خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: نقطة ومن أول السنة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ينتهى العام ببداية عام جديد وتنتهى معه أحداثه الإيجابية والسلبية ولكن نحن من نحتفظ
بآثار هذه الأحداث داخلنا وغالبا ما نثقل أنفسنا بالكثير من السلبيات أما الإيجابيات
فسرعان ما تتبخر أمام مصاعب الحياة، وننسى أن الحياة مليئة بالفرص وأن العام الجديد
يحمل لنا الكثير منها فنلتقى بها كثيرا ولا نستغلها، فهل هى التى تأتى إلينا
أم نحن من نذهب إليها؟ والتساؤل الأهم هو كيف نستغلها؟
فتمثل الفرص لكثير من الناس الذين نجحوا فى استغلالها نقطة تحول فى حياتهم
فتحت لهم آفاق جديدة ونجاحات متتالية، كما أنها كانت لآخرين فرص أهدرت،
فعليك أن تسأل نفسك كم من الفرص التى أهدرتها خلال حياتك ؟
وكم من الفرص التى اقتنصتها بنجاح ؟
فالفرص تأتى فى صورة تنكرية لا يستطيع تمييزها من قبل الكثيرين،
ولكن بالرغم من ذلك أصحاب المبادرات هم الذين ينجحون فى اقتناصها، أما من
لا يتمتعون بسرعة المبادرة تضيع من بين أيديهم، ونكتشف قيمتها بعد فوات الأوان
وعندئذ نحاول محاولات يائسة فى استردادها و لكن بلا جدوى.
وهذا هو الفرق بين من يستغل الفرصة فى وقتها وبين من يتركها ترحل من أمامه،
فصاحب المبادرة هو الذى يسرع نحو الفرصة، أما غيره فينتظر فى مكانه كى تأتيه،
ولكنها عزيزة النفس لا تبالى بمن لا يبالى بها، ولأنها غير واضحة المعالم، ولا تنتظر
صاحبها فهى مسرعة دائما والانتظار ليس فى مصلحة من يريد اقتناصها،
فإذا ذهبت لا تعود، و لكنها مع ذلك تأتى و تتاح للجميع ولكن من المجيب؟
ولذلك عليك الاستعداد المسبق لها حتى إن ظهرت تنقض عليها كما ينقض الصائد على فريسته،
فيتميز من يجيد اغتنام الفرص بالسرعة فى الاستعداد لها والمبادرة فى اقتناصها
وليس فى توافر الفرص له وعدم توافرها لغيره، وحقيقى أن الفرص تأتى ولا تكن
واضحة المعالم إلا أن الظروف المحيطة بها تكفى للكشف عن وجودها فعليك تفهم
هذه الظروف والاستعداد التام عند حدوثها فلن يضيرك فى شىء أما عدم الاستعداد
سيكلفك ضياعها.. يقول الإمام على "انتهزوا فرص الخير فإنها تمر مر السحاب."
وعليك أن تتعامل مع الفرصة، وكأنها الأخيرة، وأنها قد لا تتكرر فبادر باقتناصها،
هكذا إستراتيجية الناجحين الخوض فى المغامرة وعدم الانتظار حتى لا تفوت الفرصة
أو يستغلها غيرك.. فكل الذى عليك هو القفز عليها عند أول ظهور لها دون
أى تأخير والتمسك بها بقوة وعدم التردد خشية الفشل أو بسبب عنصر المفاجئة.
ولتدرك أن الفرص متوفرة فهكذا خلق الله الكون مليئا بالنعم والخيرات ويتسم بالوفرة،
وقد تكون هذه الفرص من نصيبك فكل ما عليك هو التفكير والاستعداد لها فى وقتها
إذا لم يكن لاقتناصها عواقب أو خسائر، وإذا لم تكن الفرصة من نصيبك فعليك عدم الغضب
فلا تحزن على ما فاتك وعليك أن تتجاوز ألم ضياعها، وتستعد من جديد لاقتناص
ما يحمله العام الجديد من المزيد من الفرص، لأنها قد تكون نقطة التحول الذى
طالما انتظرتها فى حياتك ولتجعل نهاية العام هى النقطة التى تنهى بها الكثير من الإحباطات
وتطوى معها السلبيات وبداية جديدة لمزيد من التفاؤل والتحفز لكل الفرص القادمة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]