مقرر الفصل الثاني من البلاغة
الاستعارة:
- "هي تشبيه حذف أحد طرفيه مع وجود القرينة على إرادة غير المعنى الأصلي؛ فإن كان المشبه هو المحذوف كانت الاستعارة تصريحية، وإن حذف المشبه به كانت الاستعارة مكنية".
أولا: الاستعارة التصريحية:
-"هو أن يصرح بالمشبه به ويُحذف المشبه".
أمثلة:
- رأيتُ أسدًا على سَرِيرِ مُلْكِه.
- فلمْ أرَ قَبْلِي مَن مشَى البَحْرُ نَحْوَهُ***ولَا رَجُلًا قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ.
- إذا لمَعَ البَرْقُ في كَفِّهِ***أفاضَ على الوجهِ ماءَ النَّعِيمْ
لهُ راحَةٌ سَيْرُهَا رَاحَةٌ***تـَمُـرُّ على الوجهِ مَـرَّ الـنَّسِـيمْ.
إذا نظرنا إلى المثال الأول رأينا أن المتكلم لم يقصد أنه رأى أسدا على الحقيقة، والقرينة المانعة من إرادة ذلك (على سرير ملكه).
وإنما شبه ممدوحه الملك أو القائد بالأسد ثم تناسى التشبيه الواقع في داخلة نفسه حتى وصل إلى ادعاء أن المشبه به هو المشبه عينه مبالغة في التصوير والتشبيه.
الخلاصة:
أن المتكلم قد حذف المشبه (الممدوح) وصرح بالمشبه به(الأسد)- شبه ممدوحه بالأسد- لعلاقة المشابهة بينهما في السيادة والشجاعة والقوة وعدم الخوف
بقرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي (على سرير ملكه)
وكذلك في المثالين الثاني والثالث.
ثانيا: الاستعارة المكنية أو الاستعارة بالكناية:
-"هو أن يُحذف المشبه به ويُرمز له بشيء من لوازمه، ويلصق هذا الشيء ويُدَّعى إلى المشبه".
- ولمَّا قَلَّتِ الإبلُ امْتَطَيْنا***إلى ابْنِ أبي سُليْمانَ الخُطُوبَا.(امتطينا:ركبنا،الخطوب:الأمور العظيمة والأحداث الجسيمة)
- جُمِعَ الحَقُّ لنا فِي إمامٍ***قتلَ البُخلَ وأحيا السَّماحَا.(السماح:الكرم والجود)
- المَجْدُ عُوفِيَ إذ عُوفِيتَ والكَرَمُ***وزالَ عنكَ إلى أعْدائِكَ الأَلَمُ.
إذا نظرت إلى المثال الأول رأيت الشاعر يقول(امتطينا إلى ابن أبي سليمان الخطوبا)
وهل تُمتطى الخطوب؟!!!إنما تمتطى الخيل، تمتطى الإبل، لكنّ الخطوب لا تمتطى
إذن شبه الخطوب بحيوان سريع يُركَب، فحذف المشبه به وهو الحيوان السريع ورمز له بشيء من لوازمه وهو الامتطاء والركوب وأبقى المشبه وهو الخطوب من باب ادعاء أن المشبه هو المشبه به عينه حتى إن لوازم المشبه به وصفاته وخصائصه قد ألحقت بالمشبه، ولهذا كانت الاستعارة المكنية أعظم أثرا وأزكى نتيجة وأجمل وأروع من التصريحية؛ وذلك أنك تدعي في الاستعارتين:
1)تشابه وعلاقة بين المشبه والمشبه به.
2)ادعاء أن المشبه والمشبه به متحدان فهما شيء واحد لا شيئان.
وتزيد في الاستعارة المكنية عملية ثالثة:"هي تخيل اتصاف المشبه بما هو من خصائص المشبه به".
تقول: "عين القدر ترعاكم" فقد رأيت أولا مشابهة بين القدر والأم الحانية.
ثانيا: ادعيت أن القدر والأم الحانية شيء واحد لا شيئان وأنهما متحدان.
ثالثا: وصفت المشبه(القدر) بما هو من خصائص المشبه به(الأم الحانية) وهو (العين).
وكذلك في المثال الثاني والثالث.
فائدة:
1)يرجع سر جمال الاستعارة إلى:
أ)أن تكون معبرة عن شعور الأديب وانفعاله.
ب)أن تكون ملائمة لفكرة الموضوع، ومتناسقة مع صوره.
ج)أن تكون الصورة جميلة جديدة مبتكرة.
د)تقوية المعنى؛ بإظهار المعنوي في صورة الحسي(التجسيم)، أو الجماد وغير العاقل في صورة العاقل(التشخيص)، أو غير ذلك(التوضيح).
2) قد يتطرف الأديب في استعارته حتى تصير غامضة مبهمة لا وصول إليها إلا بعد كد الذهن وأنت إذا ما وصلت إلى المعنى رأيته غفلا لا يتحمل كل هذا العناء، وهذا ليس من الجمال في شيء.
تدريب:
أ)بيّن لمَ كانت الكلمات المرسوم تحتها خط استعارات تصريحية:
1)قال تعالى :"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلِمَاتِ إِلَى النُّورِ".
