فوقوا بقى.. «3»10/12/2012نبيل فاروق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحديث عن مؤامرات ودسائس تحاك ضد رئيس الجمهورية، لإسقاط نظام الحكم، لعبة قديمة قدم الدهر،
استخدمتها النظم الديكتاتورية كافة عبر التاريخ، للتخلّص من خصومها، والقضاء على معارضيها..
ولقد استخدم هتلر هذه اللعبة، قبيل الحرب العالمية الثانية، لكى ينهى الديمقراطية فى ألمانيا تمامًا،
ويعتقل كل منافسيه ومعارضيه بهذه الحجة.. وعبر خطب رنّانة حماسية، وحديث منفعل عن استعادة مجد الإمبراطورية الألمانية،
والاستعانة بشباب النازية المتحمّس، لتأديب وقمع كل من يعارضه، وبروباجندا إعلامية، قادها وزيره جوبلز.
قاد هتلر ألمانيا نحو الهاوية، وتركها تضيع وانتحر! المشكلة أننا لسنا فى منتصف القرن العشرين،
والزمن غير الزمن، والبروباجنّا حتى غير البروباجندا... ولكن حالة الزهايمر الزمنى عند الجماعة، جعلتهم يقفون بالكاد،
بطرقهم الساذجة، وضعف خبراتهم فى العمل السياسى، عند مرحلة الستينيات، بكل أساليبها، التى عفا عنها الزمن..
أما بالنسبة إلى تعاملهم مع الشعب، فقد توقف بهم الزمن عند مرحلة الانكشاريين،
الذين كانوا يرون أنفسهم فوق الشعب، ومن طينة غير الطينة! وكلما ظهر أحدهم، صرخ وطبّل بأنها الشرعية،
و«ع الشرعية ول يا ول، الشرعية حبيبة الكل»! وكأن الشرعية فقط فى الوصول إلى الكرسى،
وبعدها لا شرعية ولا يحزنون.. ولو أرادوا الحديث عن الشرعية، فالإعلان الدستورى،
الذى اكتسب شرعيته من استفتاء شعبى، لا يمنح مرسى أدنى حق، فى إصدار إعلان دستورى،
يمنحه من الصلاحيات ما لم يمنحه إياها الشعب، عندما انتخبه.. وقواعد اللعبة لا تتغيّر وسط المباراة أيها السادة،
وعلى هوى فريق دون الآخر... ومؤيدوهم من التيارات الإسلامية الأخرى، يصرخون بأنهم يحاربون الشعب،
من أجل الشريعة، ومن هذا المنطلق، يتكالب خمسة من رجالهم الأقوياء على شابة ضئيلة،
هى ابنة لمصرى مثلهم، وينهالون عليها ضربًا بكل قوتهم، حتى تسقط كأول شهيدة أمام الاتحادية..
ولكنها ليست من الإخوان المسلمين، إذن فهى بالنسبة إليهم ليست شهيدة، ودمها سيضيع عند خالقها المنتقم الجبار،
وهم الفرسان الشجعان الأقوياء الأشداء، بدليل أن خمسة منهم، قتلوا شابة فى حجم نصف ذراعهم!
يا للفروسية والعظمة! وهم يتصوّرون بالطبع أنهم سيدخلون الجنة، وأيديهم مخضبة بدمائها،
وأنهم وحدهم من مخلوقات الله المعز المذل، وليس لدمها حق عند خالق السموات والأرض المنتقم الجبار..
وكل هذا من أجل مرسى والكرسى! ثم، ولست أشك فى هذا، أن القتلة الخمسة سيقفون أمام الله سبحانه وتعالى،
يصلون فى خشوع، دون أن يطرف لهم جفن، متصورين أنهم عظماء، لأنهم تكالبوا على شابة واحدة،
وقتلوها بمنتهى الوحشية والهمجية والعنف والقسوة، مدعين أنهم وحدهم يعرفون الدين، الذى دخل فيه رجل الجنة،
فى (كلب) سقاه، والذى يأمرهم، حتى عندما يقتلوا، بأن يحسنوا القتل.. وبعدها يحتجزون شبابا مصريا،
قد يكون عند خالقنا جميعا جل جلاله، أفضل من أفضل واحد فيهم، وهم لا يعلمون، فيضربونهم، ويعذبونهم،
ويقتلونهم، ويقولون إن هذا فى سبيل الدين والشريعة! عن أى شريعة يتحدّثون؟! شريعة الغاب،
أم شريعة الدين الحنيف، الذى لم يحمل لنا تاريخه كله حالة تعذيب واحدة، إلا من الكفار للمسلمين،
قبل أن يدخل الله -عزّ وجلّ- الإيمان فى قلوبهم، فتصفوا نفوسهم، وتطرح عنها الغل والحقد والكراهية والوحشية..
قتلوا وعذّبوا باسم الدين، فماذا يمكن أن يفعلوا باسم الشيطان؟! ولقد عذّبوا وقتلوا، وكبّروا وهلّلوا!
فحسبنا الله هو نعم الوكيل.. وما زال لحديث المرارة بقية.