فلا يمكننا أن ننكر أن الحب والسعادة ليس لهما معايير أو مقاييس موحدة،
وأنه أحيانا ما ينجح الخروج عن كل ما هو معتاد ومعروف، والأمثلة موجودة،
بيننا كأفراد عاديين فى المجتمع، وحتى فى عالم المشاهير والناس غير العاديين أيضا.
وأنت لخصتِ كل ما كنت سوف أوصيكِ به، بأن تكونى على ثقة تامة بأنك تريدين هذا الشخص،
وعلى يقين لا يهتز بأنه هو الشخص المناسب حقا لك، لأن القرار جرئ وغير معتاد،
مما قد يجعل صاحبه يتزعزع عن موقفه إذا ما قوبل برفض الآخرين،
إذا لم يكن الشخص نفسه حاسما لأمره بشكل لا رجعة فيه.
ولكن.. بما أنك طلبتى رأيى، فالأمانة تستوجب أن ألفت انتباهك إلى بعض النقاط
التى ربما تكونى أغفلتيها، أو تغافلت عنها فى خضم فرحتك، وهى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1) قلتِ إن الفرق بينك وبينه 20 سنة وفقط، لكن هل انتبهتى أنه بذلك يكون فى ضعف عمرك تقريبا؟،
فعشرين سنة ليس بالقليل فى حد ذاته، ولكنه ليس هكذا فحسب، بل إنه يعادل
ضعف عمرك يا حبيبتى.. هل تدركين معنى ذلك؟، هذا يعنى أن هذا الرجل عاش حياة كاملة
أخرى بالإضافة إلى حياتك، مما يعنى فرق كبير فى الخبرات والتجارب والمعاملات
والآثار النفسية لكل ذلك، هل أنت متأكدة من أن كل هذا لا يخلق هوة فكرية بينك وبينه؟
هل لا تشعرين بأن بينكما الفروق التى تميز جيلا عن جيل آخر؟، هل لن تجدى نفسك
تفتقدين إلى عقلية وحركات وتصرفات من هو فى مثل جيلك وأنت معه؟
وهل لن يجد نفسه (يستصغرك) أو بمعنى أدق (يستعيلك) إذا تصرفتى مثل أى فتاة فى سنك؟
2) هو يكبرك بعشرين عاما صحيح، لكنه لازال شابا فى منتصف الأربعينيات،
لذا قد لا تشعرين بالفارق الآن، لكن الأمر لن يدوم هكذا طويلا، فكرى فى الوضع
بعد 10 إلى 15 سنة من الآن، عندما تكونين أنت فى ريعان شبابك، فى الثلاثينيات،
بينما هو بدأ يخطو خطواته نحو الستين من عمره،
كيف سيكون الفرق؟ صحيا وجسديا ونفسيا؟ هل فكرتى فى ذلك؟
3) من المؤكد أنك لم تغفلى أنه أب، وبالتالى فهو سيظل مسئولا عن بناته مدى الحياة،
وهذا أمر طبيعى، لكنه قد لا يكون طبيعيا أو سهلا بالنسبة لطليقته، التى وصفتيها
بأنها غير سوية، وأنها أذاقته من العذاب ألوانا، ماذا ستفعل هذه السيدة عندما تعرف
أن طليقها قد تزوج؟ وبمن؟ بشابة صغيرة؟ هل تعتقدين أنها ستتركه يهنأ بحياته
معك هكذا ببساطة؟ ضعى فى اعتبارك أنه من المحتمل جدا أن تعيشى بعض المشاكل
والمناوشات والمناورات، والتى قد تطول أو تقصر، الشىء الذى كنتى
ستكونين فى منأى عنه إذا تزوجتى بمن لم يسبق له الزواج.
4) بديهى أنك ستريدين أن تصبحى أما، لكن هل سيريد هو أن يكون أبا؟ فى مثل هذا السن،
وفى مثل ظروفه تلك؟ أم أنه سيكتفى ببناته وقضى الأمر؟،
فكرتى فى ذلك؟ تكلمتى معه بخصوصه؟
مرة أخرى، لا توجد إجابات نموذجية، أو ردود صحيحة وأخرى خاطئة عن كل تلك الأسئلة،
كل ما أريده منك أن تفكرى، وأن تسألى نفسك، وإذا كانت إجاباتك مريحة ومطمئنة
بالنسبة لك، فهذا هو كل المطلوب، إذا شعرتِ بأنك تدركين كل تلك الأمور،
ومع ذلك تشعرين بأنك لازلت رابحة وسعيدة وراضية،
فلا عليك بما سيقوله الآخرون ولا بآرائهم، من الآن فصاعدا.
من المؤكد أنه لم يفوتك أن تستخيرى قبل هذه الخطوة الحاسمة فى حياتك،
فإذا كنتى فعلتِ، وفكرتِ وأخذتِ بالأسباب، ووجدتى أن الأمور تسير على ما يرام،
فلا يسعنى إلا أن أقو ل لك غير (ربنا يسعدك).