2)فلمْ أرَ قَبْلِي مَن مشى البحرُ نحوه***ولا رجلًا قامتْ تُعانِقهُ الأُسْدُ.
3)وأقبلَ يمشِي في البِسَاطِ فمَا دَرَى***إلى البَحْرِ يسعَى أمْ إلَى البدْرِ يرتقِي.
4)قال تعالى:"فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا".
5)رمتْنِي بسَهْمٍ رِيشُهُ الكُحْلُ لمْ يُضِرْ***ظواهِرَ جِلدِي وَهْوَ للقلبِ جارِحُ.
6)فلمْ أرَ بدرًا ضاحكًا قبلَ وجهِهَا***ولمْ ترَ قبْلِي مَيّتًا يتكلمُ.
7)قال تعالى:"أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ". (للفائقين).
ب)بيّن لمَ كانت الكلمات المرسوم تحتها خط استعارات مكنية:
1)"إني لأرى رؤوسًا قد أيَنَعَتْ وحان قِطافُها".(أينع:نضج)
2)"فلان يرمي بطرْفه حيث أشار الكرم".(الطرف:العين)
3)قال تعالى:"قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبَا".
4)وإذا العنايةُ لاحظتْكَ عُيُونُهَا***نَمْ فالمَخَاوِفُ كُلّهُنَّ أمانُ.
5)مَواطِنُ لمْ يَسْحَبْ بها الغَيُّ ذيْلهُ***وكمْ لِلْعَوالِي بيْنَهَا مِن مَسَاحِبِ.(الغي:الضلال)
6)وإذا المَنِيّةُ أنشبَتْ أظفارَهَا***ألفيْتَ كُلَّ تميمةٍ لا تنفعُ.(المنية:الموت،التميمة:ما يعلق في العنق لدفع العين،وقد حرمها رسول الله إنما يدفع العين الله لا التمائم وأعمال الشياطين)
7)عضَّنا الدَّهْرُ بنابِهْ***ليتَ مَا حَلَّ بِنَا بِه.
ج)عين التصريحية والمكنية من الاستعارات التي تحتها خط مع بيان السبب:
1)لا تعْجَبِي يا سَلمُ مِن رَجُلٍ***ضَحِكَ المَشِيبُ برأسَهِ فبكَى.
2)"إنه سَمِينُ المال، مَهْزُولُ المعروف".
3)فمَا قاتلتْ عنهُ المَنايَا جُنودُهُ***ولا دافعتْ أملاكُهُ وذخَائِرُهْ.(المنايا:م/المنية:الموت)
4)أتتْهُ الخلافةُ مُنقـادةً***إلـيـْهِ تُـجَـرِّرُ أذيـالَهَا
فلمْ تكُ تصلحُ إلا لَهُ***ولمْ يكُ يصلحُ إلا لَهَا.
5)أتتْنِي الشَّمْسُ زائرةً***ولمْ تكُ تَبْرَحُ الفَلَكَا.
6)رَمَيْتَهُمُ ببحرٍ مِن حديدٍ***لَهُ فِي البَرِّ خلفَهُمُ عُبَابُ.(العباب:الماء الكثير والموج ولجة البحر وأوله ومعظمه والمطر الكثير)
7)كبَّرْتُ حَوْلَ دِيَارِهِمْ لَمَّا بَدَتْ***مِنهَا الشُّموس وليسَ فيهَا المَشْرِقُ.
8)يؤدُّونَ التَحِيَّةَ مِن بَعيدٍ***إلَى قَمَرٍ مِن الإِيوَانِ بَادٍ.(الإيوان:دار شامخة مرتفعة أو قصر عجيب الصنع)
9)إِذا مَا الدَّهْرُ جَرَّ علَى أُنَاسٍ***كَلَاكِلَهُ أَناخَ بِآخَرِينَا.(الكلاكل:م/الكلكل:الصدر)
10)وأيـَـامٍ لـَـنـَا غـُـرٍّ طـِـوَالِ***عَصَيْنا المَلْـكَ فِيهَا أن نَدِينَا
متَى نَنقُلْ إلَى قَوْمٍ رَحانا***يَكُونوا فِي اللِّقاءِ لَهَا طَحِينَا.(الغرة:الشهرة والبياض وأول الشيء وأكرمه،الرحى:الحجر العظيم والطحانة والأرض المستديرة وحومة الحرب/ج:أرْحاء وأرْح وأرحيٌّ ورُِحيٌّ وأرحية)
د)ضع الأسماء الآتية في جمل بحيث يكون كل منها استعارة تصريحية مرة ومكنية أخرى:
(الشمس- البلبل- البحر)
هـ)حول الاستعارات الآتية إلى تشبيهات، مع توضيح نوع الاستعارة:
1)دِيمَةٌ سَمْحَةُ القِيَادِ سَكُوبُ***مُسْتَغِيثٌ بِهَا الثّرَى المَكْرُوبُ.(الديمة:السحابة المليئة بالمطر،الثرى:الأرض والتراب)
2)ألمَّ بِرَبْعِهَا صُبْحًا فألقَى***مُلِمَّ الشَّيْبِ فِي لِمَمِ الجَبَالِ.(الربع:ماحولها،ملم الشيب:من الإحاطة،اللمم:الشعر الذي جاوز شحمة الأذن/م:لمة)
3)فمَا تَرَكْنَ بِهَا خُلْدًا لَهُ بَصَرٌ***تَحْتَ التُّرَابِ وَلَا بَـازًا لَهُ قَـدَمُ
وَلَا هِزَبْرًا لَهُ مِن دِرْعِهِ لِبَدُ***وَلَا مَهَاةً لَهَا مِن شِبْهِهَا حَشَمُ.(الخَُلْد:نوع من الفئران ليس له عيون/م:خِلْد وخِلدة/ج:خِلدان،الباز:نوع من الصقور/ج:أبواز وبيزان،الهزبر:الأسد،اللبد:الشعر المتلبد والصوف كذلك،المهاة:البقرة لبياضها وتلألئها/ج:مهوات ومها،الحشم:الخاصة والحماية)
4)بُحَّ صَوْتُ المَالِ مِمَّا***مِنكَ يشْكُو ويَصِيحْ.
