مقدمة في البلاغة:
هذه مقدمة في البلاغة لمذكرة الصف الأول الثانوي فيها، وقد استفدت في هذه المذكرة من الكتب الآتية:"الكتاب المدرسي- البلاغة الواضحة- الطراز- الصناعتين- البلاغة الشعرية في كتاب البيان والتبيين للجاحظ- فن الاستعارة- علم البيان- (هذي بلاد لم تعد كبلادي)- المدخل إلى علمي العروض والقافية- (موجا يكون الشعر)".
(الفصاحة- البلاغة- الأسلوب)
- الفصاحة: الظهور والبيان..والكلام الفصيح: ما كان واضح المعنى، سهل اللفظ، جيد السبك. والذوق السليم المدرب هو العمدة في معرفة حسن الكلمات وسلاستها، وتمييز ما فيها من وجوه البشاعة ومظاهر الاستكراه.
- شروط فصاحة التراكيب:
1)أن تكون الكلمات جارية على القياس الصرفي.(إلا لضرورة نفسية ملجئة، وكل بحسبه).
2)أن يسلم الكلام من ضعف التأليف، وهو خروج الكلام عن قواعد اللغة المطردة؛
كقول حسان:
ولو أنَّ مَجْدًا أخلدَ الدهرَ واحدًا***من النَّاس أبقَى مجدُهُ الدهْرَ مُطـْعِمَا.
3)أن يسلم التركيب من تنافر الكلمات، كقول أحدهم:
وقبْرُ حرْبٍ بمَكانٍ قـَـفـْر***وليس قـُرْبَ قبر حرب قبرُ.
4)أن يسلم التركيب من التعقيد اللفظي، كقول أبي الطيب:
أنَّى يكونُ أبا البريةِ آدمُ***وأبوكَ والثقلان أنتَ محمدُ.
5)أن يسلم التركيب من التعقيد المعنوي.
- البلاغة: "هي تأدية المعنى الجليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة، لها في النفس أثر خلاب، مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه، والأشخاص الذين يخاطبون".
- والذي تسلم له تلك المحددات يُسمى (بليغا) وهو الذي يحسن صياغة الكلام وصناعته في أبهى معرض وأحلى مجلى.
{وكما قال "عبد القاهر الجرجاني"- رحمه الله-:"فإذا وجب لمعنى أن يكون أولا في النفس، وجب للفظ الدال عليه أن يكون مثله أولا في النطق"}
"هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال، مع فصاحته وتأثيره".
- مقومات البلاغة(الإنسان البليغ):
1) الاستعداد الفطري ودقة إدراك الجمال.
2)قراءة طرائف الأدب وذخائره، وحفظ بعضها، والمواءمة بينها.
3)معرفة قواعد اللغة العربية مما يعين على التذوق وخلو الكلام من الخطأ والخلل.
4)حسن اختيار الكلمات، وحسن التأليف بينها.
5)حسن اختيار الأساليب والدقة في ذلك.
- الأسلوب:
" هو المعنى المصوغ في ألفاظ مؤلفة على صورة تكون أقرب لنيل الغرض المقصود من الكلام وأفعل في نفوس السامعين"- " هو الطريقة التي يعبر بها الأديب عن نفسه في تناوله لموضوع ما".
- أنواع الأساليب:
أ)الأسلوب العلمي: هو أسلوب هادئ قائم على الفكر والمنطق، بعيدا عن الخيال الشعري، يشرح ويوضح الحقائق العلميةأو التاريخية أو الاجتماعية أو غير ذلك، وتظهر قوته في منطقية أفكاره وتسلسلها ، ورصانة حججه وصحتها، وحسن اختيار ألفاظه. (أفكار- ألفاظ).
ب)الأسلوب الأدبي: هو أسلوب الجمال وأداة التعبير، قائم على الخيال والتصوير وبعد النظر والحس الجمالي.(أفكار- عبارة- عاطفة) نظم متكامل متعاطف بما فيه من لفظ وتخييل وصورة بديعة أنيقة.
يقول المتنبي في وصف الحمى:
وَزائِـرَتـِـي كـأنَّ بـِهـَـا حـَـيـَــاءً***فليـْـسَ تـزورُ إلا فِي الظـَّـــلام ِ
بذلتُ لـَهَا المَطـَارفَ والحَـشايا***فــعافـَـتْها وباتتْ فـِي عِظـَامِي
يَضِيقُ الجلدُ عن نفسِي وعنها***فــتـُـوسِعَــهُ بأنـواع السـَّـقـَـام ِ
أرَاقـِبُ وَقـتَها مِن غـيْر شَـوْق***مُراقـَبة المَــشُـوق المُسْتَهـَـام ِ
ويَصْدُقُ وَعْـدُها والصِّدقُ شرٌّ***إذا ألــقـاكَ في الكُـرَبِ العِظـَام ِ
أبـنتَ الـدَّهْـر عِـندِي كُـلُّ بـنتٍ***فكيفَ وصَلتَ أنتَ مِن الزحَام ِ.
المطارف:الأردية، الحشايا:الفراش المحشو، المشوق المستهام:المحب العظيم شغفه، بنت الدهر:المصيبة.
- التعبير الحقيقي والتعبير المجازي:
التعبير الحقيقي: هو ما استخدمت فيه الألفاظ في معانيها الحقيقية.
التعبير المجازي: هو ما نقلت فيه الألفاظ واستعملت فيه في غير معانيها الحقيقية.
مثال:
قامَتْ تظـلـَّـلُـنِي من الشَمْس***نفـسٌ أحبُّ إلي من نفـسِي
قامَتْ تظلـِّـلُـنِي ومن عَجَـبٍ***شمسٌ تظللني من الشَمْس.
فأنت إذا نظرت إلى كلمة الشمس في الشطر الأخير تجد أنها قد استعملت مرة في معناها الحقيقي وهو الشمس ذلك الجرم المتوهج الذي يشرق صباحا ويغرب مساء
وهذه الثانية، أما الأولى فهي محبوبة الشاعر وإنما استعمل الشاعر الشمس في محل ذكر المحبوبة للمشابهة بينها وبين الشمس في الوضاءة والنور والدفء، وهو ما نسميه الاستعارة.
مثال آخر:
أنتَ كالليثِ في الشَّجَاعَةِ والإقْدَام***والسَّيْفِ في قِراع الخُطـُوبِ.(القِراع: القتال والمحاربة، والخطب:الشأن العظيم)
فقد شبه الشاعر ممدوحه ثلاثة تشبيهات، فالأول بالأسد لعلاقة المشابهة بينهما في الشجاعة وعدم النكوص والفرار، وشبهه بالسيف في المضاء والنفاذ، وهذا هو التشبيه. وهو تعبير مجازي كما ترى.
