الحب فى زمن الأزمة المالية!

أوقات عصيبة تلك التى عاشها المهندس شريف كمال الدين (قاتل النزهة) بعدما أفاق من صدمته..

بكت الجدة.. ابنتها وأحفادها.. الإخوة كان ذهولهم عظيما.. الجيران والأصدقاء..

كل من قرأ خبر مذبحة البورصة.. لم يصدق!

ثلاثة أرواح ذهبوا بلا جريمة ارتكبوها أو إثم فعلوه.. ذنبهم الوحيد أنهم كانوا أفراداً فى عائلة المهندس شريف كمال الدين.

الجميع وصف الجريمة بالبشعة.. وأن القاتل يستحق أن يعدم وتمثل بجثته.. الحقيقة لم أصدق أنه رجل بلا قلب..

وأيضا لم أصدق أنه شخص مجنون.. بل تمنيت كغيرى أن يتم إعدامه أو أنه كان قد انتحر واستراح ليس نقمة عليه، لكن رحمة به..

تصورت للحظات أننى أكتب سيناريو فيلم يحمل نفس المضمون، فإذا بى أجد نفسى أتخيل البطل (القاتل) يعشق أسرته..

زوجته وابنته وابنه لحد الجنون.. يتفانى فى توفير كل ما يطلبوه قبل أن يخطر حتى على بالهم..

لم يتخيل يوما أن يقف مكتوف الأيدى إذا ما طلب ابنه الوحيد أن يوفر له مصاريف الزواج..

أو يتأخر فى تغيير نوع السيارة لابنته الوحيدة.. أو يأتى عليه اليوم الذى يطلب من زوجته التخلى عن الشغالة التى تخدمها،

لأنه لن يستطيع دفع راتبها منذ الآن.. هكذا تخيل حاله وهو يضطر لبيع شقته التمليك الكبيرة

فى أرقى أحياء القاهرة لينتقل إلى شقة أقل، وغالبا ما تكون إيجار ليتمكن من تسديد ديونه التى خلفتها البورصة..

كان السيناريو سينتهى نهاية أخرى، فقد قرر أن يقتل نفسه عقابا لخسارته كل شىء..

لكنه فكر للحظات أنه سينجو بنفسه تاركا وراءه تركه من الديون لن يستطيع أحد لا زوجته ولا أبناؤه التصرف فيها..

اختار بمنطق يا نموت سوا يا نعيش سوا.. هكذا فكر ودبر ونفذ خلال ساعات قليلة..

ارتعشت يديه بكى وهو ينفذ جريمته.. رق قلبه وهو يرى الدم يغرق كل شىء..

حلاوة الروح التى لمسها فى آخر نفس من أنفاس عائلته، وأخيراً حاول الانتحار لكنه نجا.. ليته لم يَنجُ..

لم يصدق عينيه أنه مازال فى جسده نبض ينبض بالحياة.. صرخ.. وولول.. انتحب.. أبى أن تستمر حياته بعدهم..

طالب لنفسه ولأسرته بالقصاص من القاتل.. لابد أن يلقاهم.. لن يعيش بدونهم.. أيام تفصله عن تنفيذ حكم الإعدام

بعد إحالة أوراقه إلى المفتى.. لم يفكر إلا فى الموت.. رفض جسده أن تستمر حياته بدون من أحب..

هم كانوا أغلى ما عنده فى الدنيا.. اختار أن يفقدهم، لكنهم أبداً لن يكونوا بمفردهم.. هكذا تصور أنه اختار الطريق الصحيح..

رغم أنانيه قراره.. إلا أننا لا نختلف أنه أحب أسرته لدرجة الجنون..

ووصل إلى مرحله توقف عقله عن استيعاب ما حدث..

ربما يكون هذا هو الحب؟ فى زمن الأزمة المالية.. ربما..



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]