5)وغَدَاةَ رِيحٍ قدْ كشفتُ وقِرَّةٍ***إذْ أصبحتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَا.(الغداة:ما بين الفجر إلى طلوع الشمس/ج:الغدوات،القرة:البرد،الزمام:الحبل الذي تخطم به الدابة)
و)حول التشبيهات الآتية إلى استعارات:
1)أنا غُصْنٌ مِن غُصُونِ سِرْحَتِكْ***وفرْعٌ مِن فرُوعِ دَوْحَتِكْ.(السرحة:الشجرة العظيمة الملتفة،الدوحة:الشجرة العظيمة)
2)وإنَّ صَخْرًا لتأتَمَّ الهُداةُ بِهِ***كأنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأسِهِ نارُ.(تأتم به:تتخذه إماما،تقلده،العلم:الجبل)
3)أسدٌ عليَّ وفِي الحُرُوبِ نَعَامَةٌ***فَتْخَاءُ تَنفِرُ مِن صَفِيرِ الصَّافِرِ.(فتخاء:ضعيفة،تنفر:تجري وتذعر)
ز)استخرج الاستعارات من الآيات وبين جمالها:
1)قال تعالى:"وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمَنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ".(الرغد:الرزق الواسع والعيش الكثير الواسع)
2)قال تعالى:"وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ . أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ".(الغاوون:الضالون،يهيمون: يتناولون كل نوع من أنواع الكلام)
3)قال تعالى:"وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ".(النسخة:ما نقل من غيره)
4)قال تعالى:"وَآَيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ".
5)قال تعالى:"وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ".
6)قال تعالى:"إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ".(الجارية:السفينة)
7)قال تعالى:"وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِن الرَّحْمَةِ".
8)قال تعالى:"اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ".
ح)استخرج الاستعارات من الأحاديث النبوية الشريفة، وبين جمالها:
1)قال رسول الله(صلّى الله عليه وسلم) :"أكثروا ذكر هاذم اللذات".(صحيح).
2)قال صلى الله عليه وسلم:"داووا مرضاكم بالصدقة"(حسن).
3)قال صلى الله عليه وسلم:"ويل لأقماع القول"(صحيح).
ط)في كل بيت من الأبيات الآتية عدة استعارات مختلفة، اطلبها، وبين سر الجمال:
1)في وصف"قلم"
يَمُجُّ ظلامًا فِي نَهَارٍ لِسَانُهُ***ويفهمُ عمَّن قال مَا ليْسَ يسمعُ.(يمج:يلفظ)
2)أحِبُّكِ ياشمسَ الزَّمَانِ وبَدْرَهُ***وإن لامَنِي فيكِ السُّهَا والفَرَاقِدُ.(السها:كوكب صغير خفي الضوء،الفرقد:الفرقدان نجمان قريبان من القطب)
3)حَمَلتُ إليْهِ مِن لِسَانِي حَدِيقةً***سَقَاهَا الحِجَا سَقْيَ الرِّيَاضِ السَّحَائِبُ.(الحجا:العقل/ج:أحجاء)
4)أنتَ فِي خَضْرَاءَ ضَاحِكَةٍ***مِن بُكَاءِ العَارِضِ الهَتِنِ.(العارض:السحاب الماطر،الهتن:تتابع الأمطار وانصبابها)
5)بَلَدٌ صحبتُ بهِ الشبيبةَ والصِّبا***ولبسْتُ ثَوْبَ اللَّهْوِ وَهْوَ جَدِيدُ.(الصبا:أول العمر)
6)وأدْهمَ يسْتَمِدُّ الليلُ مِنهُ***وتطلعُ بينَ عينيهِ الثّرَيّا.
7)وأرَى المَنايَا إن رَأتْ بكَ شَيْبَةً***جعلتْكَ مَرمَى نَبْلِهَا المُتَواتِرِ.
