فوقوا بقى.. «2» .. شاهد على أحداث الإتحاديه
9/12/2012 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فاروق نبيل
من حسن أو سوء الحظ أن مكتبى يقع على بُعد أمتار قليلة أو كثيرة من قصر الاتحادية،
وعلى بُعد خطوات من شارع الخليفة المأمون، مما سمح لى ولسكان العقار، بمعايشة جزء من الأحداث الدامية،
التى شهدتها المنطقة لأوّل مرة. وبغض النظر عن تصريحات قيادات جماعة الإخوان ومتحدثيهم،
وبغض النظر تماما عن خطاب مرسى، الذى لم أجد له محلا من الإعراب، فقد شاهدت فى ذلك اليوم
وحشية وقسوة وغلظة قلب، وهمجية تنافس همجية التتار والبربر شاهدت من يضرب فى شراسة،
بوجه غاضب فاقد لآدميته، وشاهدت من ينتزع المصاب من أيدى مسعفيه، ليواصل التنكيل بجريح،
لم يعد له حول أو قوة شاهدت ما لم يفعله النازيون باليهود، والكفار بالمسلمين والمؤسف والمحزن والمبكى،
أن من رأيتهم يفعلون هذا، كانوا أولئك الذين يصرون على أنهم وحدهم المسلمون، والباقون كفّار عصاة!!!....
حتى الكفّار، فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفى عهود صحابته، رضوان الله عليهم،
لم يكونوا بهذه الوحشية منعدمة القلب والمشاعر إلى هذا الحد، حسبنا الله ونعم الوكيل، المعز المذل المنتقم الجبار،
ولأننى شاهدت وسمعت وعشت، فلست أصدّق حرفا واحدا من التبريرات الستينياتية العبيطة، التى أسمعها طوال الوقت،
من أفواه قادة مذبحة الشباب المصرى ومتحدثيهم. لك أن تصدّق ما أقول أو تكذّبه، فأنت حر،
ولم تر أو تسمع أو يعتصر الألم قلبك مباشرة ولكل من يتوسمون خيرا حتى الآن،
ولكل من يتصوّرون أن هذا أمر مؤقّت، سرعان ما ينتهى، وتعود جماعة الإخوان إلى الصواب،
ويبدأ مرسى فى التعامل كرئيس لمصر لا كتابع للجماعة ومرشدها أقول: اقرؤوا صفحات التاريخ،
وانظروا ماذا حدث فى ألمانيا، عندما صعد الحزب النازى إلى السلطة، فى نهاية عشرينيات القرن العشرين
بانتخابات حرة نزيهة، هى آخر انتخابات شهدتها ألمانيا أيامها، حتى انهيار الحزب النازى، وسقوطه المروّع،
ففور صعود هتلر إلى السلطة، راح يتحدّث فى حماس وقوة إلى الشعب الألمانى، عن مجد ألمانيا القديم،
وضرورة استعادته، وإزاحة كل من يقف فى سبيل هذا (تماما كما يتحدّثون عن ضرورة عودة مجد الدولة الإسلامية)،
وفى سبيل هذا الهدف العظيم، بدأ هتلر وحزبه النازى يبسطون نفوذهم على ألمانيا، وبدأت قراراتهم تصبح قمعية ديكتاتورية،
مما أغضب التيار الحر، فخرج فى مظاهرات حاشدة، للدفاع عن الحرية وبسرعة وصف جوبلز،
وزير البروباجندا (الإعلام) تلك المظاهرات بأنها محدودة العدد والقيمة، وطالب شباب الحزب النازى بالخروج
للتصدّى لها، وخرج الشباب النازى المتحمس، وضرب المطالبين بالحرية بكل القسوة والعنف والشراسة والوحشية
(قارن هذا بما حدث عندنا)، وبعدها خرج هتلر ليعلن أن قلبه يقطر حزنا على من لقى مصرعه أو أصيب من الشباب
(بيفكرك بإيه ده؟)، ولكنه كان قد أعطى الضوء الأخضر لمتحمسيه وشباب حزبه، بالتنكيل بكل من يجرؤ
على معارضته وهنا، ومع غضبة الشعب، على الدماء التى أريقت، بدأ هتلر يتحدّث عن مؤامرة عليه وعلى شرعيته
، يقودها من خلف الستار، زعماء المطالبين بالحرية!.. (شوف التوافق يا أخى!) ومن منطلق نظرية المؤامرة،
التى خدع بها مؤيديه قبل معارضيه، بدأت مرحلة القمع المباشر، وما زال لحديث المرارة بقية.