الحرام فى مصر الآن: 4- المعنى السياسى11/1/2013 خالد البرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وانتى فاكرة يعنى إننا ولا بعد ٢٠٠ سنة هنبطل نخون ونكفر فى السياسة؟! أبدًا،
طول ما شوية مننا بيعملوا اللى عايزينه، وبيقولوا إن مش هم اللى عايزين، الله اللى عايز.
والمعترضة مش هتبقى معترضة عليهم. لأ. انتى عارفة، دا جاى من إيه. دى إحدى تجليات
فكرة الحرام (السياسى)، اللى خربت التاريخ السياسى الإسلامى. مافيش فريق سياسى
ادّعى بعد انتهاء النبوة أنه منفذ لإرادة الله إلا كان فريق كداب. وماحدش من معارضيه صدقه.
على ابن أبى طالب قال لأتباعه: «ولا تجادلوهم بالقرآن فإنه حمال أوجه». يعنى لا الصحابة
صدقوا الصحابة، ولا التابعين صدقوا التابعين، ولا السلف صدقوا السلف، ولا المجاهدين الأفغان
صدقوا المجاهدين الأفغان، ولا أهل دارفور صدقوا حكومة الخرطوم، ولا المعارضين الإيرانيين
صدقوا نظام المرشد. ماكانش حد غلب. كل العالم اكتشف الحقيقة دى، وخلص منها من ٥٠٠ سنة فاتوا،
إلا إحنا. عايشين نجتر خلافاتنا القديمة، ونعيد ونزيد، ونقلب ونعدل، وبدل ما نفتح آفاق لنفسنا
فى علاقاتنا الداخلية -إزاى ندير بلدنا بسلاسة- وفى علاقاتنا الخارجية، رايحين نجر
شكل كل مختلف معانا. ونخلق أسطورة «حلال سياسة!» وهى فى الحقيقة ماتفرقش
عن أى سياسة تانية إلا أن المستفيدين منها بيسموا قبل ما يطلعوا يتكلموا.
ثم إن «س»، «ص»، «ع»، من الأفعال السياسية تنعت بالحرمانية، وتخرج لها الفتاوى القرآنية،
حتى يقترفها واحد بدقن. فإن اقترفها واحد بدقن تتحول إلى حكمة ودراية بالسياسة وحصافة.
نفس اللى قلته عن فكرة الحرام بالمعنى النفسى لو تفتكرى. حرام طول ما هو مش فى إيدك،
لكن أول ما ييجى فى إيدك تغنى لى شكشك مرزوقة تعالى جنبى. بفترى عليهم؟ أبدًا.
الدليل إنهم بيتكلموا بالإنجليزى كلام كويس جدًّا.
يعنى هم عارفين الصح والغلط، لكنهم ولاد.. انتهازيين.
طيب، ما هو كل السياسيين بيعملوا كده! إنت يعنى ماسك فى الإسلامجية طالع نازل!
لأ.. مش كل السياسيين بيعملوا كده. السياسيين بيتقلبوا ويتلونوا ويغيروا مواقفهم.
لكن ما بيقولوش إن دا الموقف الربانى. دا غرور و«كذب» لا شبيه له. يا شيخة دا واحد منهم
قالوا له الإخوان المسلمين جمعية زى غيرها، لازم تخضع للقانون، ويعرف مداخلها ومصارفها.
كان الرد إيه؟ قال لأ، لأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة «ربانية».
يا أخى والله ماعرفناش إن حسن البنا كان السيد المسيح يعنى! كنا جينا هنينا ونقطنا.
الحرام فى انعكاسه السياسى باختصار هو تظبيط الأمور على مقاس جماعة،
الادعاء بأن الله هو اللى مفصل لها مواقفها، ولما لما تحب تغير موقفها مافيش مانع،
بترجع تقول إن ربنا فصل لها جاكت بوشين، أو عدل لها فى الجاكت. وبعدين يرجعوا يتهموا الآخرين
بازدراء الذات الإلهية. هو فيه ازدراء للذات الإلهية أكتر من تحويل إلهك لترزى خصوصى؟!
بالظبط زى إله العجوة أيام الكفار. عبادة، لكن مصلحة برضه لو العابد جاع:) دى جماعات
لا تعترف بمقولة «عيش وخللى غيرك يعيش»، ولا مقولة عظيمة من مقولات عصر التحول
والتحرر «دعه يعمل دعه يمر»، لا. دول عايزين الحاجات على مقاسهم والآخرين لا وجود لهم.
دى ظاهرة بتنتشر فى كتير من المجتمعات الفقيرة، لأن فرصها محدودة،
والخناقة فى السياسة هى خناقة على الفرص. وبتنتشر فى مجتمعات غنية بتكون السلطة
فيها مرتبطة بالتحكم فى الثروة، بالتحكم فى الغنى والإفقار. فبتيجى طبقة سياسية و
بتعمل الخدعة الاحتكارية دى. سواء بشعارات الوطنية (خللى بالك)، أو بشعارات الدين.
ومن هنا ممارسة السياسة بمفهوم الحلال والحرام بتؤدى بالضرورة لشقاق أهلى.
أولًا لأنها بتدى أهل الحلال «زى بتاع الجبنة النستو كده» ذخيرة لممارسة
رغباتهم «التكويشية» على المعارضين، وثانيًا لأنها بتوصّل للمعارضين رسالة بعدم جدوى الحوار.
إيه جدوى الحوار مع إنسان كل ما يختلف معاكى يطلعك كافرة؟! بناقص. عند نقطة معينة
هتلاقى إن مافيش فايدة، وهتتعاملى معاه بنفس طريقته. دا اللى حصل من سنة ٣٤هـ
لغاية النهارده، وفى كل مكان مورست فيه السياسة بمفهوم «الحرام والحلال».
الحل: إوعى تشغلى بالك بمناقشتهم بـ«منطقهم».
عبَّرى عن قيمك بفخر، اعملى على ترسيخها. سيبى الفرق يبان لوحده!