ي)اشرح المقطوعات الشعرية الآتية، وبين الجمال فيها، وما فيها من ألوان البيان(التشبيهات والاستعارات):
1)سأضحكُ يا سماءُ فلا تَغِيمِي***فقدْ يُطوَى الجمالُ مَعَ الغُيُومِ
سأضحكُ يا سماءُ فرددي لي***غنـائـي يـا سـماءُ فلا تغِـيمِي
مضى ليلُ الخطوبِ فلا تعيدي***إلــى ذكــراك أيــامَ الحُسُومِ
ســأحــلُم بالسـلام على رُبَاهَا***وما حُلْمِي سِوَى فَجْرٍ قَسِيمِ
هــتـفـتُ لهُ وَرَاءَ اللـيْـلِ حتَّى***أحـاطَ الـفـجـرُ بالليلِ الـبَهِيمِ.
2)كــرِهْــتُ الـقـصــورَ وقـُـطـّـانـَهَا***ومـا حـولـَها مِن صِرَاعٍ عَنِيفْ
وكـيْـدَ الـضّـعِـيـفِ لـسعـي القوي***وعصفَ القوي بجُهْدِ الضعيفْ
وجـاشـتْ بـنـفـسِـي دموعُ الحياة***وعجَّتْ بقلبي رياحُ الصُّـرُوفْ
لـقـلـبِ الـفـقـيـرِ الـحـطيمِ الكسيرِ***ودمعِ الأيامَى السفيحِ الذريفْ
ونـوحَ الـيـتـامَـى عـلــى أمَّـهـات***توارينَ خلفَ الظلام الحَتـُـوفْ
فسرتْ إلى حيثُ تأوي أغاني الرّ***بـيـع وتـذوي أمـاني الخريـفْ
وحـيـثُ الـفـَـضـَا شـاعــرٌ حـالــمٌ***يناجي السُّهولَ بوَحْيٍ طريـفْ.
3) رسالة إلى بوش
من طفلة مسلمة بالبوسنة
ياسيدي بوش العظيم...
أنا طفلة
نبتت على أحضان بوسنة
منذ آلاف السنين..
وعلى ثراها
لاح في عيني ضياء الله
يسري في قلوب المؤمنين
ورأيت في أمي كتاب الله
نورا في الضلوع
وأنجما فوق الجبين
وأتيت للإسلام راغبة
ولم أسمع صراخ الحاقدين
الآن يامولاي
تسحقنا جيوش الغاصبين
من ثدي أمي
كان لون الدم
يحكي قصة الأهوال
في الزمن اللعين ---- في ذلك نظر إذ إنه لا يجوز سب الدهر---
....................................
ياسيدي بوش العظيم
بالله يامولاي كيف صمت
عن هذي المذابح..
وبأي حق
سوف تطلب من صغير..
ذاق طعم الموت يوما...أن يسامح
وبأي حق
سوف تطلب من صغير
بعد أن قطعوا يديه بأن يصافح
الحقد يامولاي قد سكن الجوانح
مولاي قل لي..
أي أرض ترغبون؟
وأي لون تعشقون؟
وأي دين ترفضون؟
قل لي بربك..
أي ثأر تطلبون؟
إن كان يامولاي ثأرا
من صلاح الدين في حطين.. لا تغضب
فأنتم في رحاب القدس جهرا ترتعون...
إن كان ثأرا من قلوب آمنت
فالله يهدي من يشاء
ولن يضل المهتدون
...............................
ياسيدي بوش العظيم
إن شئت يوما أو أبيت
سيظل نور الله في وطني
يعانق كل بيت
سيظل نور الله في وطني
يعانق كل بيت.
4) هذي بلاد..
لم تعد كبلادي
كمْ عِشتُ أسألُ أيْنَ وجهُ بلادِي***أينَ النَّخِيلُ وأينَ دِفءُ الوادِي
لا شيْءَ يبدُو فِي السماءِ أمَامَنَا***غـيـرُ الـظـّلامِ وصورةُ الجلادِ
هـو لا يـغِـيـبُ عن العُيونِ كأنّه***قـدرٌ.. كـيـوم الـبـعْـثِ والميلادِ
أهـفـُو لأيـّامٍ تَـوَارَى سـِحْـرُهـَـا***صخبِ الجيادِ.. وفرحةِ الأعيادِ(أهفو:أشتاق)
اشـتـقـتُ يـومـًا أن تعودَ بلادِي***غابتْ وغبْنَا.. وانتهتْ بِبِعَـادِي
فـي كُـلِّ نـجْـمٍ ضـلَّ حُـلْمٍ ضائع***وسـَحَـابَـةٍ لـبـسـتْ ثـيابَ حِدادِ
فـي لـحـظـةٍ سكنَ الوُجودُ تناثرتْ***حولي مَرايَا الموتِ والمـيـلادِ
قد كانَ آخِرَ ما لمَحْتُ على المَدَى***والنبضُ يخبُو.. صورةُ الجلادِ(المدى:المسافة والغاية،يخبو:يهدأ ويسكن)
قـد كان يضحكُ والعصابةُ حولَهُ***وعلى امتدادِ النَّهْرِ يبكِي الوَادِي
وصرختُ.. والكلماتُ تهربُ مِن فَمِي***هذِي بِلادٌ.. لمْ تَعُدْ كَبِلادِي.
