الأخرى، وهذا
- فى رأيى المتواضع - ما يبرر إحساسك المختلف تجاه كل منهما.
والآن...ما العمل؟، أنا وأنت نعرف جيدا أن قصتك مع زوجة أختك تلك تسير إلى طريق مسدود لا محالة،
فحتى وإن كانت هى تبادلك نفس الشعور - وربما لا - فأنت لم تذكر شيئا عن موقفها - فلا مجال ولا سبيل
لأن تجتمعا يوما ما، إلا على أنقاض زوجتك وبيتك وأولادك، فلا طريق لزواجك منها إلا بوفاة أختها أو طلاقك لها،
وبما أن المنية بيد الله وحده، إذا لا سبيل أمامك إلا طلاق زوجتك للزواج بأختها، ولك أن تتخيل ما الذى سيفعله قرار كهذا
بزوجتك وأولادك وبيتك بل وبأهل زوجتك أيضا، سيكون الأمر بمثابة الزلزال ولا شك، فأنت لم تحب أخرى
أو تتزوج بامرأة ثانية وحسب...لا بل أحببت وتزوجت أخت زوجتك...يا لها من فاجعة بالنسبة للجميع.
لن أجادلك فى كون ما تشعر به تجاه أخت زوجتك حبا حقيقيا أم لا، فلنفترض أنه كذلك، ولكن لا جدال أيضا
فى أنه حب مستحيل، لا سبيل للعيش به، أو التعايش معه، وأنت تعرف ذلك، وتعرف أنه لا مخرج من هذا المأزق
إلا بالابتعاد عن أخت زوجتك، ونهائيا، ولكنك لا تستطيع، لا تريد، تشفق على نفسك من آلام الفراق، والافتقاد
بعد أن وجدت ضالتك معها، وعثرت على نفسك أخيرا عندها، ولكن أفق يا أخى... لابد لك من أن تأخذ هذه الخطوة،
وتقبل على هذا الألم، قبل أن تستفيق على ألم أفظع وأعظم، ألا وهو ألم فقدانك لأسرتك وأولادك إلى الأبد،
فما تفكر فيه لن يسهل محوه أو تناسيه أو غفرانه إذا عرفت به زوجتك وأبناؤك...
أنقذ نفسك وبسرعة قبل فوات الأوان.
اترك شركة أخت زوجتك فورا، فهى لن تموت وشركتها لن تهدم بدونك، ولكنك أنت من سيموت زواجه
ويهدم بيته بالبقاء معها، وحتى يرتاح ضميرك تجاهها فكر فى شخص آخر تثق به واجعله بدلا منك،
فبهذه الطريقة لن تكون تركتها وحدها تماما، ولن تكون السبب فى أى أذى أو خسارة لها.
وابتعد عنها قدر استطاعتك فى كل الأمور، لا تقابلها، وتعمد ألا تراها إلا فى اجتماع عائلى لو اضطرتك الظروف،
قنن حديثك معها، لا تحادثها منفردا أو بالتليفون،
لا تترك لنفسك أو لها أى مجال للتفكير فى أى شىء يصعب عليك الأمور أكثر.
وفى المقابل اندمج فى بيتك ومع أولادك أكثر، قد لا يكون هذا بالأمر الممتع أو المثير أو الشيق، لكنه بكل تأكيد
سوف يجعلك أقرب منهم، وسيجعلهم يشعرون بك وبأهميتك أكثر فى حياتهم، اعرض على زوجتك تولى بعض المهام
والمسئوليات عنها، أو حتى مشاركتها فيها، حاورها وتحدث معها بشأن ما يضايقك منها، تفاهم معها وحاول بصدق
تقريب المسافات بينكما، فربما تجد عندها ما يجعلك تفهم سبب تصرفاتها تلك تجاهك،
وتتوصلا معا لوضع يريحكما أنتما الاثنان...لا تهرب من بيتك وأولادك (الأصعب إمتاعا) إلى (المتعة السهلة)
التى بلا تعب وبلا مسئوليات وبلا مقابل كما يفعل الكثير من الرجال للأسف.
أنت غير مضطر إلى تغيير مكان عملك وإقامتك، فإن وجدت نفسك قادرا على الابتعاد عن أخت زوجتك
وأنت لا زلت على حالك فخير ونعمة، لكن إن لم تجد هذا ممكنا فلما لا؟، فأنت لديك الفرصة
والقدرة على أن تطوى هذه الصفحة وتبدأ من جديد، لكن لا تفعل ذلك منفردا، حاول أن تأخذ أسرتك معك،
وإلا كان سفرك هذا هربا أكثر منهم، وبعدا أكبر عنهم، وانسحابا نهائيا من حياتهم،
مما سيزيد الجفوة بينك وبينهم أكثر وأكثر فى المستقبل.
نحن كبشر نعرف بفطرتنا أين الصواب وأين الخطأ، ونعرف بحدسنا أين الحل وأين الخلاص، ولكننا للأسف لا نمتلك دائما القوة الكافية لفعل ذلك، لهذا أتمنى أن تتمالك نفسك، وأن تكون بالقوة التى تخرجك من هذا الطريق المسدود.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]