موضوع: فوقوا بقى.. «5» الأربعاء ديسمبر 12, 2012 12:27 pm
فوقوا بقى.. «5» 12/12/2012 د . نبيل فاروق
جماعة الإخوان المسلمين تكره أكثر ما تكره الإعلام بكل صوره.. والتيارات الإسلامية كلها تبغضه أشد البغض، وتتهمه طوال الوقت بالانحياز ضدها.. والسبب ببساطة هو أن الإعلام يكشف كل ما يحاولون إخفاءه، ويناقش ويحلل كل قرار يتخذونه، ويرصد ردود الفعل الحقيقية، لا الأساليب الستينياتية، التى يؤمنون بها.. والواقع أنهم جميعا لا يريدون ولا يؤمنون بإعلام حر، وإنما يريدون إعلام ببغاوات، يردد فقط ما يقولونه، ويخفى كل ما لا يريدون كشفه.. وهم يحلمون طوال الوقت بإعلام ستينياتى مثالى، يسمع الكلام، وينفّذ الأوامر، ويعود بالزمن إلى ما قبل اختراع الإعلام.. المشكلة الوحيدة أمامهم، هى أن الزمن لم يعد يسمح بهذا، والشعب الذى قام وما زال يقوم بثورة، لن يرضى لحظة واحدة بهذا، حتى ولو كان مرسى من نسل عمر بن الخطاب، وأبى بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وعمر بن عبد العزيز، رضوان الله، عز وجل، عليهم جميعا.. فما نراه من عناده وتصرفاته وقراراته، يوحى بأنه وجماعته من نسل جنكيزخان وهولاكو، وأبو رجل مسلوخة!! أفيقوا بالله عليكم وعيشوا زمنكم، وإلا انفصلتم عنه، وعن الشعب كله.. أفيقوا.. وتوقفوا عن تكرار خطوات الأيام الأخيرة للنظام السابق، لأنكم تسيرون عليها بدقة تثير الدهشة، بدءًا من محاولة الاستخفاف بمعارضيكم، ووصفهم بالفلول وأنصار الحزب الوطنى المنحل، ومرورًا بموقعة الاتحادية، التى تنافس وبجدارة موقعة الجمل، وانتهاءً بحالة العناد، التى قال النظام السابق إنه يحمل دكتوراه فيها، فأثبتُّم أنكم مَن كنتم تذاكرون له فن العناد والغطرسة والتعالى على الشعب.. أما عن الانتقال الانتقائى، بين الشرعية والثورية، حسب المزاج العالى، والمصالح الشخصية للجماعة، فحدِّث ولا حرج، فالمفترض أن الشرعية الثورية تنتهى بوصول رئيس إلى السلطة، ولكن الجماعة لديها تار بايت مع القضاء، لأنه يقف دومًا أمام تطلعات السيطرة والتحكم لديها، ولهذا فهى تنتقل بمزاجها، وبلا أى قواعد، من شرعية إلى شرعية.. تعارض مرسى، فيصرخون بأنه رئيس منتخب، وله كل الشرعية، ثم يصدر القضاء حكمًا لا يرضيهم، فيصرخون بالشرعية الثورية، وبأن الشرعية للشعب، ويثور الشعب على ديكتاتورية الفرعون، الذى يرى نفسه، وتراه جماعته، المهدى المنتظر، فيتهمون كل مَن يعارضهم بأنه فلول وطعمية وعجة بالبيض، ومن أعضاء الحزب الوطنى المنحل.. فليكن.. أحد الفلول من أعضاء الحزب الوطنى المنحل، قال: إن صلاة الصبح ركعتان، فهل المهم ما قاله، أم مَن قاله؟! وهل سنرفض قوله، لأنه من الفلول، أم سنقبله لأنه صحيح؟! وهل ما يسمى بالإعلان الدستورى صحيح، عندما يصدر من مرسى، أم أن ما جاء به صحيح، حتى لو صدر من معادٍ للجماعة؟! ما المهم.. الصح والخطأ، أم مَن يقول الصح والخطأ؟! أفيقوا يا قوم، وكفاكم خداعا للشعب ولأنفسكم، فالزمن والظروف لا يسمحان بهذا العبث، ولو أن مرسى رئيس لمصر كما يقول، لما تحدث دومًا إلى جماعته ومؤيديه، وتجاهل الباقين، وكأنه لا وجود لهم! مرسى نجح بمجموع 26% من أصوات الناخبين، وهو كل ما حصل عليه، بعد انضمام الرافضين لشفيق إليه، أى أن الفلول فى البلد كتير قوى، نحو ثلاثة أرباع الناخبين، الذين تصفونهم الآن بالبلطجية! أفيقوا.. أفيقوا.. أو احصدوا ما تزرعون.. ولكن حذار، فالحصاد سيكون مرًّا فى أفواهكم، مرًّا أكثر مما يمكنكم أن تتصوروا.. أفيقوا.