«فن الحرب»لا بد أولا أن تؤمن أنه لا يوجد أمر فى الحياة يخلو من «حرب» حتى تستفيد من هذا الكتاب،
فالعبادة بها حرب ضد النفس، والعمل به حرب ضد المنافسين وربما الزملاء، والحب به حرب ضد التحديات،
وهكذا تسير تجربة الحياة، وبناء عليه سيكون مهما أن تتطلع على «فن الحرب» الذى أصبح مقررا فى أماكن كثيرة
فى العالم بداية من قيادة القوات الأمريكية التى قررته على جنودها،
نهاية بالشركات الصينية التى تعتمد عليه فى غزو الأسواق الخارجية.
الكتاب صينى الجنسية مؤلفه «صن تزو» كان من أهم فلاسفة الجندية وقيادة الجيوش فى القرن الخامس قبل الميلاد،
وستعرف فى الكتاب كيف استطاع هذا الرجل أن يقنع إمبراطور الصين بنظريته عندما كوَّن جيشا
فى منتهى الخشونة من جوارى الملك الناعمات وهى قصة طريفة جدا، يقول «صن تزو»: التسلل فى الظلام
يجعل عدوك أشد حذرا، فلتجعل تحركاتك كلها فى نور الشمس حتى تقل حذر وحيطة العدو، إلى أن يأتى الوقت الذى تضرب فيه.
يقول: عندما تعوزك وسيلة هجوم مباشرة على العدو، فهاجمه مستخدما قوة غيرك،
مثل أن تقدم إلى الوزير رشوة لينقلب على الملك، أو أن تجعل قوة العدو تنقلب عليه، مثلما هجم الإسكندر الأكبر على الهند
ففوجئ بخط دفاع الفيلة، ثم عرف أن الفيلة تجن من لسع الحديد المحمى، فانقلبت الفيلة وبالا على من استعانوا بها.
يقول: استنزف قوى العدو واجعله يذهب فى اتجاهات لا فائدة منها، بينما توفِّر أنت طاقتك وقوتك إلى أن ينهار هو فتهجم أنت.
يقول: المقاتل الماهر يحارب وفقا لشروطه أو لا يتورط فى الحرب أبدا.
يقول: مسؤولية حماية أنفسنا من الوقوع فى الهزيمة تقع على عاتقنا نحن،
ولكن فرصة هزيمة العدو يوفرها لنا العدو نفسه (عبر الأخطاء التى يقع فيها أو يستدرج إليها).
الكتاب «فن الحرب» ترجمة «رؤوف شبايك» وصادر عن «دار أجيال للنشر» فى 170 صفحة،
وهو سيفيدك كثيرا إذا كنت داخل انتخابات البرلمان القادمة أو انتخابات اتحاد الطلاب أو حتى اتحاد الملاك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] «الفيل الأزرق»رواية الكاتب أحمد مراد الجديدة تمنحك المتعة دون أى كركبة فكرية أو فلسفة تتوه بك بعيدا عن هدف الرواية،
نحو 400 صفحة من الإثارة التى لا تتوقف حتى عندما يذهب بطل الرواية د.يحيى إلى النوم، تختلط الإثارة بالمتعة
عندما تدخل فى عوالم أمراضنا النفسية وكل مرض قد يحمله واحد منا دون أن يدرى وأولنا الأطباء النفسيون،
ثم يختلط كل هذا بالخيط البوليسى الذى يفتش خلف جريمة شديدة الغرابة حيث الطبيب النفسى الذى قتل زوجته ببطء
على مدى أسبوع، وقصة أحدث أنواع المخدرات الذى يضعك على حافة الموت وينقلك إلى عوالم لا تعود منها بمفردك كما دخلتها.
متعة موازية لمتعة الأفلام الأجنبية التى تعتمد على الرقى الذهنى للمتلقى وقدرة قلبه على تحمل الصدمات،
ولا يخدعنك عدد صفحاتها الكبير فهى مكتوبة بلغة سلسة،
كما أن إيقاع الأحداث سيجعلك تقطع مسافات طويلة دون أن تشعر.
الرواية صادرة عن «دار الشروق».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] «بحار الحب عند الصوفية»ولأن موضوع التصوف ملتبس على كثيرين، فمن حسن الحظ أن نرضى فيه بتحليل وتوصيف رجل معتدل
فى قامة أستاذنا الكبير أحمد بهجت، يساعدك على اكتشاف عوالم التصوف بموضوعية تامة، فينقذك من الوقوع فى الشطحات،
وفى الوقت نفسه يدنو بك من شواطئ الحب والأنوار التى يسعى لها المتصوفة كما يجب أن يكونوا.
يتحدث الكتاب عن البشر الذين اختصهم الله ببعض أسراره، وكيف أن الرهان فى طريق التصوف يكون على الحب فقط،
وأن العبادة هى قمة الحب، وأن المعرفة لازمة للحب، ومن عرف الله أكثر أحبه أكثر، ويشرح لنا الأستاذ بهجت
كيف أن التصوف هو نوع من أنواع الفنون أو تحديدا فن عبادة الله، ويؤيد كلامه بأن معظم تراث الصوفية
أدب من أرقى ألوان الأدب، بل إن شطحات بعضهم تشبه شطحات الفنانين
يجب معاملتها بمنطق الفن ما دامت لا تتعرض للفقه أو الأحكام الشرعية.
ثم يحكى لنا الأستاذ بهجت مقاطع من حياة كبار المتصوفة من عتبة الغلام إلى الحسن البصرى، مرورا برابعة العدوية
وجلال الدين الرومى والحلاج وغيرهم، مستعرضا دروسا فى الزهد والعطاء وقوة اليقين
والفناء فى الحب وحسن الظن بالله، وخلال هذه الرحلة يكشف لنا ما هو دخيل على التصوف أو أصيل، وما هو إيجابى
وما هو سلبى وعن الطريقة التى يجب أن نفهمه ونقيمه بها،
ويجيب عن سؤال مهم «لماذا لم يظهر التصوف فى عصر رسول الله؟».
الكتاب صادر عن «دار الشروق» فى 246 صفحة ومنه: «إن ألهمت الدعاء ألهمت الإجابة»،
و«إن الله تعالى أراد بنا شيئا وأراد منا شيئا، فما أراده بنا طواه عنا، وما أراده منا أظهره لنا، فما بالنا نشتغل
بما أراده بنا عما أراده منا؟»، و«مثل المؤمن كالولد فى الرحم لا يحب الخروج فإذا خرج لا يحب أن يرجع.. كذلك المؤمن فى الدنيا».
■ ■ ■
أرشح لك هذه الكتب لإجازة العيد، فى البداية «تصنفر» مخك بـ«فن الحرب»،
وبعدين تدخل على «الفيل الأزرق» لتحصد متعة «تعمل لك دماغ منورة»،
وفى الآخر «تحلى وتتسلطن» بـ«بحار الحب عند الصوفية».
أعرف أن الألفاظ التى تقرؤها الآن لن تجدها أبدا فى أى صفحة ثقافية أو فى مقال يقدم خدمة عرض الكتب،
لكن مافيهاش حاجة إحنا داخلين على عيد.. اتبسط بس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]