الكناية:
"هي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي".
وتنقسم إلى:
1)كناية عن صفة:
- أكلت دمًا إن لمْ أرُعْكِ بَضَرَّةٍ***بعيدةِ مَهْوَى القُرْطِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ.(الضرة:إحدى زوجات الرجل/ج:ضرات وضرائر،النشر:الرائحة)
- طويلُ النِّجَادِ رفيعُ العِمَادِ***كثيرُ الرَّمَادِ إذا مَا شَتَا.(النجاد:حمائل السيف)
انظر إلى قول الشاعر: "بعيدة مهوى القرط"
القرط: الحلية توضع في الأذن، وإذا كان مهواها بعيدا أي مابين شحمة الأذن والكتف، دل ذلك على لازم المعنى وهو طول العنق مع صحة المعنى الأصلى وهو بُعد مهوى القرط فعلا.
كناية عن صفة: طول العنق وهو مما كانت العرب تمدح به النساء تشبيها لهن بالغزلان.
وكذلك المثال الثاني.
2)كناية عن موصوف:
- الضاربينَ بكُلِّ أبيضَ مِخْذَمِ***الطَّاعنينَ مجامعَ الأضْغَانِ.(مخذم:قاطع سريع القطع،الأضغان:م:الضِّغن وهو الحقد الشديد)
- فمَسَّاهُمْ وبَسْطُهُمُ حريرٌ***وصبَّحَهُمْ وبَسْـطُهُمُ تـرابُ
ومَن في كفهِ مِنهمْ قـناةٌ***كمَن في كفهِ مِنهمْ خِضابُ.(القناة:الرمح،الخضاب:الحناء في يد العروس)
انظر إلى قول الشاعر:"مجامع الأضغان"
الأضغان: الأحقاد، فأين تجتمع الأحقاد؟...في القلوب.
إذن كنى الشاعر عن القلب(الموصوف) بصفة من صفاته(مجامع الأضغان).
وكذلك المثال الثاني.
3)كناية عن نسبة:
- المجد بين ثوبيك، والكرم ملء برديك.
- إنَّ في ثوْبكَ الذي المَجْدُ فيهِ***لَضِيَاءً يُزرِي بكُلِّ ضياءِ.
انظر إلى قول القائل:"المجد بين ثوبيك"
ترى أن الصفة لم تسند إلى الموصوف وإنما إلى ما له تعلق بالموصوف وهذه الكناية تسمى كناية عن نسبة وهي أقوى وأعظم المنايات جمالا وأثرا.
كأنك تقول : هو المجد والمجد هو لا فرق بينهما.
وكذلك المثال الثاني وبقية الأول.
فائدة:
1)سر جمال الكناية: تأتي بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم للمعنوي في صورة الحسي؛ إثارة للتنبيه، أو تعظيما لشأن الممدوح، أو تحقيرا لشأنه، أو تحرجا من ذكره صراحة.
2)الكناية تعبير صادق يعبر عن إحساس الأديب ويختلف باختلاف البيئات والأزمان.
تدريب:
أ)بين الصفة التي تلزم من كل كناية من الكنايات الآتية:
1)نئوم الضحا. 2)ألقى فلان عصاه.
3)ناعمة الكفين. 4)قرع فلان سنه.
5)يشار إليه بالبنان. 6)ركب جناحي نعامة.
7)قال تعالى:"فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا".(خاوية على عروشها:تساقطت سقوفها ثم جدرانها فهي خربة خالية من الناس)
8)لوت الليالي كفه على العصا.
9)وأصْرَعُ أيَّ الوَحْشِ قَفَّيْتُهُ بِهِ***وأنزلُ عَنْهُ مِثْلَهُ حِينَ أَرْكبُ.(قفيته به:أتبعته به)
10)فلان لا يضع العصا عن عاتقه.
11)ضعيف العصا. 12)صلب العصا.
13)كثير الرماد. 14)جبان الكلب.
15)عريض القفا. 16)قال تعالى:"ولما سقط في أيديهم".
17)تشتكِي مَا اشتكيتُ من ألمِ الشَّوْ***قِ والشَّوْقُ حيثُ النُّحُولُ.(النحول:نحَُِل/الهزال والضعف)
18)قال تعالى:"وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا".(تصعر:الميل تعاظما وكبرا)
19)أنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تعرفونَهُ***خَشَاشٌ كرأسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ.(الضرب:الرجل الخفيف اللحم،خشاش:هو الخفيف الذكي الماضي ومن الرجال وكذلك حاد الرأس)
20)من البِيضِ لم تَصْطَدْ على ظهر لَأْمَةٍ***ولمْ تَمْشِ بينَ الحَيِّ بالحَطَبِ الرَّطْبِ.(اللأمة:أداة الحرب)
ب)بين الموصوف المقصود في كناية من الكنايات الآتية:
1)قومٌ تَرَى أَرْمَاحَهُمْ يومَ الوَغَى***مَشْغولةٌ بمواطنِ الكِتْمَانِ.(الوغى:الحرب وصوت الحرب )
2)قال تعالى:"أَوَ مَن يُنَشَّؤُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ".