مثال ثالث:
قال تعالى:"يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ".
فأنت تنظر في كلام الله وتتعجب كيف يجعلون أصابعهم في آذانهم- هذا لا يمكن- إن عقلة الإصبع الواحد قد لا تدخل في فتحة الأذن فكيف بأصبع فكيف بأصابع(هذا تعبير مجازي) نسميه مجازا علاقته الكلية، حيث ذُكر الكل وأريد الجزء تنبيها على شدة الخوف وشدة الحرص.
مثال رابع:
يقولون: هذه المرأة بعيدة مهوى القرط.(القرط: الحلية التي تضعها النساء في آذانهن).
فالقائل هنا لا يشبه شيئا بشيء وإنما يقصد أن يمدح هذه المرأة بشيء ما وهو طول عنقها ولكن بطريقة خيالية قد يراد فيها المعنى الحقيقي. (وهذه الكناية)
تعال نر فروقا بين التعبير الحقيقي والمجازي في وصف إنسان بالكرم:
1)فلان كريم.(حقيقي).
2)فلان بحر.(مجازي....تشبيه)
3)فلان له أياد سابغة.(مجازي....مجاز علاقته السببية)
4)رأيت بحرا يعطي الناس بلا حساب.(مجازي.....استعارة).
5)فلان مطابخه لا تهدأ.(مجازي....كناية).
تعال نر فروقا بين التعبيرين في وصف إنسان بالشجاعة والقوة:
1)فلان شجاع.(حقيقي)
2)فلان أسد.(مجازي....تشبيه)
3)رأيت رجلا يمزق الناس بأنيابه.(مجازي....استعارة)
4)الأعداء يخافون ألسنة الشعراء.(مجازي...مجاز مرسل علاقته السببية)
5)فلان يسكن في خندق الشجاعة.(مجازي....الكناية)
أ)فرّق بين التعبيرات الحقيقية والمجازية:
1)إذا لمْ تسْتطِعْ شيْئًا فدَعْهُ***وجاوزهُ إلى مَا تسْتطيعُ.
2)ولوْ أنَّ المَرْءَ لمْ يلبَسْ ثِيَابًا مِن التـُّـقـَى***تجرَّدَ عُرْيَانًا ولوْ كانَ كاسِيَا.
3)إليك أ ُهْرعُ، يا فنَّ الشعر
يامن تعرفُ من العقاقير ما يُداوي،
وقد يكون لديك..
من الخيال والكلمات..للآلام مسكن.
4)آيتي أنني مشكلة،
ودمي أسئلة،
فاسألوا القابلة، (القابلة: المرأة التي تتلقى الوليد عند الولادة)
حين جاء المخاض، (المَِخاض: وجع الولادة وهو الطلق)
تلقت وليدا تُرى،
أم تُرى قنبلة.
5)فإنْ أمْرَضْ فمَا مَرِضَ اصْطِبَارِي***وإنْ أحْمَمْ فما حُمَّ اعْتِزَامِي.(الحمَّى والحُمَّة: وهي مرض يصيب الإنسان مع الحر والبرد والرعدة)
6)بلادِي وإنْ جَارَتْ عليَّ عزيزةٌ***وقوْمِي وإنْ ضَنُّوا عليَّ كِرامُ.(جارت:ظلمت، ضنوا:بخلوا)
7)نشَرتْ ثلاثَ ذوائبٍ مِن شَعْرِها***في ليلةٍ فأرتْ لياليَ أرْبعَا.(الذوائب:الضفائر، م:ذؤابة)
8)أنا الذِي نظرَ الأعْمَى إلى أدبِي***وأسمعتْ كلماتِي مَن بِهِ صَمَمُ.
ب)بين جمال استعمال الكلمة التي تحتها خط في غير معناها الحقيقي:
1)إذا ما صافح الأسماعَ يوما***تبسَّمت الضَّمَائرُ والقلوبُ.
2)فليتَ طالِعةَ الشمْسين غائبةٌ***وليتَ غائبةَ الشمْسين لمْ تَغِبِ.
3)إلى الإسكندرية:
علَى شـَــط ِّ عـِــيونكْ بَتْمَلَّى***فِ المُوجَهْ الرايحَهْ والجايَـهْ (التملي:الاستمتاع)
والنـِّـنِي السـَّــاكنْ قـُـدَّامِي***بيســـلـَّـمْ رايـْــتـَـكْ لأدَيـــَّـــهْ (النني:في الفصيحة(إنسان العين وهو السواد فيها)
الشُّوقْ في عيونكْ بيصبَّحْ***والنـِّـنِي الشــارد بيسبـــَّـــحْ.
4)نزلتْ مقدِّمَةُ المَصِيفِ حَمِيدَةً***ويدُ الشتاءِ جديدةٌ لا تُنكرُ.
ج)الكلمات التي تحتها خط استعملت مرة حقيقة ومرة مجازا، وضح:
1)يخجل البرق في سمائه حين يلمع البرق إذا افتر ثغرها. (الافترار: التلألؤ والضحك الحسن)
2)لما انهل المطر من يديه أصغرت المطر. (أصغرته:أي رأيته صغيرا واستصغرته)
3)رأيت ثعلبا يكيد لأمته كيدا يعجز عنه كل ثعلب. (يكيد: يمكر)
4)لا تكن أذنا تصغي إلى كل واش. (الواشي:النمام)
5)من شرب الخمر شربت الخمر عقله.
د)صف شخصا ما بالقوة في جمل من بينها ما هو حقيقي وما هو خيالي.
هـ)صف امرأة ما بالحياء في جمل من بينها ما هو حقيقي وما هو مجازي خيالي.
و)تدريبات مدرسية:
1)بين المعنى الذي تناوله كل مما يأتي، ثم اذكر نوع الأسلوب الذي صور به؛ حقيقي أم خيالي:
أ)المعلقات قصائد طوال تعد أجود ما قيل من الشعر في العصر الجاهلي.
ب)قال عنترة مفتخرا:
خُلقتُ مِن الحديدِ أشدَّ قلبًا***وقد بَلِي الحدِيدُ وما بَلِيتُ.(البِلَى: الفناء والرثاثة)
2)استخدم كلا من الكلمات الآتية؛ مرة في أسلوب حقيقي، ومرة أخرى في أسلوب مجازي.(الكرم- العلم- المدرسة).
الألوان البيانية
- عرفنا فيما سبق أن علم البيان هو: "إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه".
وعلم البيان هو فرع من علم البلاغة الذي يتضمن ثلاثة علوم؛ علم البيان، علم المعاني، علم البديع. وهي متكاتفة متضامنة في النص الشعري أو النثري وأما التقسيم في دراستها فهو تقسيم مدرسي لا تأملي.
