وجداني ويقول . نسيت أن أشكرك لإنقاذي . هذه الوردة ستشكرك بدلا
عني . واختفت كنسمات البحر في لحظة . لم أعلم كم زمن وقوفي هذا ؟
أنظر للوردة . أتشمم فيها عطر ملاكي الفواح . هل هذا معقول ؟ هل
أحببت بائعة الورد . أسمع بعض القراء يتضاحكون علي . فلنجتمع .
ولنعقد جلسة ... هيا .
ولا يتغيب منكم أحداً . أسمع منكم واحد يسأل : كيف وأنت مدرس
ومتزوج وعندك أولاد تحب مرة أخرى ؟ ومن !! ... بائعة الورد ؟
وجهت كلامي إلى الجمع ( نقطة نظام يا أخواني ) فأنا رجل ديمقراطي .
وسأجيب على سؤال هذا القارئ : أنى أبحث عن سلمى . وسلمى هنا
ليست شخص . سلمى هي معنى للحب . فالأم ترعى أولادها بدافع سلمى
(أقصد الحب ) . الناس تعيش بسلمى . ضاعت مني في أحد الأيام .
ووجدتها . فهل يرضيكم أن أحرم منها مرة أخرى ؟ أني أحتاج
لـ ( سلمى ) . هل تريدون أحكم على نفسي بالموت .
باللاحب . بجفاف القلب ؟
أخواني أسمع في القاعة ضوضاء .
فلنقترع ونأخذ بغالبية الأصوات . من منكم يستطيع العيش بدون سلمى
فليرفع يده .... ( منافقة ) أقصد موافقة . فأنتم يا أعضاء الحزب
(الحاكم ) في واد ونحن في وادي . تعودتم مجرد رفع الأيدي . وأنا
سأعلنها ( قرار من المجلس سيد قراره ) سأذهب وألبي نداء القلب .
ومن منكم يريد أن يشهد عرس الحب فليتبعني . أنه الشارع الذي تقف
فيه سلمى ( أقصد بائعة الورد ) لكن ما هذا الجمع . أكثر من ألف .
أسمع رجل يقول أنها بائعة الورد . قلت لنفسي : هل كل هؤلاء الناس
يريدون سلمى . اخترقت الجمع . جثة مسجاة على الأرض . مغطاة
حتى الرأس . ورأيت وردة بجانبها . وردة بيضاء مخضبة بالدم .
بكيت بصوت عالي . قال الضابط لي : هل تعرفها ؟ أكشف عن وجهها وأجبنى؟
مدت يدي وأنا أتمنى ألا تكون . وبكيت . تساقطت دموعي على خديها .
قال لي : تعرفت عليها ؟
قلت : أنها سلمى قد ( ماتت مرة أخرى )
قال الضابط : يظهر أنه مجنون و من هنا أخرجوه .
لم أعد للمنزل . فأنا قررت أن أهدي للناس الحب . حتى تنعم سلمى في
الجنة . أحضرت الورد . في نفس مكانها ووقفت . أهدي للناس الورد .
خبر عاجل
وافانا مراسلنا من أم الدنيا بالخبر التالي . بعد السيطرة على وباء أنفلونزا الطيور ظهر مرض غامض تسبب في موت أكثر من
( 2017 ) شاب خلال شهرين تحت عجلات السيارات والغريب أن هذا العدد في شارع واحد وهو شارع ( 45 ) يوليو وقد كان كل منهم يحمل سلة مملوءة بالورود وقد بدأت الحالات المشتبه بأنها حالات إنتحار مباشرة من بعد موت بائعة للورد في نفس الشارع وقد أقيمت غرفة عمليات مشكلة من جميع الوزارات لمعرفة سبب هذه الظاهرة وقد تردد اسم ( سلمى ) فى التحقيقات وعلى ما يبدو أنها اسم لمنظمة إرهابية تتبع إحدى الدول الأجنبية .