3)فأتبعتُها أخرَى فأضللتُ نَصْلَهَا***بحيثُ يكونُ اللُّبُّ والرُّعبُ والحِقدُ.
4)قال تعالى:"وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ".(المراودة:هي الإغراء وطلب الفجور)
5)تقولُ التِي مِن بيتها خَفَّ مَرْكَبِي***يَعِزُّ علينَا أن نراكَ تَسِيرُ.
6)ذوات الخلاخل. 7)الأصفر الرنان.
8)أم المصائب.
9)إنَّ الذي ملأ اللغاتِ محاسنا***جعلَ الجمالَ وسرَّهُ فِي الضَّادِ.
10)ابنة اليم.
11)قال تعالى:"وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ".(الدسر:المسامير)
12)قال تعالى:"وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ".
13)قال سلمة بن الأكوع- رضي الله عنه- للمشركين الذين سبوا رسول الله(صلى الله عليه وسلم):"والذي كرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه".
ج)بين النسبة التي تلزم كل كناية من الكنايات الآتية:
1)إنَّ السَّمَاحَةَ والمُروءةَ والنَّدَى***في قُبَّةٍ ضُربتْ على ابْنِ الحَشْرَجِ.
2)اليُمْنُ يتبعُ ظِلَّهُ***والمَجْدُ يمشِي فِي رِكَابِهْ.(اليمن:الخير والبركة)
3)والمجدُ يدعو أن يَدُومَ لجِيدِهِ***عِقْدٌ مَسَاعِي ابن العَمِيدِ نِظَامُهُ.(الجيد:العنق)
4)فمَا جَازَهُ جُودٌ ولا حَلَّ دُونَهُ***ولكنْ يَصِيرُ الجُودُ حيثُ يصيرُ.
5)مجلس فلان مَظِنَّةُ الجود والكرم.
6)يبيتُ بَمَنجَاةٍ مِن اللَّوْمِ بيتُها***إذا مَا بيوتٌ بالمَلامَةِ حُلَّتِ.
7)ولا زالَ بيتُ المُلكِ فوقكَ عاليًا***تُشَيَّدُ أطنابٌ لَهُ وعَمُودُ.(الأطناب:حبال تشد بها الأخبية)
8)قومٌ إذا استنبحَ الأضيافُ كلبَهُمُ***قالوا لِأُمِّهِمُ بُولِي على النَّارِ.
د)بين أنواع الكنايات الآتية، وعين لازم كل منها:
1)مدح أعرابي خطيبا، فقال:"هو بليل الرِّيق، قليل الحركات".
2)أصبحَ فِي قيْدِكَ السَّماحةُ والمجـ***ـدُ وفضلُ الصَّلاحِ والحَسَبُ.(الحسب:المفاخر والشرف)
3)تقول العرب:"فلان رحب الذراع، نقي الثوب، طاهر الإزار، سليم دواعي الصدر".
4)ودبتْ فِي مَوْطنِ الحِلْمِ علةٌ***لها كالصِّلالِ الرُّقْشِ شَرُّ دبيبِ.(الصلال:من أخبث الحيات/م:الصِّل،الرقش:الحية المنقطة بسواد وبياض/أرقش ورقشاء)
5)قال شاعر في وصف ذئب:
أطلسُ يُخفِي شَخصَهُ غُبَارُهُ***فِي شِدْقِهِ شَفْرَتُهُ ونارُهُ.(الأطلس:ما كان مغبرا مائلا إلى السواد،الشدق:جانب الفم،الشفرة:السكين العريضة العظيمة)
6)فإنَّ قناتَنَا ياعمرُو أَعْيَتْ***على الأعداءِ قبلَكَ أن تَلِينَا.
7)قال تعالى:"وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا".
8)تقول: رأى الجبان خصمه فاصفر وجهه.
9)إذا مَا غَزَوْا بالجيشِ حَلَّقَ فوقَهُمْ***عَصَائِبُ طَيْرٍ تهتدِي بعصائبِ.(العصائب:الجماعات/م:عصابة)
10)تَجُولُ خلاخيلُ النِّساءِ ولا أرَى***لرَمْلَةَ خَلْخَالا يجولُ ولا قُلْبَا.(الخلاخيل:السوار تتحلى به المرأة،القلب:السوار)
11)لا ينزلُ المجدُ إلَّا في منازلنا***كالنومِ ليسَ له مأوىً سِوَى المُقَلِ.(المقل:العين/م:مقلة)
12)بيضُ المطابخِ لا تشكُو إماؤُهُمُ***طبخَ القُدُورِ ولا غسلَ المناديلِ.
13)فتىً مُختصَرُ المَأكو***لِ والمشروبِ والعِطرِ
نقيُّ الكأسِ والقصعـ***ـة والـــمِـنـديـلِ والـقِــدْرِ.(القصعة:وعاء يؤكل فيه/ج:قصع وقصاع وقصعات)
14)فلسْنا على الأعقابِ تدمَى كُلُومُنا***ولكنْ على أقدامِنا تقطرُ الدَّمَا.(الكلوم:الجراحات)
15)بنى المجدُ بيتا فاستقرَّتْ عِمَادُهُ***علينا فأعيا الناسَ أن يتحوَّلَا.