يتضمن علم البيان عددا من الألوان البيانية التي تمثل التعبير عن المعاني بطرق مختلفة؛ وهي(التشبيه، الاستعارة، الكناية، المجاز المرسل).
أولا: التشبيه:
"هو عقد مشاركة أو مماثلة بين شيئين- المشبه والمشبه به(طرفا التشبيه)- في صفة أو صفات مشتركة- وجه الشبه- بواسطة أداة- أداة التشبيه(حرفا"كأن، الكاف"- فعلا"يشبه، يماثل، يحاكي، يناظر، يضارع"- اسما"شبيه، مشابه، مثيل، مماثل، مثل، نظير..)".
أمثلة:
1)كأنَّ أخلاقـَكَ فِي لُطـْفِها***ورقَةٍ فِيها نسيمُ الصباح.
2)رُبَّ ليْل كأنَّهُ الصُّبْحُ في الحُسْن***وإنْ كانَ أسودَ الطـِّـيلَسان.(الطي
:كساء واسع،جـ:طيالس وطيالسة)
3)فكأنَّ لذةَ صوتِهِ ودبيبَها***سنةٌ تمشَّى في مفاصِل نُعَّسِ.(نعس:ج:ناعس، وناعسة)
4)أنتَ نجمٌ في رفعةٍ وضياء***تجتليكَ العيونُ شرقا وغربا.(تجتليك:تنظر إليك وتطالعك)
5)إذا نِلتُ منكَ الوُدَّ فالكُلُّ هينٌ***وكلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ.(الوَُِد:الحب، وكذلك الصديق والمحب)
أركان التشبيه أربعة ووجودها من عدمه هو الذي يحدد نوع التشبيه.
المثال الأول: ذكرت فيه أداة التشبيه(كأنّ)، المشبه(أخلاقك)، المشبه به(نسيم الصباح)، وجه الشبه(اللطف والرقة).
فكما نرى قد ذكر في هذا المثال أركان التشبيه الأربعة؛ (المشبه والمشبه به، ووجه الشبه، وأداة التشبيه) وإذا اجتمعت سمي التشبيه مفصلا. وكذلك المثال الثاني.
المثال الثالث:ذكرت فيه أداة التشبيه(كأن)، المشبه(لذة صوته ودبيبها)، المشبه به(سنة تمشى في مفاصل نعس)، ولا وجود لوجه الشبه وإنما يفهم من الكلام أنه الارتياح والمتعة.
وكذلك المثال الرابع حذف منه أداة التشبيه ووجد وجه الشبه، وإذا وقع ذلك سمي هذا التشبيه مجملا.
المثال الخامس: نجد فيه المشبه(كل الذي فوق التراب)، المشبه به(تراب)، ولا وجود لأداة التشبيه ولا لوجه الشبه. وهذا هو التشبيه البليغ وسنتعرض له بعدُ.
صف شخصا ما بالشجاعة واستوف أنواع التشبيه:
1)فلان كالأسد في الشجاعة.(مفصل)
2)فلان أسد في الشجاعة.(مجمل)
3)فلان كالأسد.(مجمل)
4)فلان أسد.(بليغ)
فوائد:
1)أركان التشبيه أربعة(المشبه والمشبه به- وينبغي أن تكون الصفة في المشبه به أقوى وأعظم منها في المشبه-، أداة التشبيه، وجه الشبه.
2)أقسام التشبيه ثلاثة:
أ)إذا ذكرت الأركان الأربعة كان مفصلا.
ب)إذا حذفت الأداة أو وجه الشبه كان مجملا.
ج)إذا حذفت الأداة ووجه الشبه كان بليغا.
3)لا يجوز حذف أحد طرفي التشبيه وإلا لما سمي تشبيها، ويكون حينئذ استعارة.
4)تنشأ بلاغة التشبيه من أنه ينتقل بك من الشيء نفسه إلى شيء طريف يشبهه، أو صورة بارعة تمثله وكلما كان هذا الانتقال بعيدا قليل الخطورة بالبال، أو ممتزجا بقليل أو كثير من الخيال، كان التشبيه أروع للنفس وأدعى إلى إعجابها واهتزازها.
(التشبيه البليغ- تشبيه التمثيل- التشبيه الضمني)
أولا:التشبيه البليغ:
هو تشبيه حذفت من الأداة ووجه الشبه، ولم يتبق فيه إلا طرفا التشبيه(المشبه والمشبه به).
وهو أبلغ أنواع التشبيه لأنه يحصل فيه ادعاء أن المشبه هو المشبه به عينه زيادة في المبالغة.
أمثلة:
- أينَ أزمعتَ أيُّهَذا الهُمَامُ؟!***نحن نبتُ الرُّبا وأنتَ الغَمَامُ.(أزمعت:عقدت العزم، الهمام:السيد الشجاع السخي، الربا:المكان المرتفع من الأرض م:رابية، الغمام: السحاب)
- أنا نارٌ في مُرتقى نظرِ الحا***سدِ، ماءٌ جارٍ معَ الإخوان.
انظر إلى التشبيه (نحن نبت الربا)(أنت الغمام) قس هذا الجمال الباهر والروعة بقولك: (نحن كنبت الربا في افتقاره إلى ماء المطر)(أنت كالغمام في الإرواء)؛ فإذا قست وكنت ذا ذوق أدركت الفرق.
وهكذا المثال الثاني.
فائدة:
صور التشبيه البليغ:
1)المبتدأ والخبر؛ كقول الشاعر:
- الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَها***أعددتَ شعبًا طيبَ الأعراقِ.(الأعراق:الأصول،م:عِرق)
- فإنَّكَ شمسٌ والملوكُ كواكبٌ***إذا طلعتْ لم يبدُ منهنَّ كوكبُ.(يبدو:يظهر)
2)الحال وصاحبها؛
- قال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا".(سراجا:مصباحا زاهرا،ج:سُرُج)
- بدتْ قمرًا ومالتْ خُوطَ بَانٍ***وفاحتْ عنبرًا ورنتْ غزالا. (خوط بان: الغصن الناعم،العنبر:رائحة طيبة)
3)مفعول مطلق مبين للنوع؛ راغ روغانَ الثعلب.(الروغان:المخادعة)
- قال تعالى:"وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السِّحَابِ".
4)الإضافة(إضافة المشبه به إلى المشبه)؛ كقول الشاعر:
- والرِّيحُ تعْبثُ بالغُصونِ وقدْ جرَى***ذهبُ الأصيلِ علَى لُجَيْنِ الماءِ.(الأصيل:أشعة الشمس،اللجين:الفضة)
- كأنَّمَا أَدهَمُ الإظلام حينَ نجَا***مِن أَشْهَبِ الصُّبحِ ألقَى نعلَ حافرِهِ.(الأدهم:الفرس الأسود، الأشهب:الفرس الأبيض، الحافر:ما يقابل القدم في الإنسان)
- أرسى النسيم بواديكم ولا برحت***حوامل المزن في أجداثكم تضع
ولا يزال جنين النــبت ترضـــعـه***على قبوركم العـراضة الهـمــع.(المزن:السحب، الأجداث:القبور، العراضة الهمع:السحابة المعترضة المليئة بالماء).
