كاتبة إسبانية: مليونية السبت اختبار كبير للنسيج الاجتماعى بمصر.. وإذا كان شفيق رئيسا وقام بإقرار الإعلان الدستورى لكان الإخوان المسلمين الآن فى ميدان التحرير.. وموسى يستغل ما يحدث لكسب النفوذالجمعة، 30 نوفمبر 2012 - 14:15
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الكاتبة الإسبانية أولجا رودريجز
كتبت فاطمة شوقى
قالت الكاتبة الإسبانية أولجا رودريجز فى مقالا لها بصحيفة الدياريو إن الأسبوع المقبل وخاصة مليونية غدا السبت
تعتبر اختبارا جيدا للنسيج الاجتماعى فى مصر، خاصة وأن المؤيدين لقرارات الرئيس محمد مرسى من الإعلان
الدستور الجديد اختاروا ميدان تمثال "النهضة" الذى يحمل نفس اسم مشروع الإخوان المسلمين لإعلانهم
تأييدهم فى الوقت الذى يحشد ميدان التحرير المعارضين لهذا الإعلان الدستورى الذى يجعل فى يد مرسى
جميع السلطات التى بها سيصبح ديكتاتورا آخر وبهذا تكون الثورة المصرية بدلت ديكتاتور بديكتاتور آخر.
وأشارت أولجا إلى أن الشعب المصرى أعطى بلاده إلى الإخوان المسلمين على الرغم من معرفتهم بأن هذه الجماعة
ستقوم بتحقيق طموحاتها وأحلامها وستقوم بالاستيلاء على السلطة والوطن، وعلى الرغم من أن جماعة السلفيين
كانت ضد الإخوان المسلمين إلا أنها فى الفترة الأخيرة أصبحت مؤيدة لها كما قررت أنها ستؤيد قرارات مرسى فى مليونية
غدا السبت.
ولفتت أولجا إلى أن كل شىء بدأ قبل بضعة أيام حينما أصدر الرئيس مرسى الذى تولى منصبه منذ 5 أشهر
فقط بإصدار الإعلان الدستورى الذى كشف النوايا الحقيقية للإخوان المسلمين بعد أن قاموا بمخادعة الشعب المصرى
وقالوا أنهم شاركوا فى الثورة المصرية على الرغم من أنهم بدأوا الثورة بعد أن أثارت اهتمام على
النطاق الداخلى والخارجى وبدأت فى أن تكون ثورة حقيقية، ولكن إذا كانت هذه الثورة مجرد مظاهرات بسيطة
لم كان الإخوان المسلمين سيشاركون فيها، مضيفة أن قرارات مرسى الأخيرة المثيرة للجدل جاءت فى
احتفال المصريين بالذكرى السنوية الأولى لأحداث محمد محمود الذى راح فيها الكثير من المحتجين العام الماضى
على أيدى قوات الأمن المصرى تحت قيادة الحكومة الانتقالية التى كان يسيطر عليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة التى استخدمت الغاز المسيل للدموع فى محاولة
لقمع المتظاهرين وتصاعدت حدة التوتر وكانت وحشية قوات الأمن واضحة والتى انتقدها كثيرا الإخوان المسلمين
التى الآن تستخدم العنف والقنابل المسيلة للدموع لقمع المتظاهرين فى ميدان التحرير، وكأنها لم تتعلم شيئا
مما حدث فى مصر أيام النظام السابق والمرحلة الانتقالية التى كان يسيطر عليها المجلس العسكرى،
مضيفة أن ليس من قبيل المصادفة أن بعد يوم واحد من انتهاء الرئيس من مفاوضات وسيطة لإنهاء الهجوم
الإسرائيلى على غزة، أن يقوم باتخاذ مثل هذه القرارات الخطيرة، وكأنه ظن نفسه فوق القانون، وأنه قادر
على أن يجمع جميع السلطات دون أن يعارضه الشعب المصرى، ولكن فى الحقيقة أن مرسى
كان يخطط لهذا الإعلان الدستورى واختار هذا التوقيت لرؤيته بأنه المثالى لإصداره، حيث اعتبر نفسه
الرئيس الأكثر تأثيرا فى منطقة الشرق الأوسط الذى استطاع إقناع إسرائيل وقطاع غزة بوقف
الهجمات وإشادة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بدوره الكبير فى وجود مفاوضات بين البلدين.
وأوضحت أولجا أن "نفترض أن أحمد شفيق التابع للنظام السابق هو من كان الرئيس الحالى بدلا من مرسى
وقام بإصدار مثل هذه القرارات وخاصة الإعلان الدستورى لكان الإخوان المسلمين
وأولهم مرسى فى مليونية "حماية الثورة" فى ميدان التحرير يطالبونه بالرحيل لأنه يعتبر ديكتاتورا آخر".
وبغض النظر عن أسباب الرئيس ليقوم بإصدار هذا الإعلان الدستورى لكن فى حال قام بإصداره ولقى اعتراضا كبيرا
من الشعب المصرى فكان على أول رئيس مدنى ديمقراطى أن يقوم بالتراجع عن هذا القرار ويقوم بتلبية
رغبة الشعب خاصة بعد اتهامه من جمبع الجهات ومن جميع الصحف المحلية والدولية بأنه أصبح ديكتاتورا
ولكن فى الحقيقة ما حدث كان أنه تحدى أكثر للمعارضين من الشعب المصرى والقوى الثورية،
وقال إن قراراته غير قابلة للطعن، وأيضا فى حال أن قال رئيسا آخر مثل "شفيق"
لهذه الجملة لكان الإخوان المسلمين أول من عرضوا وأطلقوا عليه لقب ديكتاتور.
وأشارت أولجا إلى أن هناك من استفاد من الوضع الآن ومعارضة قرارات مرسى الأخيرة ومنهم الكثيرين من النظام السابق
وعلى رأسهم الرئيس السابق لجامعة الدول العربية والمرشح الرئاسى السابق عمرو موسى الذين يرون فى
هذا الموقف فرصة لكسب النفوذ، وتحول من "فلول" صديق مبارك إلى أن يصبح الآن واحد
من المعارضين من قوى الثورة مع عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى.
ولفتت إلى أنه من الواضح بعد مرور 5 أشهر أن مطالب الشعب ليست على جدول أعمال المنظمة الإسلامية
بعد أن تعرضت الإخوان المسلمين لاختبار مصداقية قوى للغاية، ولكن هذا لم يكن واضحا فى الانتخابات
التشريعية التى بدأت فى نوفمبر 2011 ومن ثم الانتخابات الرئاسية فى يونيو 2012.