16)أَوَمَا رأيتَ المجدَ ألقَى رحلَهُ***في آل طلحةَ ثُمَّ لم يتحوَّلِ.
هـ)عبر تعبيرا كنائيا حديثا ملائما للعصر عن كل صفة من الصفات الآتية:
(الكرم- الشجاعة- البخل- الجبن- الصبر)
المجاز المرسل:
- "هو كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي، وهذه القرينة إما لفظية وإما حالية تفهم من السياق".
- من علاقات المجاز المرسل:
1)السببية:
هي أن يذكر المتكلم السبب ويريد المسبب عنه.
- لهُ أيادٍ عليَّ سابِغَةٌ***أعدُّ منها ولَا أعَدِّدُهَا.
- رعت الماشية الغيث.
استعمل الشاعر كلمة اليد في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة فالشاعر لا يريد تشبيه اليد بشيء ما وإنما يريد أن يقول إن ممدوحه ينعم عليه نعما كثيرة إنعاما عظيما ولكن اليد سبب في الإنعام ولذلك ذكرها الشاعر وقصد ما تتسبب فيه من الإنعام.
ذكر السبب وأراد المسبب لعلاقة السببية والقرينة تفهم من السياق فليس للممدوح أياد وليست أيادي الممدوح بموضوعة على رأس الشاعر كذلك.
وكذلك المثال الثاني.
2)المسببية:
هي أن يذكر المتكلم المسبب ويريد السبب.
- قال تعالى:"وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا".
- أعطتنا الزراعة مالا كثيرا هذا العام.
استعمل الشاعر كلمة الرزق استعمالا مجازيا إذ إن السماء لا تنزل الرزق وإنما تنزل المطر الذي هو سبب الرزق.
ذكر المسبب وأراد السبب.
وكذلك المثال الثاني.
3)الجزئية:
- كمْ بعثنا الْجَيْشَ جَرَّا***رًا وأرْسَلنا العُيُونَا.(الجيش الجرار:الكثير العدد)
- (عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).
استعمل الشاعر كلمة العيون في غير معناها الحقيقي، أراد إنسانا كاملا الجاسوس فذكر العين (الجزء) وأراد (الكل) لعلاقة الجزئية ولأهمية العين بالنسبة للجاسوس.
وكذلك المثال الثاني.
4)الكلية:
- قال تعالى:"وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ".
- شربت ماء النيل.
استعمل القرآن الكريم كلمة الأصابع في غير معناها الحقيقي فلا يمكن أن تدخل الأصابع بكاملها داخل الأذن، وإنما تدخل الأنملة الصغيرة فذكر الكل وأراد الجزء تنبيها على عظيم عناد الكفار.
وكذلك المثال الثاني.
5)الحالية:
- قال تعالى:"إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ".
- ألمَّا على مَعْنٍ وقولا لقبرهِ***سقتكَ الغَوَادِي مَرْبَعا ثمَّ مَرْبَعَا.(الغوادي:اسم للسحب،مربعا:أربعا وأربعا)
استعمل القرآن الكريم كلمة"نعيم" في غير معناها الحقيقي فليس النعيم محلا للنزول فيه وإنما يحل الأبرار في الجنة التي يحل بها النعيم
فذكر الحالّ وأراد المحلّ.
وكذلك المثال الثاني.
6)المحلية:
- قال تعالى:"فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ . سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ".
- قال تعالى:"أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ".
استعمل القرآن الكريم "النادي" في غير معناه الحقيقي وهو مكان اجتماع الندماء، ولا يمكن أن يدعى فيجيب وإنما يدعى من بداخله، فذكر المحلّ وأراد الحالّ.
وكذلك المثال الثاني.
7)اعتبار ما كان:
- قال تعالى:"وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ".
- يلبس المصريون القطن الذي تنتجه بلادهم.
استعمل القرآن الكريم كلمة اليتامى في غير معناها الحقيقي إذ إنه لا يعطى اليتيم ماله إلا إذا كبر وأنس كفيله ومربيه منه رشده، وهو إذا كبر وبلغ لا يسمى يتيما أصلا ، فذكر اليتامى باعتبار ما كان وأراد من رشد.
وكذلك المثال الثاني.
8)اعتبار ما سيكون.
- قال تعالى:"إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَا فَاجِرًا كَفَّارًا".
- تقول: سأوقد نارا.
استعمل القرآن الكريم (فاجرا كفارا) استعمالا مجازيا فإنه لا يولد إنسان فاجرا كفارا وإنما هذا الاستعمال باعتبار ما سيكون.
وكذلك المثال الثاني.
فوائد:
1) قيمة المجاز المرسل: أن فيه نوعا من الإيجاز، وأنه ىيقدم المعنى المراد في صورة أبلغ وأقوى من الأسلوب الحقيقي.