ثانيا: تشبيه التمثيل:
"هو ما يكون وجه الشبه صورة أو هيئة أو حال منتزعة من متعدد".
- قال تعالى:"مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا".
- إنِّي وإياكَ كالصَّادِي رأى نَهَلا***ودونـَهُ هـُـوَّةٌ يخـشي بها التَّـلفَا
رأى بعــينيهِ ماءً عَـزَّ مـَـوْرِدُهُ***وليسَ يملكُ دُونَ الماءِ مُنصَرَفَا.(الصادي:العطشان، هوة:حفرة، التلف:الهلاك والعطب).
فانظر أولا إلى قول الله جل شأنه؛ فقد شبه الله سبحانه وتعالى حال هؤلاء الذين أنزل عليهم كتابا وهو التوراة فحملوها ثم إنهم تركوها فلم يعملوا بها ولم يعيروها اهتماما ولم يفهموها (المشبه)، شبه هذه الحال بحال الحمار الذي يحمله صاحبه كتبا فوق كتب فيها من العلوم والفنون ما فيها فيمضي حاملا إياها غير دار بما فيها ولا مباله شيئا(المشبه به)
وجه الشبه: صورة من يحمل شيئا /مهما غاليا نفيسا ثم إنه لا ينتفع به شيئا ولا يباله. فالصورة منتزعة من متعدد وليس شيئا واحدا.
تشبيه التمثيل: تشبيه حال بحال، هيئة بهيئة، صورة بصورة.
ولا ينفعك أن تقول:1)شبه الذين حملوا التوراة بالحمار.
2)شبه عدم استفادتهم شيئا بعدم استفادة الحمار.
هذا التقسيم العقيم لا ينفعنا في التشبيه التمثيلي بل شبه الهيئة بالهيئة.
وهكذا المثال الثاني.
ثالثا:التشبيه الضمني:
"هو تشبيه لا يأتي على صورة من صور التشبيه المعروفة، وفيه نوع من التعليل أو بيان إمكان المشبه، وهو مثل تشبيه التمثيل في أنه تشبيه هيئة بهيئة".
أمثلة:
- لا تُنكرِي عَطَلَ الكريمِ من الغِنَى***فالسَّيْلُ حربٌ للمكانِ العالِي.(العطل:الخلو).
- ترجُو النجاةَ ولم تسلكْ مسالكَهَا**إن السفينةَ لا تجرِي على اليَبَسِ.
تأمل البيت الأول:
1)الشاعر الكريم يخاطب محبوبته المعاتبة له على نقصان ماله وفقره مع غناه ثم يقول لها أن الأماكن العالية المشرفة لا يستقر السيل بها ولا يثبت عليها.
2)ألم تلمح هنا مشبها ومشبها به؟! بلى؛ إنه يشبه حال الكريم الغني وهو لا يثبت المال في يديه مطلقا حتى صار خاليا من الغنى
يشبه هذه الحال بحال الأماكن العالية المشرفة في القمم فإنها لا يستقر بها السيل لتنتفع به.
3)ألم تلمح أن البيت الثاني(المشبه به)قدِّم كأنه برهان وحجة على صدق المشبه؛ فكأن أحدا قال بعد البيت الأول (ولمَ لا تنكر؟!!) فقال: فالسيل حرب.....
وهكذا المثال الثاني.
تدريبات على التشبيه:
أ)بين أركان التشبيه فيما يأتي:
1)أنتَ كالبَحْرِ فِي السماحةِ والشمـ***سِ علوًا والبدر في الإشراق.(السماحة:اللين والسهولة والكرم)
2)الـعـُـمْرُ مِــثـلُ الضَّـيْفِ أو***كالطـَّـيْفِ ليــسَ لهُ إقــامَهْ.(الطيف:الخيال الطائف في المنام)
3)كالـــبدر من حــيثُ التــفتَّ رأيتـَهُ***يُهــدِي إلى عينيكَ نُورًا ثاقِـبَا
كالــبحر يقــذفُ للقــريبِ جـواهرًا***جُودًا ويبعـثُ للبعــيدِ سحائـبَا
كالشمس في كَبِدِ السماءِ وضوؤُها***يغشى البلادَ مشارقًا ومغاربَا.(ثاقب:نافذ، كبد السماء:وسطها)
4)وكيفَ يُصْبحُ مَن دُنياهُ في دَعَةٍ***مَن بَاتَ في نفسِهِ الآمالُ تزدحمُ.(الدعة:الراحة والخفض)
5)وأنـَّى يُصلحُ الأوطـانَ قومٌ***بها أشتَى تدابرُهُمْ وصافـــا (أشتى:دخل في الشتاء).
فكن منهم على طرف بعيدًا***وحاذرْ أن تكون لهم مُضَافا
فهم كالبحر يهلــكُ راكِــبُوه***ويسلمُ مِنهُ من لزِمَ الضِّفافا.(الضفاف:السواحل، ومفرده؛ضَِفة).
ب)بين جمال التشبيه فيما يأتي:
1)والنفسُ كالطفل إنْ تُهْمِلهُ شبَّ على*** حُبِّ الرَّضَاع وإنْ تفطمْهُ ينفَطِمِ.
2)والبدرُ فِي أفُقِ السَّماءِ كَغادةٍ***بيْضَاءَ لاحتْ فِي ثيابِ حِدادِ.(الغادة:المرأة اللينة الرقيقة)
3)أبابلُ مرأى العينِ أمْ هذهِ مِصرُ***فإنِّي أرى فيها عيونا هي السِّحْرُ.
4)ومكلّفُ الأيّام ضدَّ طباعِهَا***متطلبٌ في الماءِ جَذْوَةَ نارِ.(الجَُِذوة:الجمرة الملتهبة،ج:جُِذى)
ج)بين أقسام التشبيه فيما يأتي:
1)فعلتْ بنا فِعْلَ السَّماءِ بأرْضِهِ***خِلَعُ الأميرِ وحقَّهُ لمْ نقْضِهِ.(الخِلَع:خيار المال، وما يخلع على الإنسان).
2)إذا الدَّوْلةُ استكفتْ بِهِ فِي مُلِمَّةٍ*** كفاها فكانَ السَّيْفَ والكفَّ والقلْبَا.(الملمة:النازلة الشديدة من شدائد الدهر).
3)قال تعالى:"وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلَامِ".(الجواري:السفن، الأعلام:الجبال).
