وإليكى (م) أقول:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أحيانا كثيرة.. عندما نوضع فى موقف ما لا نرغبه، ولم نكن نتوقعه، ولا نجد له حلا، نرفض رؤية الحقيةه،
التى تكون دائما واضحة مثل الشمس، لا يمكن إنكارها، ويمكن لكل صاحب عقل وقلب أن يراها،
وهى أن هذا الوضع الذى نحن فيه لن يتغير بمفرده، ولن يحل من تلقاء نفسه، نظل ننتظر العصا السحرية
التى ستغير حياتنا إلى الأفضل، ونظل نعتقد فى أننا سنستيقظ يوما ما لنجد أن كل شىء
أصبح على ما يرام.. هكذا، وحده، وفجأة، لنكمل حياتنا سعداء مطمئنين، وكأن شيئا لم يكن..
أنت كذلك يا عزيزتى، ترفضين رؤية الحقيقة، وهى أن زوجك لن يتغير، ولن يأتى اليوم الذى
سيقوم فيه بدوره، هكذا من تلقاء نفسه، دون ضغط أو فرض أو عناء، الرجل (الطبيعى)
لا يستمتع بالركون إلى الراحة بينما تعمل وتشقى زوجته، حتى وإن تعارض الواقع مع طموحه
وأحلامه وإمكانياته، تجدينه يسعى ويحاول ويكافح، ويبدأ من أى مكان حتى يصل يوما ما
إلى حيث يريد، إن لم يكن ذلك بدافع المسئولية والرجولة،
سيكون بدافع إثبات نفسه وتحقيق ذاته على الأقل.
الرجل (الحق) يتحمل ويتحامل على نفسه حتى لا تتعب زوجته (حرمه)، وحتى لا يحتاج ذويه،
ينتهز أى فرصة، بل وحتى أن لم تكن هناك فرصه يخلقها هو، حتى يثبت أنه (رجل)
وأنه جدير بهذه الصفة، وأنه قادر على التكفل بمن يعول.. هذا هو الرجل،
الذى لا يستحل مال زوجته أو يتنعم بالراحة على حسابها، مهما كانت الظروف والأسباب.
أما عن زوجك.. فى البداية كان يعمل فى مكان لا يعجبه ولا يرضى طموحه، ومع ذلك لم يحاول تغييره،
ثم جاءت ظروف سفرك والتى قد تكون بمثابة فرصة يحلم بها الكثير من الشباب مثله،
حتى يبدأ فى مكان أفضل ويبحث لنفسه عن عمل يرضى أحلامه ويحقق طموحه، ولكنه لم يفعل،
رأى فى سفرك فرصة من نوع آخر، وهى أن يأخذ مرتباً - الذى هو نصف راتبك -
وهو جالس مستريح فى البيت، يتابع شاشات التليفزيون والنت كربات البيوت !!.
ثم وبعد أن اكتشف انك لن ترضى بهذا الوضع بسهولة، وبدلا من أن يقرر أن يبدأ فى القيام هو
بدوره الطبيعى فى حياتكما، فكر فى كذبة جديدة، وحجة جديدة، وهى أنه لا يجد نفسه (فى الغربة)،
وأنه يريد أن يبدأ عمله الخاص فى مصر، ألم يكن فى مصر من قبل وقال نفس الكلام؟،
ألم تكن لديه الفرصة هناك حتى قبل أن يراكى كى يبدأ هناك ويحقق نفسه، كما يريد؟، ما الذى منعه؟
كيف تصدقيه يا سيدتى؟ كيف تنطلى عليك هذه الحيلة الجديدة؟.. من يريد أن يفعل شيئا يفعله،
فى أى مكان وتحت أى ظروف، حتى وأن طال الأمد ولكنه يسعى ويحاول، يفشل تارة وينجح تارة،
حتى يوفقه الله إلى مراده.. لا يضع يده فى المياه الباردة،
ويبحث فى كل فرصه عن عيب أو حجة حتى لا يتحرك، ويقوم غيره عنه بدوره!!.
قد أقبل بأن تتكفل المرأة بجزء من نفقات بيتها وأولادها ومعيشتها، نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية
فى بلادنا، وقد أتفهم أن تقوم هى بكل الحمل أحيانا لفترة ما، إذا كان هناك أزمة أو ظرف طارئ،
كمرض زوجها، أو فقدانه المفاجئ لعمله، لكنى لا يمكن أن أقبل أن يكون هو بكامل صحته وعافيته
وطاقته، وأمامه بدلا من الفرصة فرصتان وثلاثة، ومع ذلك يبقى مستريحا
متنعما بدفء الأريكة، راضيا لزوجته الشقاء خارج البيت وداخله...لماذا؟، أى رجل هذا؟!!.