2)للمجاز المرسل علاقات متعددة تفهم من سياق الكلام؛منها:السببية، المسببية، الجزئية، الكلية، الحالية، المحلية، اعتبار ما كان، اعتبار ما سيكون......
3)الفرق بين المجاز والمرسل والاستعارة هو أن العلاقة بين المعنيين الأصلي والمجازي في الاستعارة هي المشابهة، وأما المجاز المرسل فواحدة مما ذُكر.
تدريب:
أ)بين علاقة كل مجاز مرسل تحته خط فيما يأتي:
1)ألا مَن رَأى الطفلَ المفارقَ أمِّهِ***بعيدَ الكَرَى عيناهُ تنسكِبَانِ.(الكرى:النعاس والنوم/ج:أكراء)
2)تسيلُ على حَدِّ الظُّبَاةِ نفوسُنا***وليسَ على غيرِ السُّيُوفِ تسيلُ.(الظبة:طرف السيف)
3)لا أركبُ البحرَ إنِّي***أخافُ مِنْهُ المَعاطِــــبْ
طِينٌ أنا وهُوَ مــاءٌ***والطينُ في الماءِ ذائبْ.(المعاطب:مواضع العطب أي الهلاك/م:معطب)
4)إنِّي نزلتُ بكذابين ضَيْفُهُمُ***عن القِرَى وعن التَّرْحالِ محدُودُ.(القرى:الكرم وطعام الضيف)
5)قال تعالى:"وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا".
6)ألقى الخطيب كلمة كان لها كبير الأثر.
7)ضعيفُ العَصَا بَادِي العُرُوقِ ترى لهُ***عليْها إذا ما أجدبَ النَّاسُ إصبعَا.
8)قطعتُ السارق.
ب)بيّن كلّ مجاز مرسل وعلاقته فيما يأتي:
1)سكن ابن خلدون مصر.
2)من الناس من يأكل القمح، ومنهم من يأكل الذرة والشعير.
3)إن أمير المؤمنين نثر كنانته.
4)قال تعالى:"وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".
5)قال تعالى:"فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ".
6)قال تعالى:"فَمَن شَهِدَ مِنكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ".
7)قال تعالى:"وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ".
8)قال تعالى:"فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ".
9)قال تعالى:"يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ".
10)أذلَّ فلان ناصية فلان.
11)سقت الدلو الأرض.
12)سال الوادي.
13)قال تعالى:"فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ".
14)قال تعالى:"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ".
15)ألا لا يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا***فنجهلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا.
16)قال تعالى:"إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّه مُجْرِمًا".
17)قال تعالى:"إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا".
18)قال تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَا بِلِسَانِ قَوْمِهِ".
19)قال تعالى:"وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ".
20)قال تعالى:"وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ".
ج)بين ما فيه مجاز مرسل وما فيه استعارة مما يأتي:
1)الإسلام يحث على تحرير الرقاب.
2)ملِكٌ شادَ للكنانةِ مجدًا***أحكمتْ وضعَ أُسِّهِ آباؤُهْ.(الأس:الأساس/ج:الإساس والآساس)
3)تفرقت كلمة القوم.
4)غاض الوفاء، وفاض الغدر.
5)أحيا المطر الأرض بعد موتها.
6)قرر مجلس الوزراء كيت وكيت.
7)شربت البن.
8)لا تكن أذنا تتقبل كل وشاية.
9)سرق اللص المنزل.
10)مَن يزرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ فِي عَوَاقِبِهِ***ندامةً ولحَصْدِ الزرعِ إِبَّانُ
ولـــمْ يــبــقَ سِـــوى الـــعـُـــــدوا***نِ دِنـَّــاهُــــمْ كــمــا دانـوا.(الإبان:الوقت والحين والأوان،الدين:هو هنا المجازاة،وله معان أخر؛منها:الحال والعادة،الحساب،الجزاء،الطاعة،السلطان،الذل والعبودية)
د)اشرح الأبيات والآيات، وبين ما فيها من مجاز:
1)لا يَـغـرَّنـَّكَ مـا تـرى مِـن رجال***إنَّ تحتَ الضلوع داءً دَوِيَّا
فضعِ السَّوْطَ وارْفعِ السَّيْفَ حَتَّى***لا ترى فوقَ ظهرها أُمَوِيَّا.(يغرنك:يخدعنك،الداء الدوي:الشديد المهلك الباطن)
2)أنا الذي نظرَ الأعمَى إلى أَدَبِي***وأسمعَتْ كلماتِي مَن بِهِ صَمَمُ.(الصمم:
3)قال تعالى:"وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ".
4)قال تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا".
5)"كما تدين تدان"
6)قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
7)قال تعالى:"فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ".
8)قال تعالى:"إِنَّكَ مَيَّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ".
9)إنَّ العَدُوَّ وإنْ تقادمَ عهدُهُ***فالحِقْدُ باقٍ فِي الصدورِ مُغّيَّبُ.
10)إذا نزلَ السماءُ بأرضِ قومٍ***رعيناهُ وإن كانوا غِضَابَا.
11)قال تعالى:"ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ".
12)قال تعالى:"وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا".