وإليك (هاء):
أنا معاك فى أنه فعلا المجتمع بعاداته وتقاليده وأعرافه لسه لم يتقبل فكرة زواج المطلقة بمن لم يسبق له الزواج،
خاصة وإذا كانت أكبر سنا - أنا مش عارفة سنها بالضبط، لكن أعتقد أنها بما أنها أم لطفلين
فممكن تكون أكبر سنا منك- ده حقيقى فعلا، وكسر قواعد المجتمع وقيوده
يحتاج إلى شخص قوى وجرىء و مؤمن جدا بما يفعل.
لكن مش عارفة ليه أنا حاسة إن المشكلة الحقيقية مش فى المجتمع،
المشكلة الحقيقية هى أنك أنت نفسك من جواك مش مقتنع كفاية بالموضوع،
يمكن لأن إحساسك ناحيتها مش حب؟، ممكن يكون عرفان بالجميل،
وامتنان وتقدير لها لأنها كانت سبب فى حل مشكلتك المزمنة؟..
أو لأنك اتشديت لها وعجبتك فعلا، وحسيت ناحيتها بمشاعر وعواطف جميلة،
لكن مش قوية كفاية لدرجة أنها تنسيك أنها (مطلقة) وتعول أطفال؟،
ودى حاجة لا أهلك ولا الناس هاتقبلها، ولا أنت كمان كنت عامل حسابك عليها؟..
أو لأنك لم تحبها مطلقا، ولكنها هى المرة الأولى فى حياتك التى تجرب فيها أحاسيس الانجذاب نحو امرأة؟،
أو ربما يكون سر تمسكك بيها هو أنها من اختيارك أنت وليست مفروضة عليك كغيرها؟..
.أو غيرهم من الأسباب التى لا يعلمها إلا الله، لكنهم جميعا فى النهاية يؤدون إلى نفس النتيجة،
والتى هى أنك غير متأكد أنك تستطيع تحمل نتائج ارتباطك بهذه الإنسانة، حتى وإن كنت تكن شيئا ما لها.
وما يؤكد لى أنك أنت شخصيا غير متقبل للفكرة من الأساس أنك كررت كلمة (المطلقة) فى رسالتك كثيرا،
واستعملتها لوصف فتاتك بدلا من أن تصفها بأى شىء آخر، وكأنك تذكر نفسك وتذكرنى دوما بأنها بها عيب
ما وهو أنها وللأسف (مطلقة)، هذا بالإضافة إلى سؤالك غير المفهوم عن (هل ستكون ظالم للفتاة
التى رشحها لك أهلك لإذا رفضتها من أجل المطلقة؟)، هل هذا حقا سؤالك يا صديقي؟...
هل مشكلتك فى أنك لا تريد أن تظلم تلك الفتاة؟ ، أم أنك تجده تبريرا (أنيقا) لنفسك
حتى تتخلى عن تلك المطلقة لا لشىء إلا كى لا تصبح ظالما للأخرى؟
أنا لا أدخل فى النوايا، ولا أعرف ما تخفيه الصدور، ولا أتهمك بأى شىء لا سمح الله،
كل ما أريد أن أقوله لك أنى استشعرت من رسالتك أنك لست متمسكا بزميلتك هذه بما فيه الكفاية،
وأنك غير واثق من أنك تريدها فعلا وأنك ستتحمل من أجلها أى شىء، ولن أحكم على هذا الوضع
بأنه صحيح أو خاطئ، ولكنه وضع غير مطمئن، وغير مبشر بنهاية سعيدة، لأنى وكما قلت فى البداية
أن ارتباطك بهذه الزميلة سيكون كسرا للحدود والأعراف التى اعتدنا عليها جميعا،
وإتمامه سيتطلب منك ومنها الكثير من الجهد والمقاومة والبذل، لأهلك وأهلها وللناس،
هذا بالإضافه إلى ما قد يستجد من متاعب مستقبليه بشأن طليقها أو أولادها أو غيرهم،
ومثل هذا الوضع يتطلب منك أن تكون واثقا تمام الثقة من أنها هى المرأة التى تبحث عنها وتريدها حقا،
وأنك لا يمكنك الاستغناء عنها أو استبدالها بغيرها، وأنك ترى أى جهد أو مصاعب
مهما كانت قليلة ومحتملة فى سبيل البقاء معها... هل أنت كذلك؟..
فكر مع نفسك وبمنتهى الأمانة والصدق، إن لم تكن كذلك فنصيحتى لك أن تبتعد فورا، واليوم قبل غد،
فلا معنى لتلك العلاقة التى لا ترى لها أملا فى البقاء والنمو، ولن يأتى من خلفها
غير المزيد من التعلق والارتباط، ثم المزيد من العذاب والألم وصعوبة الفراق، إن لم تكن تشعر بأنك
أهل لهذه (المعركة) فانسحب من الآن، ولا تسمح لنفسك أو لها
بمزيد من التقارب والتداخل الذى لن يكتب له الاستمرار.
سامحنى إن كنت استخدمت لفظ (المعركة) والذى لا أقصد به إخافتك، ولكنى أقصد به أنك يجب
أن تعرف أن الحياة مع هذه الزميلة لن تكون عادية، أو سهلة، وربما ستفتح عليك أبوابا من القلاقل
والزوابع كل فترة، وأبسط مثال على ذلك هو أنك ستجد نفسك مضطرا إلى التعايش والتفاهم مع أبنائها،
وتحملهم بل والتودد إليهم وإحسان معاملتهم، مهما كان تقبلهم لك أو رد فعلهم تجاهك، فلك أن تعرف أنه
لن تستقيم الحياة بينك وبين زميلتك تلك، إلا إذا نجحت فى أن تستقيم الحياة بينك وبين أولادها أولا وأخيرا،
خاصة وأنك يجب أن تضع فى اعتبارك أن هؤلاء الأطفال هم من سيكونون إخوانا لأطفالك
أنت شخصيا فى المستقبل، لذا ستجد نفسك إن عاجلا أو آجلا مسئولا
عن هدوء واستقرار الجو الأسرى بينهم جميعا، وهذا لن يأتى بسهولة أو من فراغ.
أخرج الفتاه التى رشحها لك أهلك من الصورة، فهى ليست محلا للنقاش من الأساس،
فلا أحد يفرض عليك القبول بمن لا ترضى، ولا أحد يحملك وزر ظلمها إذا لم تتقبلها، لب القضية هو أنت،
وأنت وحدك من يستطيع أن يحدد إذا كان ارتباطك بزميلتك تلك
يستحق العناء من أجله حقا؟، أم أن الأمر غير ذلك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]