ثم عن أى (العهود) يتكلم؟، وعن أى (مؤمنون) يجرؤ أن يتحدث؟، ألم يجعل الله الزواج (عهدا)
وميثاقا غليظا، يلتزم فيه الزوج (الرجل) بالإنفاق على أهله، والتكفل بزوجته وأولاده؟،
ومن أجل ذلك كانت له (القوامة) على الزوجة؟، أليس هذا عهدا؟، أليس هذا شرعا؟،
أليس هذا حقا أحق أن ينفذ ويتبع؟، لن أشكك فى قولك بأن زوجك (ملتزم)، فربما يكون يحافظ على
صلاته وصيامه وعباداته، ربما يكون ملتزما بفروضه مع الله، لكن أين هو من التزامه بحقوق الناس؟،
أين هو من التزامه بحقوق أهل بيته؟، ألم يقل رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة
وأزكى السلام ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)؟.. أين هو من كل ذلك؟.
سامحينى يا عزيزتى لو كنت أتحدث عنه بقسوة، فأنا لا أقصده هو بعينه،
ولكنى أتحدث عن أى شخص يعيش بنفس الطريقة،
ويرضى لنفسه نفس المكان.. أين ذهب الرجال؟؟؟؟.
عودة إلى مشكلتك أنت، تأكدى تماما من أنه لا يعنى شيئا مما يقول، وأنه لن يختار أن يعمل
وأن يتعب هو إلا مرغما أو مضطرا، فالتجربة خير دليل، وكفاكى تجارب فى نفسك وفى ابنك،
لا تتركى عملك سعيا خلف السراب، سوف تخسرين كل شىء إذا قررتى التخلى عن ظروف مستقرة
ومضمونة، والعودة إلى مصر حيث لا شىء مضمون إطلاقا، لا عمل لك، ولا عمل له،
ولا أى مصدر دخل ثابت، خاصة فى ظل الظروف الحالية،
ستخسرين أنت مورد رزقك، فى حين أنه هو لن يتغير ولن يفعل شيئا.
الحل هو انك تتوقفين عن منحة نصف مرتبك فورا، وليفعل ما يفعل، صارحيه بمنتهى الحسم
أنك سئمتى هذا الوضع، ولن ترضى به بعد الآن، وأنه عليه أن يبحث عن عمل كأى رجل،
أى عمل، حتى وإن كان بسيطا، ولكنه يجب أن ينفق على بيته وعلى ابنه، حتى وأن تشاركتما الإنفاق،
لكنه يجب أن يكد ليكون سبباً فى جلب الرزق لهذا البيت، وأن رفض أو ثار أو افتعل المشاكل
هدديه بأنك ستخبرين أهلك وأهله بكل شىء، وأن استمر فى تخاذله وتكاسله أخبريهم بالفعل،
فلم يعد لديكى شيئا تخسريه، الحياة بهذه الطريقة لن تستقيم،
ولابد من (وقفة) لوضع النقاط على الحروف.
اثبتى على رأيك، ودافعى عن حقك وحق ابنك بإصرار، وصعدى الموضوع إذا لزم الأمر،
فهذا هو الطريق الوحيد _ بكل أسف_ حتى ينتبه ويتذكر
ويشعر أنه ما زال رجلاً، له ما له وعليه ما عليه فى هذه الحياة.
أما إذا رأيتى أن تنفيذ هذا صعب، وأنك ستخافين من تطور الأمور، وأن مجرد بقائه فى حياتك
أهم من راحتك وصحتك وسلامتك النفسية، وأهم من نمو ابنك بشكل سوى وسليم..
فأنصحك بالبقاء كما أنت، ارضى بوضعك الحالى، وتأقلمى وتكيفى بأى شكل كان، كثيرات هن
من يعشن حياتهن بهذه الطريقة، يتجرعن الألم والمرارة والهم، لكنهن لا يقوين على أخذ أى فعل لتغيير حالهن..
لك مطلق الحرية فى الاختيار، أنا لا أرغمك على فعل شىء، ولكنى أرى من الأمانة أن أخبرك بأن صمتك
لن يغير شيئا، وأن شخصا مثل زوجك لن يشعر من تلقاء نفسه،
فكما يقول المثل المصرى ( هى الحداية بتحدف كتاكيت؟!!).
لاشك أن زوجك استغل ظروفك _ ولو جزئيا_ حتى ينتفع هو بكل مقومات الزيجة المريحة،
تزوج بدون أى أعباء، لا شقة، لا شبكة، لا مهر، ولا حتى وظيفة مستقرة،
لا شىء مما يتعب من أجله الآخرون فى الظروف العادية، وقد يكون اعتبر كل هذا مقابلا منطقيا
لقبوله بالزواج منك بظروفك الـ(غير طبيعية)، لكن كل هذا لا يدفعه إلى ما هو فيه من تخاذل،
وتكاسل، واستحلال لتعبك ومالك، فهو شخص غير سوى من البداية بكل تأكيد، فزواجه منك
ليس ذنبا مطلوب منك أن تكفريه ما بقى لك من عمر، بأن تدفعى له المقابل من تعبك وصحتك وعمرك،
هو قدم تنازلات عندما رضى بالزواج منك، وأنت أيضا قدمتى تنازلات فى المقابل، وبدأتما الحياة،
فلا مبرر أبدا لأن تظلى تقدمين فى تنازلات و(استرضاءات) طوال الوقت، ثمنا لـ(تكرمه)
بالبقاء معك... أفيقى، انظرى إلى الواقع كما هو، وأدركيه،
واعلمى أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.