4)إذا ما الرعدُ زمجرَ خلتَ أُسْدًا***غِضابًا في السَّحابِ لها زئيرُ.(زمجر:ردد الأسد الزئير،أو أكثر الرجل الصياح والزجر)
5)سُلَّ سيفُ الفجر من غِمدِ الدُّجَى***وتعَرَّى الليلُ مِن ثوْب الغَلَسْ.(الدجى:ظلام الليل، الغلس:ظلمة آخر الليل مختلطة بالصباح).
6)وما الشيْبُ إلا غائبٌ كانَ جائِيَا***وما القولُ إلا مخطئٌ ومصيبُ.
7)هُوَ العسلُ الماذِيُّ حِلمًا ونائِلا***وليْثٌ إذا يلقَى العَدُوَّ غَضُوبُ.(العسل الماذي:العسل الأبيض الرقيق).
8)يَهُزُّ الجيْشُ حولَك جانبيْهِ***كما نفضَتْ جناحيْها العُقَابُ.(العقاب:طائر من كواسر الطير حاد البصر).
د)اجعل كل تشبيه مما يأتي تشبيها مفصلا مرة وبليغا أخرى:
1)وليلٍ كموْجِ البحْرِ أرخى سُدُولَهُ***عليَّ بأنواعِ الهُمُومِ ليبتلِي.(السدول:الأستار، م:سُِدل)
2)وليلٍ كجلباب العروس ادَّرَعْتُهُ***بأربعةٍ والشخصَ في العين واحدُ.(ادرعته:لبسته كالدرع)
3)كأنَّ بُيوتَ الحيّ مالم يكنْ بها***بَسابِسُ قَفْرٍ ما بهنّ عَريبُ.(البسابس:المكان القفر الخالي، ما بهن عريب:أي ؛أحد)
4)لخولةَ أطلالٌ ببُرْقَةِ ثَهْمَدِ***تلُوحُ كباقِي الوَشْمِ في ظاهرِ اليدِ.(خولة:اسم المحبوبة، الأطلال:ما يتبقى من الديار بعد زوال أهلها عنها، برقة ثهمد: مكان)
هـ)اجعل كل تشبيه مما يأتي مجملا بنوعيه:
1)كأنّي مِن هَواكِ أخُو فِراشٍ***تجلجلُ نفسُه بينَ التراقِي.(أخو فراش: صاحب علة في مرض الموت، تجلجل:تضطرب)
2)يأتلقُ التّاجُ فوقَ مفرِقِهِ***على جبينٍ كأنّهُ الذهبُ.(يأتلق:يلمع ويضيء،المفرق:من الرأس حيث يفرق الشعر)
3)وتقوَى اللهِ خيرُ الزَّادِ ذُخْرًا***وعندَ اللهِ للأتقَى مزيدُ.(الذخر: ما يخبأ لوقت الحاجة إليه)
و)وضح المقصود بالبيت، مع توضيح نوع التشبيه:
1)حـُـلْـوة الـرِّيق حلالٌ***دمُـها في كلِّ مِـلَّهْ
نِصفُها بدْرٌ وإنْ قسَّـ***مْتَها صارتْ أَهِلَّهْ.(الريق:ماء الفم،وأول كل شيء وأفضله)
2)مــفــتُـولــةٌ مـجــدُولـةٌ***تـحـكِـي لـنا قـدَّ الأَسَلْ
كــأنـَّـها عـمــرُ الفـــتى***والنـَّـارُ فـيهــا كالأجَـلْ.(الأسل:عيدان تنبت طوالا دقاقا مستوية لا ورق لها)
3)ضَوْءٌ تشعشعَ في سوادِ ذَوَائِبي***لا أستضِيءُ به ولا أستصبحُ
بعــت الـشـبابَ بـه على مِقَـةٍ له***بـيـْعَ العـلـيـم بـأنـَّه لا يـربَــحُ.(تشعشع:انتشر وتلألأ، الذوائب:الضفائر وشعر مقدم الرأس، أستصبح:من الاستسراج والاستضاءة،المقة:المحبة، يكشف عنها في "وَمِق يَمِق فهو وامق وهي وامقة" )
ز)بين المشبه والمشبه به فيما يأتي:
1)والمَاءُ يَفصِلُ بيْنَ رَوْضِ الـ***ـزَّهْرِ في الشَّطَّيْنِ فَـصْـلا
كـَــبـِـسَـاطِ وَشْـــيٍ جـَـرِّدتْ***أيدي القُيُونِ عليه نَصْلا.(الروض:أرض ذات خضرة،ج:روض ورياض،الزهر:نَوْر النبات والشجر،الوشي:التطريز والتحسين والزخرفة،القيون:الحدادون،م:القَيْن،النصل:حديدة السهم والرمح والسكين،ج:أنصال وأنصل، ونصول)
2)وما الموتُ إلا سارقٌ دَقَّ شخصُهُ***يصُولُ بلا كَفٍّ ويسعى بلا رِجْلِ.(دق:من الغموض والخفاء،يصول:من الوثوب والكر والهجوم والقهر)
3)كــأنَّ سـمـاءَنا لمَّا تجـلَّت***خِلالَ نجومِها عِندَ الصَّباحِ
رِياضُ بَنَفْسَجٍ خَضْلٍ نداهُ***تفـتّـحُ بـيـنـَهُ نـَوْرُ الأقَاحِـي.(البنفسج:نبات زهري يزرع للزينة ولزهوره عطر الرائحة، خضل:رطب مبتل، تفتح:تتفتح، النَّوْرُ والنورة:الزهر،الأقاحي:نبت زهره أبيض أو أصفر وورقه كأسنان المنشار،م:الأُقْحُوَان)
4)تقَلَّدَتْنِي الليالِي وَهْيَ مُدبِرَة***كأنَّنِي صَارِمٌ في كفِّ منهزمِ.(تقلدتني الليالي:تعلقت بي، الصارم:السيف القاطع)
5)لبستُ ثوْبَ الرَّجَا والنَّاسُ قدْ رَقَدُوا***وقُمْتُ أشكُو إلى موْلايَ مَا أجدُ.(رقدوا:ناموا)
6)إلَهِي أذِقْنِي بَرْدَ عفْوِكَ يوْمَ لا***بنُونَ ولا مالٌ هنالِكَ يشفعُ.(البرد:الخفة والراحة)
ح)ميز تشبيه التمثيل من غيره فيما يأتي:
1)كأنَّهُمْ فِي ظُهُورِ الخَيْلِ نَبْتُ رُبًا***مِنْ شِدَّةِ الحَزْمِ لا مِنْ شِدَّةِ الحُزُمِ.(الربا:الأماكن العالية،الحزم:ج:الحزام)
2)يَطَأُ الثَّرَى مُتَرَفِّقًا مِن تِيهِهِ***فكأنَّهُ آَسٍ يَجُسُّ علِيلا.(الثرى:الأرض،التيه:التكبر،الآسي:الطبيب،يجس عليلا:يمس المريض ليتعرف حاله)
3)فالْعَيْشُ نَوْمٌ والْمَنِيَّةُ يقْظَةٌ***والمَرْءُ بيْنهُمَا خيالٌ سَارِ.(المنية:الموت،المَُِرء:الرجل،الخيال:الطيف كالظل)
