ما أشبه الليلة بالبارحة.
فى أحداث «محمد محمود» العام الماضى.. خرجت جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم مرشدهم العام
يتهمون الثوار بأنهم مخربون وأنهم يعملون وفقا لأجندات أجنبية «نفس كلام نظام مبارك وأجهزته الأمنية».
وكان هذا الكلام على هوى جنرالات المجلس العسكرى وتابعيهم فى الداخلية التى كانوا يسيطرون عليها.
فالثوار فى «محمد محمود» 2011 عند الإخوان مخرِّبون ويعملون من أجل الفوضى.
فى نفس الوقت الذى كانت فيه قيادات جماعة الإخوان يعقدون الصفقات مع المجلس العسكرى وآخرين.
ولم يكن فى نية جنرالات العسكرى تسليم السلطة.
لكن ثوار «محمد محمود» المخربون وفقا للإخوان هم الذين أجبروا العسكر على تسليم السلطة
وتحديد جدول زمنى لتسليمها وليس الإخوان والقوى السياسية الأخرى التى كانت تبحث عن جزء من تورتة الثورة
والبحث عن المكاسب الشخصية وحماية أنفسهم لمشاركتهم وتواطئهم مع نظام مبارك ورجاله.
.. فلو لم تكن «محمد محمود» 2011 لما كان جنرالات العسكر سلموا السلطة.
وفى وقت أحداث «محمد محمود» 2011 كان الإخوان مشغولين أيضا بالمكاسب التى يجنونها من الثورة
والحصول على الأكثرية فى انتخابات البرلمان.. بعد الاتفاق مع العسكر.
وقد أعلنت الجماعة نهاية مرحلة الثورة والشرعية الثورية وبداية مرحلة شرعية البرلمان
ووقفوا بالمرصاد ضد القوى الثورية التى ذهبت إلى البرلمان لتقديم مطالب الثوار..
وأتوا إليهم بميليشيات الجماعة لتمنعهم من التواصل مع برلمان الإخوان.
.. وفى «محمد محمود» 2012 أصبحت السلطة كلها فى يد الإخوان.
الرئاسة.. إخوانية.
الحكومة.. إخوانية.
الداخلية وأمن الدولة أو الأمن الوطنى.. إخوانية.
المخابرات.. إخوانية.
.. لذا لم تكن مفاجأة أن يصدر بيان مريب من وزارة الداخلية ليلة ذكرى «محمد محمود»
وعلى طريقة ما كان يحدث فى أيام مبارك وأجهزته الأمنية من رصد وزارة الداخلية عناصر ستهاجم مراكز الشرطة..
وكأن النية كانت مبيتة من الداخلية لاتهام الثوار مرة أخرى بالتخريب.
الداخلية التى تحت سيطرة الإخوان حاليا تعود إلى اتهام الثوار بالتخريب.
ومن ثم كان التعامل مع الثوار فى «محمد محمود» وفى الشوارع المحيطة وشارع قصر العينى
وميدان التحرير مساء الإثنين وصباح أمس (الثلاثاء) بالمطاردة وإطلاق القنابل المسيلة للدموع
والخرطوش ومزيد من الإصابات ومزيد من صيد عيون الثوار.
وكأن شيئا لم يتغير.. ولم تتوقف عناصر شرطة الإخوان عن استخدام أسلوب القهر والاستبداد
كما كان يحدث من النظام السابق وفى الفترة الانتقالية من حكم العسكر.
.. فبدلا من أن تتعلم الداخلية من الثورة وتحمى المظاهرات، ما زالت تمارس العنف وصيد العيون.
فى نفس الوقت الذى فيه الإخوان يصرون على استمرار تأسيسية «الغريانى-الإخوان»
لتمرير دستور على مقاسهم ومن أجل صالح الجماعة لا من أجل الوطن..
ولا يعيرون أى اهتمام للقوى المنسحبة التى فضحت ما يحدث داخل جمعية كتابة الدستور.
فالإخوان فى «محمد محمود» 2011 يتهمون الثوار بالفوضويين وتنفيذ أجندات خارجية.. وفى 2012 يطاردون الثوار
ويمارسون معهم ما كان يفعله النظام السابق من ضرب وقنابل مسيلة للدموع وصيد العيون.
فالإخوان فى «محمد محمود» 2011 يحصدون تورتة الثورة فى برلمان فاشل ومشكوك فيه
وتم حله بعد ذلك.. وفى 2012 يحصدون تأسيسية الدستور من أجل دستور مشكوك فيه ومطعون عليه!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]