4)كأنَّ الدُّمُوعَ على خَدِّها***بَقِيَّةُ طَلٍّ على جُلَّنارِ.(الطل:المطر الخفيف،الجلنار:زهر الرمان)
5)قال تعالى:"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمَلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلْهُمْ يَتَفَكَّرُونَ".(الغاوون:الضالون،أخلد إلى:لزم ومال،يلهث:يخرج
ه)
6)اُنــظُـرْ إليْهِ كـأنَّهُ وكَأنـَّـمَا*** كِــيزَانُهُ والماءُ مِنــها ساكِبُ
فَلَكٌ يدُورُ بأنجُمٍ جُعِلَتْ لهُ***كالعِقْدِ فهْيَ شَوَارِقٌ وغَوَارِبُ.(الكيزان:إناء بعروة يشرب به الماء، م:الكُوز،الفلك:المدار تسبح فيه الأجرام السماوية)
7)ياشَبِيهَ البدْرِ حُسْنـًا***وضِــيَاءً ومَنَالَا
ياشَبِيهَ الغُصْنِ لِينًـا***وقَوَامًا واعْتِدَالَا
أنتَ مِثْلُ الوَرْدِ لَوْنًا***ونَسِيمًا وبـِـلَالَا.(البلال:الماء الرطب الخفيف وهو كناية عن النعومة والنضارة)
8)تُحَطِّمُنا الأيامُ حتَّى كأنّنَا***زُجاجٌ ولكنْ لا يُعادُ لنَا سَبْكُ.(السبك:تذويب المعدن وصهره وصبه)
9)في فِجَاجِ الرَّدَى***قــد دفـنتُ الألــمْ
ونَثَرْتُ الدُّمُــوعْ***لـِــرِيـَـاحِ العـَــدَمْ
واتخذتُّ الحــياهْ***مِـعْــزَفـًا لـلنَّغـَــمْ
أتـغَـنـَّى عـلـيـْـهْ***فِي رِحابِ الزَّمانْ.(الفجاج:الطرق الواسعة البعيدة،الردى:الموت والهلاك، المعزف والمعزفة:آلة الطرب)وهو هنا كناية عن السعادة وإلا فإن (الموسيقى/الموسيقا) قد حرمها الله ورسوله وجعل السعادة فيما أحلّ.
10)الــوَداعَ الــوَداعْ***ياجبالَ الـهُــمُــومْ
ياضَبَابَ الأسـَـى***يافـِجـاجَ الجــحـيمْ
قدْ جَرى زَوْرَقِي***في الخِضَمِّ العَظِيمْ
ونـَـشَرْتُ القِلاعْ***فـالــوَداعَ الــوَداعْ.(الضباب:سحاب يغشى الأرض كالدخان ويكثر في الصباح البارد،الأسى:الحزن،الزورق:القارب،الخضم:البحر الواسع)
طـ)اجعل كل تشبيهين مما يأتي تشبيه تمثيل:
1)الناس كركاب السفينة........الحوادث كبحر مضطرب.
2)الشيب كالصبح.......الشعر الفاحم كالليل.
3)العدل كالفجر........الظلم كالليل.
4)المسلم للمسلم كالبنيان.....الوقوف إلى جانب الناس كتراص الأحجار.
يـ)اشرح الأبيات، وبين والمشبه والمشبه به ووجه الشبه، ونوع التشبيه:
1)وأصبحَ شِعْرِي مِنهُمَا فِي مَكَانِهِ***وفِي عُنُقِ الحَسْنَاءِ يُسْتَحْسَنُ العِقْدُ.
2)كَرَمٌ تبيَّنَ فِي كَلامِكَ مَاثِلًا***ويَبِينُ عِتْقُ الخيْلِ مِنْ أَصْوَاتِهَا.(ماثلا:حاضرا قائما،يبين:يظهر،العتق:الكرم والجمال والنجابة)
3)ضَحُوكٌ إلى الأبْطالِ وَهْوَ يَرُوعُهُمْ***وللسَّيْفِ حَدٌ حِينَ يَسْطُو وَرَوْنَقُ.(يروعهم:يفزعهم،الحد:الحدة،رونق السيف:صفاؤه وحسنه)
4)ومنِ َالخيْرِ بُطْءِ سَيْبِكَ عنِّي***أسْرَعُ السُّحْبِ فِي المَسِيرِ الجَهَامُ.(السيب:العطاء،الجهام:السحاب الذي أراق ماءه)
5)لا يُعجِبَنَّ مَضِيمًا حُسْنُ بِزَّتِهِ***وهَلْ يَرُوقُ دَفِينًا جَوْدَةُ الكَفَنِ.(المضيم:المظلوم المقهور،البزة:الهيئة واللبسة)
6)وما أنا مِنْهُمُ بالْعَيْشِ فيهِمْ***ولكنْ مَعْدِنُ الذَّهَبِ الرَّغَامُ.(المعدن:مكان الشيء وأصله،الرغام:التراب)
7)سَيَذْكُرُنِي قوْمِي إذا جَدَّ جِدُّهُمْ***وفِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البدْرُ.(الجد:الاجتهاد والحظ،جد جدهم:تعبوا وعظم اجتهادهم)
8)تزْدَحِمُ القُصَّادُ فِي بَابِهِ***والمَنهَلُ العَذْبُ كثيرُ الزَّحَامِ.(القصاد:الشعراء،المنهل:موضع الشرب)
9)إنَّ السِّلاحَ جَمِيعُ النَّاسِ تَحْمِلُهُ***وليْسَ كُلُّ ذَوَاتِ المِخْلَبِ السَّبُعَ.
10)حملتُ رُدَيْنِيًا كأنَّ سِنَانَهُ***سَنَا لَهَبٍ لمْ يتصلْ بدُخَانِ.(الرديني:رمح نسبة إلى امرأة كانت تسمى ردينة وكانت تقوم الرماح،السنا:ضوء النار والبرق)
11)إِنسَانَةٌ تَسْقِيكَ مِن إِنسَانِهَا***خَمْرًا حَلالًا مُقْلَتَاهَا عِنْبُهُ.(الإنسان:إنسان العين وهو سوادها،المقلة:العين)
كـ)بين التشبيه الصريح ونوعه والتشبيه الضمني فيما يأتي:
1)حـِبْـرُ أبـِي حـَفْـصٍ لُـعَـابُ الـلَّيْلِ***كأنَّهُ ألْوَانُ دُهْمِ الخَيْلِ
يَجرِي إلى الإخوانِ جَرْيَ السَّيْلِ*** بغَيْرِ وَزْنِ وبغيرِ كَيْلِ. .(الحبر:المداد/ج:أحبار وحبور،اللعاب:ما سال من الفم،دهم الخيل:الأفراس السود)
2)وَيْلَاهُ إنْ نَظرتْ وإنْ هِيَ أعْرَضَتْ***وَقْعُ السِّهَامِ وَنَزْعُهُنَّ أليمُ.
3)وقـدْ زادَهَـا إفْـرَاطَ حُسْنٍ جِوَارُهَا***خلائِـقَ أصْفَـارٍ مِن المَجْدِ خُيَّبِ.
وحُسْنُ دَرَارِيءِ الكَوَاكِبِ أن تُرى***طَوَالعَ فِي دَاجٍ مِن اللَّيْلِ غَيْهَبِ. (خلائق:م:خليقة،أصفار:خالية،الدراريء:الكواكب المضيئة المتلألئة،الدجى والغيهب:الظلمة)
4)كأنَّمَا المَرِيخُ وَالمُشْـتَرِى***قُدَّامَهُ فِي شامِـخِ الـرَّفْعَهْ
مُنصَرِفٌ بالليلِ عن دعوةٍ***قدْ أُسْرِجَتْ قُدَّامَهُ شَمْعَهْ.
5)كأنَّ مُثَارَ النَّقْعِ فوْقَ رُؤُوسِنَا***وَأسْيَافَنَا ليْلٌ تَهَاوَى كواكِبُهْ.(النقع:الغبار،تهاوى:تتهاوى)
6)وطُولُ مُقَامِ المَُِرْءِ فِي الحَيِّ مُخْلِقٌ***لـدِيـبَـاجَـتَـيْـهِ فـاغـْـتَـرِبْ تـَـتـَـجَــدَدِ
فـإنـِّي رأيـْتُ الـشَّمْـسَ زِيدَتْ مَحَبَّةً***إلى النَّاسِ أن ليْسَتْ عليْهِمْ بِسَرْمَدِ.(الإخلاق:البلى والرثاثة،الديباجتان:الخدان،السرمد:الدائم الذي لا ينقطع)
7)وَلَازَوَرْدِيَّـةٌ تَـزْهُـو بـزُرْقـَتِهَا***بيْنَ الرِّياضِ على حُمْرِ اليَوَاقِيتِ
كأنَّهَا فوْقَ قامَاتٍ ضَعُفْنَ بِهَا***أوائِـلُ الـنـَّارِ فـِي أطْـرافِ كِبْرِيتِ.(اللازورد:من الأحجار الكريمة، لونه أزرق سماوي أو بنفسجي، يكثر في أفغانستان وأمريكا، ويستعمل للزينة،اليواقيت:م:الياقوت:حجر من الأحجار الكريمة، وهو أكثر المعادن صلابة بعد الماس، ولونه في الغالب شفاف مشرب بالحمرة أو الزرقة أو الصفرة، ويستعمل للزينة،والقطعة منه:ياقوتة )
8)فأصْبَحتُ مِن ليْلَى الغَدَاةَ كقَابِضٍ***على المَاءِ خانتْهُ فُرُوجُ الأصَابِعِ.(الغداة:ما بين الفجر وطلوع الشمس،ج:الغدوات،الفروج:الفتحات)
9)فإن تَفُقِ الأنَامَ وأنتَ مِنهُم***فإنَّ المِسْكَ بعْضُ دَمِ الغَزَالِ.(تفوق:تتميز وتعلو)
لـ)حول التشبيهات الضمنية الآتية إلى تشبيهات صريحة:
1)اصبِرْ على مَضَضِ الحَسُودِ***فـإنَّ صَـبْرَكَ قاتِـلُهْ
فــالـنـَّارُ تــأكُـلُ بــعْــضَـهَــا***إن لمْ تَجِدْ ما تأكُلُهْ.(المضض:الكره)
2)ليْسَ الحِجَابُ بِمُقْصٍ عنكَ لِي أَمَلا***إنَّ السَّمَاءَ تُرَجَّى حِينَ تَحْتَجِبُ.(الإقصاء:الإبعاد)
3)أعَاذَكَ اللهُ مِن سِهَامِهِمُ***ومُخْطِئٌ مَن رَمْيُهُ القَمَرَ.
4)أعَيَا زَوَالُكَ عَن مَحَلٍّ نِلْتَهُ***لا تَخْرُجُ الأقْمَارُ عَن هَالَاتِهَا.(أعيا زوالك:صعب،الهالات:الدوائر الضوئية التي تحيط بالأجرام السماوية)
5)وَإذَا أرادَ اللهُ نـَـشـْـرَ فـَضِـيـلـةٍ***طُـوِيـَتْ أتـَاحَ لـَهـَا لِسَانَ حَسُودِ
لوْلَا اشْتِعالُ النَّارِ فيمَا جاوَرَتْ***ما كانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ العُودِ.(العرف:الرائحة)
6)ما ضَرَّ تَغْلِبَ وَائِلٍ أهَجَوْتَهَا***أمْ بُلْتَ حَيْثُ تَناطَحَ البَحْرَانِ.(الهجاء:الشتم)
7)إنَّما الألفاظُ ضاقَتْ عَن رُؤَايَ المُحْرِقَهْ
لا تَلُمْنِي أيُّها الحرفُ وتحرمْنِي الثقهْ
فُوهَةُ البُرْكَانِ عمَّا يحتويهِ... ضيَّقَهْ...(الفوهة والفم سواء)
8)اقْذِفُونِي فِي الفَلَا بعدَ المَمَاتِ***حبَّذَا عيْشِي ومَوْتِي فِي الفَلاهْ.
لا تـَزُجـُّـونـِي بـقَـبـْرٍ إنَّـنـِـي***أُبْغِضُ السَّجْنَ ولوْ بعدَ مَمَاتِي. (الفلاة:الأرض الواسعة المقفرة،ج:الفلا والفلوات)
9)الكِبْرُ تُبْغِضُهُ الكِرَامُ وكُلُّ مَـن***يُبْدِي تواضُعَهُ يُحَبُّ ويُحْـمَدُ
خَيْرُ الدَّقِيقِ مِن المَنَاخِلِ نَازِلُ***وأخَسُّهُ وهِيَ النُّخَالَةُ صَاعِدُ.(المناخل:أداة الغربلة والتصفية،م:المُنخُل،النخالة:مابقي بعد النخل)
10)بقَدْرِ الكَدِّ تُكْتَسَبُ المَعَالِي***ومَن طَـلَبَ العُلا سَهِرَ الـلَّيَالِي
تـَرُومُ الـعِـزَّ ثـُمَّ تـنـامُ ليْلا***يَغُوصُ البَحْرَ مَن طَلَبَ الـلآَلِي.(الكد:التعب،تروم:تطلب)
مـ)حول التشبيهات الصريحة الآتية إلى تشبيهات ضمنية:
1)والليلُ تَجْرِي الدَّرَارِي فِي مَجَرَّتِهِ***كالرَّوْضِ تَطْفُو على نَهْرٍ أزَاهِرُهُ.(الدراري:الكواكب المضيئة،الأزاهر:م:زهرة)
2)وكأنَّ مُحْمَرَّ الشَّقِيـ***ـقِ إذا تَصَـوَّبَ أوْ تَصَـعَّـدْ
أعْـلامُ يـَاقُـوتٍ نُشِرْ***نَ على رِمَاحٍ مِن زَبَرْجَدْ.(الشقيق:/شقائق النعمان/نبات عشبي منه الأحمر والأصفر،تصوب:نزل وانحدروتسفل والتصعد عكسه،الزبرجد:اللؤلؤ)
3)وكأنَّ النُّجُومَ بَيْنَ دُجَاهَا***سُنَنٌ لَاحَ بَيْنَهُنَّ ابْتِدَاعُ.(الدجى:الليل المظلم)
4)وأرَى الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ كأنَّها***قَدَمٌ تَبَدَّتْ فِي ثِيَابِ حِدَادِ.(الثريا:مجموعة من النجوم في صورة الثور)
نـ)اشرح الأبيات الآتية وبين التشبيهات فيها:
1)أبدًا أبدًا لن تُخْنَقَ صُومَالِي
سَأُحَطِّمُ يَوْمًا أغْلَالِي
سيَهُزُّكَ بُرْكَانُ نِضَالِي
حتَّى يرْجعَ لِي صُومَالِي.(الأغلال:القيود،النضال:الجهاد والقتال والدفاع)
2)عَهِدتُّكَ لا تَسْتَعْذِبُ الضَّيْمَ مَشْرَبَا***وإنْ أُحْكِمَتْ حَوْلَ اليَدَيْنِ السَّلَاسِلُ.(الضيم:الظلم)
3)سَقَى اللهُ أطْلالَ الأَحِبَّةِ بالحِمَى***وَحاكَ عليْهَا ثَوْبَ وَشْيٍ مُنَمْنَمَا.(الأطلال:ما تبقى من آثار الديار،الحمى:الموضع فيه العشب وغيره يحمى من الناس أن يرعى/المقصود:المحل الذي كانت المحبوبة فيه/،حاك:خاط،الوشي:الزينة،النمنمة:النقش والزخرفة والتزيين)
4)فَلَا تَتْرُكَنِّى بالوَعِيدِ كَأنَّنِي***إلَى النَّاسِ مَطْلِيٌ بِهِ القَارَ أجْرَبُ.(القار:الزفت،الجرب:مرض جلدي/وهو أجرب وجَربان وهي جرباء وجربى،ج:جُرْب وجِربان)
5)ألمْ تَرَ أنَّ اللهَ أعْـطاكَ سَوْرَةً***تَرَى كُلَّ مَـلْـكٍ دُونَهَا يَتَذَبْـذَبُ
فإنَّكَ شَمْسٌ والمُلوكُ كَوَاكِبُ***إذا طلعَتْ لمْ يَبْدُ مِنْهُنَّ كَوْكَبُ.(السورة:السطوة والمجد والشرف والمنزلة والمكانة،يتذبذب:التحرك والاضطراب والتردد والارتجاف)
6)عَبَثٌ طَوَافِيَ فِي البِلاَدِ وعِلَّةٌ***فِي عِلَّةٍ مَنفَايَ لِاسْتِشْفَاءِ.(العبث:اللعب والهزل،العلة:المرض الشاغل)
7)والبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ***كَمِدًا كصَدْرِيَ ساعَةَ الإِمْسَاءِ.(الخفاق:كثير الاضطراب والتحرك،الكمد:الحزن الشديد المكتوم،والأقوى فيها أن تعرب حالا فيما أرى والله تعالى أعلم)
8)إذا تنفستُ فاضَتْ زَفْرَتِي شَرَرًا***كمَا اسْتَنَارَ وراءَ القَدْحَةِ اللَّهَبُ.(الزفرة:خروج النفس من الفم مع مده،القدحة:الاشتعال بسبب الاحتكاك)
9)وجهُكَ ياعمرُو فيهِ طُولْ***وفِي وُجُوهِ الكِلابِ طُولْ.
10)بَعِيدَ مَناطِ الهَمِّ فالغربُ مُشْرِقٌ***إذا ما رَمَى عينيهِ والشَرقُ مُغْرِبُ.(مناط:اسم مكان من (ناط)أي:علق وكلف ووضع)
سـ)بين سر جمال التشبيهات الآتية:
1)وإذَا أشَارَ مُحَدِّثًا فكأنَّهُ***قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجُوزٌ تَلطِمُ.
2)وَقانَا لَفْحَةَ الرَّمْضَاءِ وَادٍ***سَقاهُ مُضَاعِفُ الغَيْثِ العَمِيمِ
نَـزلـنا دَوْحَـهُ فـحنا علينا***حُنُوَّ المُرْضِعَاتِ على الفَطِيمِ
وأَرْشَفَـنا على ظـَمَإٍ زُلالا***ألَـذَّ مِـن الـمُـدَامَـةِ لـلـنَّـدِيـــمِ.(اللفحة:الحرارة والسخونة واللسعة،الرمضاء:شدة الحرارة،الدوحة:الشجرة العظيمة/ج:دوْحات-دوَحات-دوْح-أدواح/،الزلال:الماء العذب البارد الصافي،المدامة:الخمر،النديم:الصاحب والرفيق وفي الشراب خاصة/ج:ندامى-ندماء-نُدْمَان،ومؤنثه:ندمانة وجمعها:ندامى)(أما ندِم:تأسف على شيء فهو نادم وندمان وهي نادمة)
3) بَلِيتُ بِلَى الأطلَالِ إن لمْ أقِفْ بِهَا***وُقُوفَ شَحِيحٍ ضاعَ فِي التُرْبِ خَاتَمُهْ.(الشحيح:شديد البخل/ج:أشحة-أشحاء،شِحاح،ومؤنثه:شحيحة-وجمعها:شحيحات وشحائح/،الترب:التراب)
4)وكأنَّ الشَّمْسَ المُنِيرَةَ دِيـ***نارٌ جَلَتْهُ حَدَائِدُ الضَّرَابِ.
انتهى مقرر الفصل الأول من البلاغة